مطالبات أممية بمواصلة المساعدات إلى سوريا

جلسة حول الإرهاب بعد تمرد «داعش» في الحسكة

سورية مع طفليها في مخيم للنازحين بسلقين في محافظة إدلب (د.ب.أ)
سورية مع طفليها في مخيم للنازحين بسلقين في محافظة إدلب (د.ب.أ)
TT

مطالبات أممية بمواصلة المساعدات إلى سوريا

سورية مع طفليها في مخيم للنازحين بسلقين في محافظة إدلب (د.ب.أ)
سورية مع طفليها في مخيم للنازحين بسلقين في محافظة إدلب (د.ب.أ)

حض وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، مارتن غريفيث، أعضاء مجلس الأمن على العمل من أجل مواصلة إيصال المساعدات لملايين السوريين عبر الحدود، رغم التحسُّن الملحوظ في إرسال بعضها عبر خطوط القتال. وهذا ما رددته المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية، ليندا توماس غرينفيلد، التي دعت إلى الاعتراف بأن «المساعدة عبر الحدود لا غنى عنها».
وكان غريفيث يقدم إحاطة بدت قاتمة وحزينة أمام أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، استهلَّها بالتعبير عن «القلق البالغ» حيال «مئات الأطفال المحاصرين بشكل مرعب» في سجن الحسكة، داعياً إلى «إجلائهم إلى بر الأمان». وقال: «حتى لو غادروا السجن، فإن مستقبلهم غير مؤكد»، مشدداً على أنهم «بحاجة إلى إعادة بناء حياتهم». ووصف الهجوم على سجن الحسكة بأنه «تذكير حي» بمدى عدم الاستقرار في البلاد، بالإضافة إلى كونه «تذكيراً تقشعر له الأبدان بتهديد (داعش)». وإذ عرض لأعمال العنف المتواصلة في العديد من المناطق، لاحظ أن العواصف الشتوية خلال الأسبوع الماضي أدت إلى تضرر آلاف الخيام في الشمال الغربي. وأضاف أن النازحين «يحرقون القمامة للتدفئة، ويخاطرون بالاختناق من درجات حرارة دون الصفر في تلك الخيام».

وأفاد غريفيث بأن الأزمة الاقتصادية «تزداد تعمقاً»، إذ ترتفع أسعار الطعام أكثر، وبلغت تكلفة متوسط الغذاء مستويات عالية جديدة، في كل شهر من الأشهر الأربعة الماضية، كما أن إنتاج الغذاء المحلي يبعث على القلق. وحض على استمرار تقديم الدعم للخطة الإنسانية لضمان استمرار عمليات تسليم المساعدات في الوقت المناسب، قائلاً: «وصلت المساعدات الغذائية التي تسلم عبر الخطوط إلى أكثر من 40 ألف شخص هذا الشهر»، معتبراً ذلك «تطوراً إيجابياً». غير أنه شدد على أن «العمليات عبر الخطوط لا يمكن أن تحل محل حجم أو نطاق العملية الضخمة عبر الحدود في هذه المرحلة». وطالب أعضاء مجلس الأمن بالعمل مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى في شأن «نهج جديد».
وكذلك تحدث الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، الذي عاد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من زيارة إلى سوريا شملت درعا في الجنوب، وكذلك دمشق والغوطة الشرقية. ولفت إلى أنه سمع بشكل متكرر من العائلات التي التقاها: «انتقلنا من الحرب إلى الجحيم». وطلب مساعدة الدول الأعضاء في مجلس الأمن في «إنهاء قيود الوصول على كل جوانب خطوط النزاع»، بما في ذلك القيود اللوجستية والإدارية والقانونية والحواجز المادية، التي تؤخر وصول المساعدات الإغاثية عبر الحدود وعبر الخطوط.
وتكلمت المندوبة الأميركية، فذكرت بأن الولايات المتحدة «لا تزال أكبر مانح منفرد» للمساعدات الإنسانية لسوريا. ولكنها دعت إلى العمل بشكل جماعي من أجل «تخفيف حالة الطوارئ الإنسانية المستمرة»، بما في ذلك عبر زيادة الدعم المالي لمساعدة نحو أربعة ملايين سوري بحاجة إلى دعم خلال فصل الشتاء.
وأكدت دعم واشنطن لعمليات التسليم عبر الخطوط وعبر الحدود، داعية إلى «الاعتراف بأن المساعدة عبر الحدود لا غنى عنها، ويجب علينا تجديد وتوسيع الإذن بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود هذا الصيف»، ليس فقط لضمان بقاء معبر باب الهوى مفتوحاً، ولكن أيضاً أن تكون كل الخيارات العابرة للحدود متاحة لتلبية الحاجات الإنسانية.
وربط المندوب السوري بسام صباغ معاناة ملايين السوريين بما سماه «الإرهاب الاقتصادي السافر وسياسات العقاب الجماعي» التي تفرضها الولايات المتحدة على بلاده.

وعلى أثر انتهاء هذه الجلسة حول الوضع الإنساني، عقد مجلس الأمن جلسة ثانية بطلب من روسيا للنظر في التطورات التي تشهدها مدينة الحسكة، منذ فرار آلاف السجناء الذين يُشتبه في أنهم منتمون إلى «داعش» أو مقربون منه.
واستمع أعضاد المجلس إلى إحاطة من وكيل الأمين العام مدير مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، حول الفرار من السجن، وما تبعه من فصول لا تزال متواصلة. وأكد أن الهجوم أدى إلى هروب عدد غير معروف من عناصر «داعش» المسجونين، وبينهم أكثر من 700 طفل. وعبر فورونكوف عن صدمته إزاء التقارير التي تفيد بأن «داعش» استخدم هؤلاء الأطفال دروعاً بشرية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.