يعمل العلماء على تطوير لقاح «لعموم الفيروسات التاجية» - وهو لقاح يوفر الحماية ضد أنواع متعددة من فيروس «كورونا» المسبب لـ«كوفيد - 19»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
الأمل هو أن مثل هذا اللقاح يمكن أن يمهد الطريق لتطوير لقاح شامل وعالمي لـ«كورونا»، والذي يمكن أن يمنع ليس فقط المتغيرات الناشئة التي تسبب «كوفيد - 19»، ولكن أيضاً بعض نزلات البرد الشائعة وحتى فيروسات «كورونا» التي لم نتعرف عليها بعد.
وقال الدكتور أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، خلال إفادة بالبيت الأبيض يوم الأربعاء، إن مثل هذه اللقاحات «سيستغرق تطويرها سنوات».
وتم التعرف على فيروسات «كورونا» التي تصيب البشر لأول مرة في منتصف الستينيات، وهناك سبعة فيروسات «كورونا» بشرية معروفة، أربعة تسبب نزلات البرد: متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو ميرس، المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو السارس؛ وكورونا، الفيروس التاجي المسبب لـ«كوفيد - 19».
وقال فوتشي في إفادة «مع ذلك، منذ سبتمبر (أيلول) 2020، كانت هناك خمسة أنواع مختلفة من كورونا مثيرة للقلق وهي ألفا وبيتا وغاما ودلتا والآن أوميكرون».
وتابع: «لذلك من الواضح أن هناك حاجة إلى مناهج مبتكرة للحث على حماية واسعة ودائمة ضد فيروسات كورونا المعروفة وبعضها غير المعروف في هذه المرحلة... ومن ثم، يبرز مصطلح لقاح شامل لعموم الفيروسات التاجية».
* اللقاح الشامل يساعد في محاربة السلالات الجديدة
خلال جائحة «كوفيد - 19»، شهد العالم ظهور العديد من متغيرات الفيروس التاجي - ومع بعضها، تضاءلت بشكل طفيف فعالية لقاحات «كورونا» الحالية للحماية من العدوى والمرض.
ومع ذلك، يؤكد مسؤولو الصحة العامة أنه لا يزال من المهم الحصول على التطعيم الآن.
رغم أن هذه اللقاحات أظهرت فعاليتها ضد العدوى والمرض بنسبة 90 في المائة تقريباً، إلا أن هذه الفعالية ضد بعض متغيرات «كورونا» شهدت انخفاضاً طفيفاً، حيث انخفضت إلى 66 في المائة ضد عدوى دلتا، على سبيل المثال، وحتى أقل مع أوميكرون. لكن جرعة ثالثة من اللقاح - أو جرعة معززة - يمكن أن تحسن الحماية ضد المتغيرات.
قال فوتشي: «توفر أنظمة اللقاحات الحالية لدينا حماية قوية، لا سيما عند استخدامها مع مادة معززة، ضد مرض فيروس كورونا الشديد والوفاة... لذلك يرجى الحصول على جرعة معززة إذا كنت مؤهلاً لذلك».
ويمكن للقاح فيروس كورونا الشامل والعالمي أن يغير الاستراتيجية بالكامل.
استثمرت «إن آي أيد»، وهي جزء من المعاهد الوطنية للصحة، ما لا يقل عن 1.2 مليار دولار في أبحاث لقاحات «كورونا»، بما في ذلك مشاريع متعددة لتطوير لقاح شامل ضد الفيروس. في سبتمبر، أعلنت «إن آي أيد» عن منحها حوالي 36.3 مليون دولار لثلاث مؤسسات أكاديمية - جامعة ويسكونسن، بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن وجامعة ديوك - لدراسة وتطوير لقاحات للحماية من أنواع متعددة من فيروسات «كورونا» والمتغيرات الخاصة بها.
وقال فوتشي «لا أريد أن يعتقد أي شخص أن تطوير لقاح شامل ضد فيروس كورونا بات وشيكاً في غضون شهر أو شهرين. سيستغرق تطويره بشكل تدريجي سنوات... بعض هذه الاختبارات لا تزال في المرحلة الأولى من التجارب السريرية».