سنوات السينما

جوان فونتاين وجوديث أندرسن في «ربيكا»
جوان فونتاين وجوديث أندرسن في «ربيكا»
TT

سنوات السينما

جوان فونتاين وجوديث أندرسن في «ربيكا»
جوان فونتاين وجوديث أندرسن في «ربيكا»

‫Rebecca ‬
★★★★ (1940)
ربيكا انتحرت أم قُتلت؟
■ كان «ربيكا» ثاني اقتباس يعمد إليه المخرج ألفرد هيتشكوك من أعمال الروائية البريطانية ديفاني دو مورييه. الأول كان «جامايكا إن» (1939) وبعده «الطيور» (1963) وفي كل هذه الأفلام تعامل مع المرأة في حالات مختلفة لكن بأسلوب سرد واحد اشتهر به هيتشكوك وتميز.
«ربيكا» يقدم حكاية امرأة وديعة من طبقة متوسطة (جوان فونتاين) تتزوج بعد قصة حب عاصف وسريع من ماكسيم دي وينتر (لورنس أوليڤييه) الذي ينقلها إلى «الشاتو» الكبير الذي يملكه وعائلته. هي عصفور بريء وجد نفسه بين يدي رجل حانٍ في البداية ثم بارد بعد ذلك ومع برودته تشعر كما لو أن قبضتيه تضيقان عليها.
المشكلة التي تواجهها هي أن زوجها اختارها لتلعب دوراً غير متوقع: يريدها بديلاً لزوجته السابقة ربيكا التي انتحرت قبل سنة. تدخل الزوجة القصر القديم بوداعة وبتوقعات عادية، لكن قسوة المكان ومعاملة رئيسة الخدم مسز دانفرز (جوديث أندرسن) ثم برودة الزوج حيالها واختلاف معاملته لها أمور تجعلها تشعر بخطر محدق حولها. موقف الزوج يعكس حبه لزوجته الأولى وفشل رغبته في أن ينساها. ما تكتشفه الزوجة الجديدة هي أنها دخيلة على عالم تم جلبها إليه لتلعب دوراً لا تستطيع أن تلعبه بمفردها. مكسيم أراد أن يتزوج لينسى، لكنه لن يقدر على النسيان وهي من ستتحمل تبعات ذلك.
هناك سر في نهاية المطاف في فيلم تم تبكيله كحكاية وكأجواء ليلعب دورين داكنين: تشويق هيتشكوكي مثالي ورومانسية تمشي على أشواك قبل أن تصل إلى نهاية مُرضية.
■ اشترى المنتج ديفيد سلزنِك رواية موررييه (التي نُشرت سنة 1938) بخمسين ألف دولار وفي البال اختيار رونالد كولمن وكارول لومبارد للبطولة. كولمن اعتذر لأنه قرأ السيناريو واكتشف أن البطولة نسائية. عرض سلزنِك الدور على ويليام باول ولورنس أوليفييه وفاز به الثاني لأنه طلب أجراً أقل بمائة ألف دولار عن ذاك الذي طلبه باول.
واجه هيتشكوك وسلزنِك مشاكل بينهما (كل منهما أصر على تحقيق ما يريد) كما واجه الفيلم مشاكل مع محيطه. حينها لم يكن مسموحاً أن يرتكب أحد جريمة على الشاشة من دون عقاب (وفي الحكاية الأصلية أن مكسيم قتل زوجته ولم تنتحر) ما دفع سلزنِك لتغيير الخاتمة بحيث يمكن للرقابة (آنذاك) السماح بها. لحل هذا الإشكال اقترح هيتشكوك أن يضرب الزوج الذي اتهم ربيكا بعلاقة مع ذاك الذي أخذ يبتزه لاحقاً (قام بالدور جورج ساندرز) فتسقط ما يؤدي لموتها، بما يعني أن الزوج لم يقصد قتلها.
عن مصادر مؤكدة لم يسمح هيتشكوك للمنتج زيارة التصوير ما دفع سلزنِك لمشاهدة يوميات التصوير (The Rushes) والتواصل مع «هيتش» هاتفياً. إحدى ملاحظات سلزنِك هي أن أوليفييه رتيب في أدائه. عباراته غير مُلقاة بتتابع سريع. هذا، في الواقع، عائد إلى منوال الممثل المسرحي الذي لم يكن استوعب بعد الفوارق.

★ ضعيف| ★ ★ : وسط| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».