العلماء يكتشفون ألغاز «كوفيد طويل الأمد»

يتسم بأعراض جسدية ونفسية وإدراكية متواصلة

العلماء يكتشفون ألغاز «كوفيد طويل الأمد»
TT

العلماء يكتشفون ألغاز «كوفيد طويل الأمد»

العلماء يكتشفون ألغاز «كوفيد طويل الأمد»

يعدّ الخبراء أن «كوفيد طويل الأمد» لا يزال لغزاً، ولكن بعض الأدلة بدأت في الظهور أخيراً. وتشير الأعراض؛ التي تتراوح بين ضيق التنفس وجلطات الدم وفقدان حاسة الشم، إلى أن ما يسمى «كوفيد طويل الأمد» قد يكون مجموعة من المشكلات وليس حالة مرضية شاملة.
ويعتقد الخبراء أن وضع تشخيصات أكثر دقة سيساهم في إيجاد علاجات لمساعدة الناس الذين يعانون من آلام مستمرة في الرأس وتشوش الدماغ ومشكلات التنفس والإرهاق الشديد.

- دراسات جديدة
يرجح بعض الدراسات غير الحاسمة أن ثلث الأشخاص الذين أصيبوا بـ«كوفيد» مصحوبٍ بأعراض - وحتى أولئك الذين لم يشعروا بأعراض على الإطلاق - يعانون من أعراض قد تستمر لمدة تتجاوز الشهر بعد إصابتهم بالعدوى، حتى إن عدداً قليلاً، ولكن غير محدد، من هؤلاء يعيش مع أعراض تستمر لأشهر وحتى لسنوات.
وقد تحولت هذه الحالة إلى مشكلة عالمية في ظل وجود كثير من المرضى ومن دول مختلفة حول العالم يصرحون بالمعاناة من أعراض مشابهة ومنهكة؛ إذ يواجه بعض الأولمبيين الذين تعافوا من وباء «كوفيد19» صعوبة في أداء نشاطات أساسية في حياتهم اليومية، بينما يصرح أكاديميون وأساتذة متعافون بأنهم ينسون باستمرار الزر الذي يجب أن يضغطوا عليه لتشغيل آلة غسل الملابس.
تعمل «معاهد الصحة الوطنية» على توظيف آلاف الأميركيين الذي يعانون من «كوفيد طويل الأمد» للمشاركة في دراسة بحثية بقيمة 470 مليون دولار، مهمتها تصنيف المرضى بشكل أفضل وتحسين فهم الـ«كوفيد طويل الأمد» لمساعدة العلماء والأطباء.

- فئتا «كوفيد الطويل»
حتى اليوم، جرى تحديد فئتين واضحتين من الـ«كوفيد طويل الأمد». تطال الأولى الأشخاص الذين عانوا من المرض الشديد بعد التقاطهم عدوى «كوفيد19» واحتاجوا إلى وقت طويل للتعافي. وقد أشارت دراسة هولندية نُشرت أخيراً إلى أن 74 في المائة من المرضى الذين دخلوا إلى وحدات العناية المركزة صرحوا باستمرار معاناتهم من أعراض جسدية بعد عام من الإصابة، بينما تحدث 26 في المائة من المشاركين عن أعراض نفسية مستمرة، و16 في المائة عن أعراض إدراكية.
تشمل الفئة الثانية الأشخاص الذين بالكاد شعروا بإصابتهم بالفيروس أو لم يمرضوا بشدة إلى درجة تستدعي استشفاءهم، ولكنهم لم يستطيعوا التخلص من أعراض المرض.
يشير الخبراء إلى أن المنتمين إلى الفئة الأولى هم من كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى الشديدة، بينما يتمتع المنتمون إلى الفئة الثانية بصحة جيدة ولم يصل معظمهم إلى منتصف العمر بعد.
يرجح الباحثون أن المنتمين إلى الفئة الثانية يملكون جهازاً مناعياً مفرط النشاط استجاب بشكل أكثر من جيد لـ«كوفيد19» ووصل إلى مرحلة يعجز فيها عن وقف نشاطه. تتراوح أعراض هؤلاء بين تشوش الدماغ والإرهاق وآلام الرأس المستمرة والتنميل غير المألوف.
عدّت الدكتورة سيرينا سبوديتش، أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب التابعة لجامعة يال والتي تساعد في إدارة عيادة عصبية مختصة في «كوفيد طويل الأمد» في الجامعة نفسها، أن «فكرة المعاناة من حالة ما تسيطر عليكم لأشهر واقعية». وتشير سبوديتش إلى أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاجات مختلفة عن أولئك الذين لا يزالون يتعافون من العدوى، ولكنهم يحتاجون إلى مزيد من التصنيف أيضاً. لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن النتائج؛ خصوصاً أن دراسات عدة لا تزال تختبر ما إذا كانت العلاجات المناعية المختلفة ستساعد مرضى «كوفيد طويل الأمد».
في بداية هذا الشهر، شاركت سبوديتش في إعداد تقريرٍ عن آثار ونتائج الإصابة بوباء «كوفيد19» على الجهاز العصبي، وعبرت مع آخرين عن قلقها من التأثيرات الدائمة لهذا الضرر العصبي.
في سياق متصل، نشر الباحثان توماس ويسنيوسكي وجنيفر فرونتيرا، من مركز «لانغون هيلث» التابع لجامعة نيويورك، دراسة في بداية هذا الشهر، كشفت عن معدلات مرتفعة جداً من البروتينات السامة في دماغ المرضى الذين دخلوا إلى المستشفى لعلاج «كوفيد19»، ووجدت الدراسة أن أعلى هذه المعدلات رُصد لدى المرضى الذين توفوا جراء الإصابة بالفيروس.
شرح ويسنيوسكي أن بعض هذه البروتينات مرتبط بألزهايمر، مما قد يؤدي إلى إصابة بعض هؤلاء بألزهايمر أو اضطراب دماغي آخر في وقت لاحق، مذكراً بأن وباء الإنفلونزا الذي ضرب البشرية في 1918 أدى إلى ارتفاع ملحوظ في حالات مرض باركنسون وغيره من الأمراض العصبية.
وقال ويسنيوسكي إن نحو نصف المرضى المشاركين في دراسته ظلوا يعانون من مشكلات إدراكية بعد ما بين 6 أشهر و12 شهراً من استشفائهم.
وأضاف أن دراسته «رصدت تغييرات صادمة ومؤشرات إصابة وحالات التهاب في الدماغ. يجب علينا الاستمرار والإطالة في متابعة تعامل المرضى مع هذه التغيرات الصادمة والمثيرة للقلق».

- متاعب المرض
نشر الدكتور أونور بويمان، الطبيب المختص في أمراض المناعة بمستشفى زيوريخ الجامعي في سويسرا، هذا الأسبوع، ورقة بحثية توضح درجة الخطر التي يواجهها الأشخاص المصابون بوباء «كوفيد19» والمعرضون أكثر من غيرهم للمعاناة من أعراض طويلة الأمد.
درس بويمان وزملاؤه مجموعتين؛ واحدة تضم متعافين من «كوفيد19» مع أعراض مستمرة حتى بعد التعافي، والأخرى تضم متعافين من «كوفيد» لا يعانون من أي أعراض.
وجد الفريق أن 4 عوامل تزيد خطر المعاناة من الـ«كوفيد طويل الأمد»؛ هي: السن، وتاريخ مرضي مع الربو، والأعراض خلال الإصابة بـ«كوفيد19»، والدلالات المناعية في الدم.
يرتفع خطر «كوفيد طويل الأمد» لدى الأشخاص الكبار في السن الذين لا يزالون يتعافون من مرض خطير، بالإضافة إلى البالغين الأصغر سناً الذين يملكون جهازاً مناعياً صحيحاً ومفرط النشاط.
وأشار بويمان إلى أن خطر «كوفيد طويل الأمد» يرتفع أيضاً مع عدد الأعراض التي يعاني منها الشخص خلال الإصابة بالعدوى، لافتاً إلى أن خطره لدى المرضى الذين يعانون من 5 أعراض أعلى من الذين يعانون من عارضين فقط.
يواجه المصابون بالربو خطراً أكبر أيضاً؛ لأن جهازهم المناعي لا يعمل على الأرجح بالشكل الصحيح. وشرح بويمان أن هؤلاء يملكون «استجابة مناعية مضللة» تؤثر على الرئتين وتتعبهما بشكل غير متساوٍ؛ الأمر الذي قد يفاقم الحالة الصحية القديمة التي يعانون منها.
ويضيف طبيب المناعة أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية ليسوا معرضين للدرجة نفسها من الخطر، مرجعاً هذا الأمر إلى اختلاف اضطرابهم المناعي أو ضعف تأثيره.
بدورها؛ تساهم بعض الأجسام المناعية المضادة، والتي تسمى «الغلوبيولين المناعي» القابلة للرصد باختبار دم عادي، في تعزيز هذا الخطر. ولكن إذا صحت النتائج التي توصل إليها بويمان، فقد تساعد لائحة عوامل الخطر التي قدمها في اقتراح خيارات للعلاج؛ فقد يساعد مثلاً تزويد الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مضاداتهم المناعية بدواء معين في تحسين هذه الأعراض أو تجنيبهم الإصابة بالـ«كوفيد طويل الأمد» حتى.
من جهته، عدّ نير غولدستين؛ اختصاصي أمراض الرئة ومدير «مركز العناية والتعافي في فترة ما بعد الإصابة بـ(كوفيد)» في «مركز الصحة اليهودية الوطنية» في دنفر، أنه يمكن العثور على تفسير آخر للـ«كوفيد طويل الأمد» في الـ«ميتوكوندريا»؛ أي مصانع الطاقة الخلوية التي قد تتضرر بفعل الإصابة بـ«كوفيد19»، وتسبب التعب الشديد والعجز عن ممارسة أبسط التمارين. نشر الباحث دراسة حول هذا الموضوع في بداية الشهر.
وشرح نير غولدستين أن الـ«ميتوكوندريا» المتضررة قد تولد لدى المرضى صعوبات في التفكير؛ لأن الدماغ يحتاج إلى كثير من الطاقة ليؤدي وظائفه كما يجب، عادّاً أن ما توصل إليه نظرية تجب إضافتها إلى النظريات الأخرى.

- التطعيم والعلاج المناعي
التطعيم قد يساهم في تجنب الـ«كوفيد طويل الأمد». ولحسن الحظ، يبدو أن جرعتين من لقاح «كوفيد19» تحميان المرضى من الأعراض المرتبطة بالـ«كوفيد طويل الأمد» ولو لفترة زمنية معينة.
وفي هذا السياق، يشير بويمان إلى أن رفض الناس تلقي اللقاح يعرضهم لخطر أكبر بالمعاناة من الـ«كوفيد طويل الأمد». ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت المتحورات المختلفة تتسبب في درجات مختلفة من الـ«كوفيد طويل الأمد» أو في أعراض مختلفة.
وعدّت سبوديتش أن رصد الاختلافات بين المتحورات في هذا المجال صعب؛ لأن الوقت الذي مر على انتشار «أوميكرون» ليس كافياً. ويروق لها التفكير في أن أعراض «أوميكرون» الطفيفة تخفف احتمال توليده رد فعل مناعياً مفرطاً، ولكن نظراً لأن معظم مرضى عيادتها عانوا من مرض طفيف ناتج عن سلالات سابقة من الفيروس، فضلت الطبيبة ألا تعطي أي استنتاجات في هذا الشأن.
عدّت سبوديتش أن النتيجة الإيجابية الوحيدة للـ«كوفيد طويل الأمد» ستكون مساعدته الباحثين في وضع فهم أفضل للدور الذي يلعبه الجهاز المناعي في مجموعة من الأمراض.
وفي هذا السياق، تحدثت عن مريض يعاني من الذهان لم يستجب للأدوية التي توصف عادة في حالته، ولكنه تحسن بعد خضوعه لعلاج مناعي.
وعدّت أن هذه النتائج «قد تكون الطرف الظاهر فقط من جبل الجليد»، لافتة إلى أن دور الجهاز المناعي قد يكون أكبر وأهم بكثير مما يعتقد العلماء. ورجحت أيضاً أن تفعيل عدوى ما الجهاز المناعي قد يؤدي إلى تنشيط أو مفاقمة مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية الكامنة غير الظاهرة.
صحيح أن كثيراً من الأشخاص يتعافون مع الوقت، ولكن الحال ليست كذلك لدى البعض؛ لأن أعراض الـ«كوفيد طويل الأمد» تصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتهم؛ وجزءاً تعيساً للأسف.

- «يو إس إيه توداي»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
TT

شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)

تؤكد فاتيكو باشا وهي تداعب بلطف حمارتها «ليزا» قبل أن تجمع حليبها أنّ «حليب الحمير له طعم الحب»... منه تصنّع المزارعة من منطقة جيروكاستر الألبانية مصل اللبن أو اللبن الرائب أو نوعاً من الجبن هو الأغلى في العالم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن فوائد حليب الحمير معروفة منذ آلاف السنين. تقول الأسطورة إن كليوباترا كانت تستحم في حوض مليء بحليب الحمير؛ للمحافظة على جمالها وشبابها.

بالإضافة إلى الخصائص الجمالية لملكة مصر، من شأن حليب الحمير أن «يشفي الأطفال، إذ هو علاج طبيعي للجهاز التنفسي والحساسية والجهاز المناعي»، على ما تقول فاتيكو.

يراقب حمار صغير كيف تنظّف فاتيكو ضرعي أمّه. ولإنتاج الحليب، ينبغي أن تكون أنثى الحمار في فترة رضاعة، ويبدأ حلبها عندما يبلغ صغيرها 3 أشهر.

زادت شهرة حليب الحمير خلال جائحة «كوفيد - 19»، فقررت فاتيكو وزوجها إحضار مجموعة صغيرة من الحمير وإناث الحمير إلى مزرعتهما، لكنّهما لم يتخيّلا أنهما سيبيعان حليب هذه الحيوانات في ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو واليونان.

في نهاية عام 2024، بات لديهما نحو ثلاثين أنثى حمار و4 ذكور حمير، ويرغبان بدءاً من يناير (كانون الثاني) في زيادة عدد هذه الحيوانات، مستفيديْن من المراعي الطبيعية عند سفح جبال جيروكاستر الغنية بالتنوع البيولوجي.

وباتت هذه المنطقة من جنوب ألبانيا تضم 15 مزرعة للحمير.

ذهب أبيض

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي، نادراً. في يوم الحلب، يمكن جمع نصف لتر من الحليب من كل حيوان. وتُباع هذه الكمية بسعر مرتفع يراوح بين 52 و63 دولاراً للتر الواحد.

ويقول زوج فاتيكو إنّ «حليب الحمير هو ذهب أبيض».

بدأ وعائلته منذ عام بإنتاج الجبن اللذيذ والطازج والقشدي، بالإضافة إلى اللبن الرائب ومصل اللبن. ويرتفع الطلب على هذه المنتجات بشكل كبير، لدرجة أنهم يشترون الحليب من المزارعين في محيطهم.

توضح المنتجة شيكو باشا، وهي تحضّر الجبن لتوفيره لأحد المطاعم في المنطقة «إنّ جبن الحمير مطلوب جداً، ويصعب تحضيره».

يتطلّب إنتاج كيلوغرام من الجبن 25 لتراً على الأقل من حليب الحمير، وهي كمية يصل سعرها إلى 1049 دولاراً.

يباع الكيلوغرام الواحد من الجبن بأكثر من 1573 دولاراً، ويشتهر بأنه أغلى نوع جبن في العالم.

يقول جاكو ميسي، وهو طبيب بيطري ومنتج جبن حمير تقدّمه مطاعم فاخرة في تيرانا إنّ «الفرنسيين يقولون إن وجبة خالية من الجبن كامرأة جميلة من دون عين، لكنّ التفصيل الأهم في الطبق هو جبن الحمير».

يقول إليو تروكي، رئيس مطعم «أوكسهاكيت» في العاصمة إنّ «الزبائن يفضلون الجبن الطازج، أي بعد 48 ساعة من تحضيره لا أكثر»، مضيفاً أنّ «سعره مرتفع لكنه لذيذ جداً، فهو يضفي نكهة شهية على الوجبة مع نبيذ جيّد».

جمال

في مختبرها الصغير، لا تخمّر الصيدلانية الشابة فابجولا ميسي الحليب لصنع الجبن، بل لتوفير مجموعة من مستحضرات التجميل المصنوعة من حليب الحمير والتي اكتسبت شعبية أيضاً خلال السنوات الأخيرة.

تقول المرأة التي أسست ماركتها «ليفا ناتشرل» وهي تستعجل لإنهاء طلبية أخيرة تتألف من مستحضر للبشرة مخصص للنهار يوفر نعومة، «إن حليب الحمير هو سر الجمال الفعلي». وفي هذه الفترة التي تقترب فيها أعياد نهاية العام، تصف منتجاتها بأنها تتمتع بـ«رائحة الحب».

وترغب في أن تتمكن قريباً من تصدير هذه المنتجات المصنّعة من حليب الحمير، حتى تصبح معروفة في مختلف أنحاء العالم.

وتقول إنّ «مستحضر الوجه المصنوع من حليب الحمير يعزز الجمال، ويتغلغل بسرعة في البشرة، ويعطيها نعومة. رائحته الخفيفة تعطي شعوراً بالراحة والانتعاش، وبمجرد استخدامه يصعب التخلي عنه».