«قسد» تلاحق «خلايا داعش» في محيط سجن الحسكة

دمشق تلوح بـ«ملاحقة المتعاونين» مع «الاحتلال الأميركي» شرق سوريا

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«قسد» تلاحق «خلايا داعش» في محيط سجن الحسكة

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في الحسكة أول من أمس (أ.ف.ب)

كثفت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ملاحقة «خلايا )داعش(» في الحسكة، غداة إعادة سيطرتها على سجن الصناعة بحي الغويران، قبل السماح بعودة المدنيين من سكان الأحياء المجاورة للسجن التي لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة، في وقت كشفت القوات أن عدد المسلحين الذين شاركوا في التمرد المسلح والعصيان الأسبوع الماضي، واستسلموا، ارتفع إلى 3500 عنصراً، وأكدت «قسد» أنها تتعامل مع ما يسمى «أشبال الخلافة» بصفتهم ضحايا حرب بالدرجة الأولى، في حين أعلنت النيابة العسكرية العامة في دمشق عزمها تحريك دعاوى قضائية لملاحقة مَن وصفتهم بـالمتورطين مع الجيش الأميركي المنتشر شرق سوريا.
وبدأت «قسد» بعملية تمشيط واسعة لمهاجع وزنازين سجن الصناعة بالجهة الشمالية والغربية، وكثفت حملتها الأمنية في الأحياء المحيطة بالسجن جنوب مدينة الحسكة، بحثاً عن مسلحين وخلايا موالية للتنظيم متوارين، قبل السماح بعودة سكان أحياء الغويران والزهور والحارة العسكرية المتاخمة للسجن. وقدرت الأمم المتحدة نزوح نحو 45 ألفاً، وأسفرت المعارك التي دامت 6 أيام عن سقوط أكثر من 200 قتيل من مسلحي التنظيم، و27 مقاتلاً في صفوف «قسد» و7 مدنيين، وقامت القوات بنقل السجناء إلى محتجزات أكثر آمناً، في حين تستمر عملياتها العسكرية في سجن غويران ومحيطه.
وأشاد القائد العام للقوات مظلوم عبدي بوحدات قواته وكيف أبدت استجابة سريعة وفعالة في صد هجوم خلايا «داعش»، وذكر في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «بفضل تضحيات وحدات (قسد) والأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب المقاتلة، ودعم ومساندة من شركائنا في التحالف الدولي وتغطية جوية، تمت السيطرة على المتمردين واستعادة الأمن والأمان في أحياء مدينة الحسكة».
بدورها، كشفت العضو في القيادة العامة للقوات، نوروز أحمد، أنهم اتبعوا تكتيكات حرب الشوارع في معركة استعادة السيطرة على سجن الصناعة: «فرضت قواتنا الحصار كخطوة أولى لمواجهة الهجوم، ثم بدأت تدريجياً بتضييق الخناق على الخلايا وحصارهم داخل أسوار السجن، وأعلنا الهجوم الواسع وحملة دقيقة لصد التمرد وإنهاء حالة العصيان المسلح»، وشددت على أن الذين اشتبكوا مع مقاتلي القوات من داخل السجن تم القضاء عليهم جميعاً: «في حين الذين لم يشتبكوا وسلموا أنفسهم نقلوا لمراكز أخرى، ويتم الآن التجهيز والتحضير لمراكز احتجاز آمنة لكافة المحتجزين»، وذكرت بأن 10 آلاف مقاتل ومقاتلة من قواتهم شاركوا في هذه الحملة، ولفتت إلى أن «أهالي أحياء غويران والزهور ساندوا قواتنا كما باقي المناطق لتحقيق النصر ضد (داعش) وخلاياه المتمردة».
وأعلنت قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء الماضي، استعادة «السيطرة الكاملة» على سجن «غويران» جنوب مدينة الحسكة الذي يضم 5 آلاف متطرف، وصدت هجوماً واسعاً شنه موالون وخلايا تابعة لتنظيم «داعش»، ويُعدّ «الأكبر والأعنف» له منذ احتجازهم هناك قبل 3 سنوات. ولليوم السابع على التوالي، لا تزال محافظة الحسكة والمدن والبلدات التابعة لها مغلقة أمام حركة مرور وتنقل المدنيين، وتقتصر إمكانية دخول المدينة في الوقت الحالي على المقاتلين والآليات العسكرية فقط فيما يمنع المدنيون من ذلك، وعند نقطة جسر البيروتي الفاصلة بين الحارة العسكرية وحي الغويران جنوب الحسكة، منعت وحدات تابعة للأمن الداخلي التابعة للإدارة وقوات عسكرية السماح لمجموعة مدنيين من نساء وأطفال ورجال توافدوا في ساعات الصباع بالدخول للاطمئنان على منازلهم وممتلكاتهم التي قالوا إنها قريبة، وبررت قوات الأمن عدم السماح لهم بـاستمرار الإجراءات الأمنية وعمليات التمشيط.
إلى ذلك، قال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي للقوات إنهم وبناءً على توصيات الأمم المتحدة ومنظمة «اليونيسيف» الخاصة بالطفولة «قمنا بفصل الأطفال القصر عن البالغين من مقاتلي التنظيم، وخصصنا مهاجع خاصة لهم، وأرسلنا جداول بقواعد البيانات التفصيلية المتعلقة بهم للأمم المتحدة»، مشيراً إلى اضطررهم لاحتجاز هؤلاء الأطفال الذين يُسمون بـ«أشبال الخلافة» كخيار مؤقت: «لا بد منه لحين إيجاد الحلول المناسبة وحفاظاً على سلامتهم وسلامة المجتمع».
وأكد تعاملهم مع الأطفال بصفتهم «ضحايا حرب» بالدرجة الأولى، وشدد على التزامهم بجميع المواثيق والمعاهدات الخاصة بحماية الأطفال «على الرغم من انخراط هؤلاء الأطفال في الأعمال العسكرية المباشرة، وتلقي تدريبات عسكرية وآيديولوجية متطرفة في صفوف تنظيم (داعش) سابقاً»، وجدد القيادي العسكري شامي مطالبات «قسد» والإدارة الذاتية شرق الفرات دعوتها للأمم المتحدة على حث الدول والحكومات التي لديها رعايا معتقلون على خلفية ارتباطهم بتنظيم «داعش» الإرهابي «إلى الإسراع في إعادتهم إلى بلدانهم، وضرورة الإسراع في ترحيل الأطفال والنساء بشكل خاص».
من جهة ثانية، أعلنت النيابة العسكرية العامة في دمشق عزمها ملاحقة من وصفتهم بـ«المتورطين» مع القوات الأميركية المنتشرة شرق سوريا، على خلفية الأحداث التي تشهدها الحسكة، سواء كانوا سوريين أو أجانب عبر بيان رسمي نشرته وسائل الإعلام الرسمية أمس (الخميس)، وقالت النيابة في بيانها إن الوجود الأميركي «بعيد كل البعد عن مسوغ القانون الدولي، وليس له مسمى سوى الاحتلال، واتهمت النيابة العسكرية واشنطن بتمكين قوات (قسد) من إنشاء كيانات سياسية بديلاً لمؤسسات الدولة السورية صاحبة الشرعية»، على حد تعبير البيان، وأن قانون العقوبات السوري «سيفسح المجال واسعاً أمام الملاحقات القضائية للمتورطين بما يقوم به الاحتلال الأميركي سواء كانوا سوريين أو أجانب».


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.