فضيحة مدرسية تهز العراق... و{التربية» تشكل لجنة للتحقيق

مبنى مدرسة أم النخيل من الداخل (صور متداولة)
مبنى مدرسة أم النخيل من الداخل (صور متداولة)
TT

فضيحة مدرسية تهز العراق... و{التربية» تشكل لجنة للتحقيق

مبنى مدرسة أم النخيل من الداخل (صور متداولة)
مبنى مدرسة أم النخيل من الداخل (صور متداولة)

رغم معرفة معظم العراقيين بوجود مئات آلاف الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة الذين ما زالوا يدرسون في أبنية مدرسية مشيدة بمادة الطين في كثير من محافظات وسط وجنوب البلاد، ورغم الانتقادات الكثيرة التي يوجهها العراقيون للحكومة ووزارتي التربية والتعليم نتيجة نقص الأبنية والوسائل التعليمية وتراجع معايير التعليم بشكل عام في المراحل الابتدائية والثانوية والجامعة، فإن الصور التي انتشرت في الوسائل الإعلامية المحلية، أمس، وأظهرت طلبة ابتدائية يخضعون لاختبارات نصف السنة الدراسية، أثارت غضب وسخط كثيرين واعتبرت «فضيحة مدرسية» بكل المعايير. خاصة مع موجة البرد الشديدة التي تضرب البلاد ودعت قبل أيام معظم الإدارات المحلية في المحافظات إلى تعطيل الدوام الرسمي.
وتعليقا على صورة الطلبة وهم يؤدون امتحانهم في العراء قال الكاتب والإعلامي قيس حسن:
«تكفي (الصورة) لتكون وصمة عار في جبين كل مسؤول عنها، تكفي لتكون درجة امتحان للحكومات والأحزاب، تكفي لتكون مادة جرمية تقدم لمحكمة التاريخ والإنسانية والعلم، تكفي لكي نخجل من أنفسنا، مما اقترفته القوى السياسية بحق البلد، ولتكون غلاف لكتاب (عار العراق)».
أما المحامي حمد الساعدي فعلق ساخرا بالقول إن «زعماء الشيعة يرددون منذ عام 2003، أنهم يريدون بناء المدارس، لكن يبدو أن أمريكا وإسرائيل لم يسمحا بذلك». في إشارة إلى تصريح كان قد أدلى به رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري في مؤتمر انتخابي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال فيه: لم يسمحوا لنا بأن نقدم الخدمة لهذه المحافظات (الجنوبية) لأننا أتباع الحسين، لم يسمحوا لنا بأن نقدم الخدمات لأهلنا في هذه المحافظات سواء في ميسان أو ذي قار أو المثنى او البصرة، لم يسمحوا لنا؛ لأننا من أتباع علي!».
ودفعت موجة الانتقادات الشديدة وزارة التربية إلى تشكيل لجنة للتحقيق في إجراء الامتحانات في مدرسة أم النخيل الابتدائية في قضاء الدواية بمحافظة ذي قار الجنوبية وإحالة المقصرين إلى القضاء.
وذكرت وزارة التربية في بيان عقب انتشار صور الطلبة ومدرستهم المتهالكة في مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم: أن «الوزير علي حميد الدليمي وجه بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة مع مدير مدرسة أم النخيل حول بعض الإجراءات المتبعة أثناء الامتحانات».
وأمر الوزير طبقا للبيان بـ«إعلان نتائج التحقيق خلال ثلاثة أيام»، مشدداً على عدم التهاون في محاسبة من يعرض أبناءنا الطلبة للخطورة أو يجعلهم في مواقف لا تليق بمكانة الطالب العراقي المتميزة في نفوسنا وعملنا.
كما قال الدليمي «لن نسمح لأحد بالإساءة للعملية التربوية ولا لأبنائنا الكرام»، مؤكداً حرص الوزارة على بقاء سمعة العراق التعليمية متميزة ورصينة كما يعرفها الجميع.
ولم يعول كثيرون على بيان الوزير أو لجنة التحقيق التي أعلن عنها، ذلك أن المئات من المدراس الابتدائية يعاني طلابها الأمرين، لجهة بنائها من مادة الطين أو اكتظاظها الشديد أو قلة المقاعد المخصصة للطلاب. وكانت معلمة في مدرسة «أبطال العراق» الابتدائية في قضاء قلعة سكر بمحافظة ذي قار أيضا، ظهرت قبل نحو أسبوعين وهي تقوم بتدريس طلابها في الهواء الطلق بسبب النقص الحاد في عدد الصفوف المخصصة للتدريس. وفي حادث مماثل، ظهر طلاب مدرسة «منة المنان» الابتدائية قبل أيام وفي محافظة ذي قار وهم يدرسون في العراء من دون أن تتحرك الوزارة للقيام بإجراء مناسب في الحالتين.
ورغم الوعود الحكومية الكثيرة، وكان آخرها التعاقد مع الصين لبناء 1000 مدرسة ابتدائية وثانوية، فإن قطاع التعليم ما زال يعاني اختلالات عديدة منذ سنوات ولا ترتقي معظم الأبنية المدرسية إلى أبسط المعايير التعليمية، فضلا عن المعايير العالمية.
وإلى جانب نحو 2000 مدرسة مشيدة من الطين في محافظات وسط وجنوب البلاد، بحسب إحصائيات رسمية لوزارة التربية، تلتحق أعداد كبيرة من الطلبة بمدارس مشيدة وفق نظام «الكرفانات» وغالبا ما تفتقر تلك المدارس إلى أبسط الخدمات الصحية مثل مياه الشرب ودورات المياه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.