دراسة تكشف كيفية توفير حماية «كبيرة» للأطفال الصغار غير الملقحين

أطفال ينتظرون مع آبائهم قبل تلقيهم لقاحات «كورونا» في أحد مستشفيات بنما (إ.ب.أ)
أطفال ينتظرون مع آبائهم قبل تلقيهم لقاحات «كورونا» في أحد مستشفيات بنما (إ.ب.أ)
TT

دراسة تكشف كيفية توفير حماية «كبيرة» للأطفال الصغار غير الملقحين

أطفال ينتظرون مع آبائهم قبل تلقيهم لقاحات «كورونا» في أحد مستشفيات بنما (إ.ب.أ)
أطفال ينتظرون مع آبائهم قبل تلقيهم لقاحات «كورونا» في أحد مستشفيات بنما (إ.ب.أ)

عندما يسأل الآباء اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال الدكتورة إيمي إدواردز كيف يمكنهم حماية أطفالهم الصغار من فيروس «كورونا»، تجيب بأن «الأمر بسيط».
قالت إدواردز، المديرة الطبية المساعدة لمكافحة عدوى الأطفال في مستشفى «يو إتش رينبو» في كليفلاند: «قم بتطعيم كل من حولهم، وهذا سيحمي طفلك جيداً... إنها ليست حماية كاملة، لكنها حماية أفضل»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وتجاوزت حالات الإصابة الجديدة بـ«كوفيد – 19» بين الأطفال في الولايات المتحدة المليون حالة الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ أن بدأت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في تتبع الحالات، والأرقام الآن تقارب خمسة أضعاف معدل ذروة الشتاء الماضي. لكن الأطفال دون سن الخامسة لا يزالون غير مؤهلين للحصول على لقاحات «كورونا» في الولايات المتحدة.

مع ذلك، هناك دليل جديد على أنه يمكنهم الحصول على حماية كبيرة من فيروس «كورونا» إذا تم تطعيم كل من حولهم.
وجدت دراستان جديدتان أن تطعيم الناس في المنزل يقلل من انتقال فيروس «كورونا». ونُشرت الدراستان، أمس (الخميس)، في مجلة «ساينس».
نظرت دراسة واحدة في الوقت بين يناير (كانون الثاني) ومارس 2021 عندما كان متغير فيروس «كورونا» –ألفا - منتشراً على نطاق واسع، وبين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) 2021، عندما أصبحت «دلتا» السلالة الرئيسية في إسرائيل. خلال الفترة الأولى، لم يكن هناك أطفال مؤهلون للحصول على التطعيم. بحلول الفترة الزمنية الثانية، كان الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً وما فوق مؤهلين لذلك فقط.

وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون في منزل مع أحد الآباء الذين تم تلقيحهم كان لديهم خطر أقل بنسبة 26 في المائة للإصابة بـ«كورونا» في بداية عام 2021، والعيش مع أحد الآباء المحصنين كان لا يزال يحمي عندما كان متغير «دلتا» منتشراً على نطاق واسع، ولكن انخفضت نسبة الحماية إلى 20.8 في المائة.
وإذا كان الطفل يعيش في منزل تم فيه تطعيم الوالدين، فقد انخفض لديه بشكل كبير خطر الإصابة بـ«كورونا» خلال فترة الوباء عندما كان متغير «ألفا» منتشراً، حيث الخطر كان أقل بنسبة 71.7 في المائة. مع دلتا، انخفضت هذه النسبة إلى 58.1 في المائة.
قال الباحثون، الذين عملوا في جامعة هارفارد، ومعهد أبحاث كلاليت، وجامعة بن غوريون، وجامعة تل أبيب ومستشفى بوسطن للأطفال: «تطعيم الوالدين يمنح حماية كبيرة للأطفال غير المطعمين في المنزل».
نظرت دراسة أخرى في معدل الانتقال بين جهات الاتصال المنزلية وعززت حالة الحماية غير المباشرة من اللقاحات.

وعندما نظر الباحثون في المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في المنازل، وجدوا «انخفاضاً أكبر في المخاطر على الأطفال المعرضين لأفراد الأسرة الملقحين مقابل غير الملقحين بغض النظر عن المتغير المتداول».
تشير الدراسة إلى أن المنزل هو المكان الذي تبدأ فيه العديد من الحالات. طرحت دراسات أخرى نفس القضية، حيث كان خطر انتقال العدوى من أحد أفراد الأسرة المصابين أعلى بمائة مرة من متوسط مخاطر العدوى من المجتمع.
وقالت إدواردز: «لقد عرفنا دائماً أن الأطفال لا يمكن اعتبارهم الناقلين الأساسيين لهذا الفيروس... لطالما كان البالغون هم الناقلون الرئيسيون، ولهذا السبب كان من واجبنا دائماً، كبالغين، أن نحصل على اللقاحات ونرتدي الأقنعة الواقية - لأننا نقود الوباء بشكل أساسي. نحن مسؤولون عن الحفاظ على سلامة الأطفال».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.