«مفترق الطرق»... تأملات بصرية تدعو للطمأنينة في «زمن كورونا»

معرض قاهري يضم 30 لوحة تجريدية

يجسد المعرض لحظة إنسانية عميقة ومشتركة (الشرق الأوسط)
يجسد المعرض لحظة إنسانية عميقة ومشتركة (الشرق الأوسط)
TT

«مفترق الطرق»... تأملات بصرية تدعو للطمأنينة في «زمن كورونا»

يجسد المعرض لحظة إنسانية عميقة ومشتركة (الشرق الأوسط)
يجسد المعرض لحظة إنسانية عميقة ومشتركة (الشرق الأوسط)

يبدأ الطريق حين يكون المرء مضطراً إلى الوقوف في نقطة «تقاطع الطرق»؛ ففي هذه اللحظة وحدها يصبح بمقدوره أن يتوقف ويفكر في الوجهة التي سيسلكها. هكذا عبر الروائي باولو كويلو ذات يوم، عن لحظة إنسانية عميقة الأثر والمعنى، وهي نفسها الرؤية التي انطلقت منها أحدث أعمال الفنان المصري أحمد فريد، فكأنما أراد أن يلتقط من الجائحة بداية الطريق الصحيح، عبر تقديمه تأملاً بصرياً تجريدياً لمفهوم «التقاطعية»، أو حالة «مفترق الطرق» التي يعيشها العالم على كافة الأصعدة، منذ انتشار «كوفيد- 19» بكل متحوراته وتداعياته. وتنقل لوحات معرض «مفترق الطرق» المستمر حتى 9 فبراير (شباط) المقبل، بغاليري «سفر خان» بالقاهرة، إلينا الإحساس بأننا قد أصبحنا على بعد خطوات قليلة من مفترق الطرق، ومن ثم بات من الضروري اختيار الطريق الصحيح؛ إذ نعثر على القليل من الأجزاء البشرية النحيلة المتناثرة على مساحات داخلية خالية من السرد، بلا ملامح أو تفاصيل، وقد تفككت بحثاً عن فضاءات تتطلع فيها إلى وضع إنساني قوي، قادر على مواجهة الجائحة، بينما تتصارع حولها مجموعات من التعرجات وضربات الفرشاة المتقطعة، مع ازدحام العلامات والأشكال والألوان المعبرة عن تعدد المسارات والخيارات.
ويقول الفنان أحمد فريد لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أصبح العالم منذ انتشار الجائحة محاطاً بتحديات صعبة مشتركة، خلقت حالة من الوقوف الجماعي أمام (مفترق الطرق) على مختلف المستويات والمجالات، حتى باتت الإنسانية تعيش وضعاً تشاركياً من القلق والخوف والترقب».
لكن لا يترك فريد المشاهد تائهاً مترقباً طويلاً أمام الحيرة في لوحاته، بتعدد مساراتها وتفاصيلها الدقيقة: «كل شيء يتطلب من المرء التفكير؛ لكن عليه ألا يبالغ في الأمر، وألا يهدر وقتاً طويلاً في تفكيره هذا، وإلا فإنه لن يبرح مكانه على الإطلاق». ومن هنا يساعد المتلقي على أن يسلك بداية الطريق، وهو أمر أصبح ممكناً بعد أن علمتنا الجائحة كيف يمكن أن نصل إلى فهم أكثر عمقاً للنفس الإنسانية وللعالم من حولنا، كما أنها قادتنا إلى مسؤوليتنا الجماعية بعضنا تجاه بعض، وتجاه كوكبنا بشكل عام؛ وفق فريد.
إلى هذا تقودنا الأعمال التي تبلغ نحو 30 لوحة بالمعرض، إلى أن نطرح على أنفسنا سؤال الفيلسوف الصوفي كارلوس كاستانيدا؛ حين نقف في مفترق الطرق، وهو: «أي من هذه الطرق يمتلك قلباً»، في إشارة إلى أننا عند الاختيار علينا ألا نغفل المشاعر، أو نتجاهل إنسانيتنا، فتماهياً مع المعنى نفسه، يقدم لنا الفنان طاقات متداخلة ومتشابكة من الجمال على مسطح لوحاته. وكأنما اختار الفنان الحل الذي قدمه دوستويفسكي عام 1867؛ حين قال: «الجمال سينقذ العالم»، أو بحسب فريد: «لدينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، حاجة كبيرة إلى الإحساس بالجمال والتمتع بالسلام الداخلي؛ لنضيء بهما أيامنا وحياتنا على هذا الكوكب». وبدورها تقودنا رؤيته الإيجابية هذه، تجاه التحول التاريخي الذي تعيشه البشرية إلى التمتع بوعي مغاير، وخوض دورات جديدة من الحياة بشيء من الطمأنينة والثقة، فتلك المساحات من الهدوء والسلام والجماليات البصرية في أعماله، إلى جانب التكوينات الفنية التي تتميز بالحيوية والخيال الخصب، تحمل برغم كل شيء مسحة من الأمل والتفاؤل، وتبدو كما لو أنها نوع من المواساة والتحفيز على البدء في الطريق الصحيح، من خلال السير على جسور الجمال التي اقترحها الفنان. ويسود أعمال المعرض، الألوان الساخنة المتدفقة بسخاء في لوحاته، فتبدأ من نقطة ثابتة، وتنتشر وتتوسع حتى تغطي اللوحة القماشية بأكملها؛ في مغازلة لونية واضحة لوجدان المشاهد، مع حضور بارز للونين الأحمر والأزرق اللذين يظهران في حالة صراع بين الأزمات المتأججة من جهة، والهدوء والسلام من جهة أخرى، محولاً اللون نفسه إلى رمز، ومحققاً توازناً متسقاً ومتصلاً من الناحية اللونية، من خلال تعمده تحقيق تجاور أجزاء متوازنة من اللون بشكل جاذب للعين، في وجود كثافة من الضوء تصنع فسيفساء من التدرجات المتغيرة.
ووسط هذه المساحات اللونية والتأملات التجريدية، نعثر على نوع من التعبيرية؛ إذ يجمع فريد في لوحاته بين الأصداء التصويرية المستمدة من تجربة جاذبية سري، والتكعيبية التركيبية للفنان الفرنسي نيكولاس دي ستيل، إلى انفجار الألوان الإيمائية تأثراً بأعمال الفنان الأميركي وليم دي كوننغ، أحد رموز المدرسة التجريدية التعبيرية الذي عُرف بسيطرة اللمسات اللونية الصارخة، والخطوط القوية على لوحاته.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.