«الشارقة الثقافية» تستطلع آراء الشعراء العرب عن أحوال القصيدة

غلاف العدد
غلاف العدد
TT

«الشارقة الثقافية» تستطلع آراء الشعراء العرب عن أحوال القصيدة

غلاف العدد
غلاف العدد

صدر أخيراً العدد 64 من مجلة «الشارقة الثقافية»، لشهر فبراير (شباط)، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة. وجاء في الافتتاحية التي حملت عنوان «عالمية الخط العربي»، أن الخط ليس مجرد كتابات مزخرفة بهيئات مختلفة؛ بل هو رسالة إنسانية وحضارية وثقافية تتجسَّد بالنصوص والآيات القرآنية والأبيات الشعرية والمقولات المأثورة، للتعبير عن المواقف والأفكار والرؤى، ونقل المعارف والتجارب واللحظات التاريخية المؤثرة.
وفي باب «أدب وأدباء»؛ تناولت ثراء هاني سيرة الشاعر والروائي والقاص والصحافي المغربي، الطاهر بن جلون «الذي يعبِّر عن هويته العربية بلغة أجنبية». وتناولت أميرة الخضري المليجي عالم الشاعر عدنان مردم بك الذي يعد من رواد الشعر العربي. بينما حاور عذاب الركابي الأديبة فتحية النمر. وقدم الدكتور محمد صبيح مداخلة حول الشخصيات التاريخية في الرواية ما بين التخيل والواقع. وحاور ممدوح عبد الستار الروائي الجزائري الدكتور بومدين بلكبير الذي دعا إلى الخروج من حالة الدهشة والانبهار إلى الإمساك بخيط العصر ومنجزاته. وقرأت هبة محمد سيرة الأديب عبد الوهاب الأسواني «الذي يُعد علامة مضيئة في عالم السرد». أما شمس الدين العوني فقدم استطلاعاً يرصد الآراء والمواقف لعدد من الشعراء، بخصوص أحوال القصيدة والشعر العربي.
وفي مكان آخر من المجلة، توقف يوسف الرجب عند رائد أدب الأطفال في العالم، الشاعر والروائي هانس كريستيان أندرسن، الذي استلهم حكاياته من عالم الحلم. وقدَّم الدكتور أديب حسن قراءة في رواية «الأزبكية» للكاتب ناصر عراق الذي استلهم من التاريخ خطوطها العريضة، وتناول الدكتور هانئ محمد شخصية متميزة في الشعر الجزائري، هو محمد العيد، شاعر النهضة. بينما رصد عزت عمر مسرحة السرد والأحداث في رواية «الغميضة» لوليد علاء الدين. وبيَّن محمد المغربي ملحمة العبث والإنسانية في رواية «في انتظار القطار» لعمر فضل الله. وأجرى خليل الجيزاوي حواراً مع الروائي مصطفى نصر. بينما استعرض حاتم السروي سيرة حامد جوهر، رائد البحريات وفارس البلاغة الأدبية.
وفي باب «فن، وتر، ريشة» إطلالة على عالَم التشكيلي إسماعيل الرفاعي «الذي يرسم الأشعار ويكتب اللوحات» لزمزم السيد. وإضاءة على سعد الله ونوس والمسرح التجريبي في سوريا، للسيد حافظ، إضافة إلى وقفة مع فيلم «لا تنظر إلى أعلى»؛ كوميديا سوداء في مواجهة الفناء، لأسامة عسل.
وفي باب «تحت دائرة الضوء» قراءات وإصدارات: قراءة في «الأدب الساخر» للدكتور نبيل راغب، لإيمان حريفشة. والعالم بعيون طفل في قصة «النافذة» لمصطفى غنايم. ومحمد أبو السعود الخياري يصدر كتابه الجديد «تأملات في الرواية العربية» بقلم هالة علي. وجولة في ربوع آسيا... حكايات مشوقة، بقلم ناديا عمر. ومقاربات في القصة القصيرة، بقلم أبرار الأغا. والموسيقا العربية بين الغناء والشعر، بقلم نجلاء مأمون. وفؤاد الظاهري «مصرية الجذور وعالمية الإبداع»، بقلم ضياء حامد. وجرأة الاقتحام والاكتشاف والتفتُّح... قاسم توفيق في روايته «جسر عبدون» – بقلم عمر أبو الهيجاء.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لمجوعة من الكتاب: ضو سليم «عندما غاب البدر عن ليلتها»، قصة قصيرة. و«عندما غاب البدر عن ليلتها» والنسيج الشفاف، نقد بقلم الدكتورة سمر روحي الفيصل. ومراد ناجح عزيز «نخلة في الهواء»، قصة قصيرة. وثريا عبد البديع «فرادة الفراغ»، قصة قصيرة. ورفعت عطفة «بيوليتا»، قصة مترجمة. إضافة إلى «أدبيات» فواز الشعار، و«تراثيات» عبد الرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يوميات الشرق المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يسعى «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير 2025 إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة.

«الشرق الأوسط» (جيزان)
يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر
TT

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

يتناول كتاب «حكايات في تاريخ مصر الحديث» الصادر في القاهرة عن دار «الشروق» للباحث الأكاديمي، الدكتور أحمد عبد ربه، بعض الفصول والمحطات من تاريخ مصر الحديث؛ لكنه يتوقف بشكل مفصَّل عند تجربة نابليون بونابرت في قيادة حملة عسكرية لاحتلال مصر، في إطار صراع فرنسا الأشمل مع إنجلترا، لبسط الهيمنة والنفوذ عبر العالم، قبل نحو قرنين.

ويروي المؤلف كيف وصل الأسطول الحربي لنابليون إلى شواطئ أبي قير بمدينة الإسكندرية، في الأول من يوليو (تموز) 1798، بعد أن أعطى تعليمات واضحة لجنوده بضرورة إظهار الاحترام للشعب المصري وعاداته ودينه.

فور وصول القائد الشهير طلب أن يحضر إليه القنصل الفرنسي أولاً ليستطلع أحوال البلاد قبل عملية الإنزال؛ لكن محمد كُريِّم حاكم الإسكندرية التي كانت ولاية عثمانية مستقلة عن مصر في ذلك الوقت، منع القنصل من الذهاب، ثم عاد وعدل عن رأيه والتقى القنصل الفرنسي بنابليون، ولكن كُريِّم اشترط أن يصاحب القنصل بعض أهل البلد.

تمت المقابلة بين القنصل ونابليون، وطلب الأول من الأخير سرعة إنزال الجنود والعتاد الفرنسي؛ لأن العثمانيين قد يحصنون المدينة، فتمت عملية الإنزال سريعاً، مما دعا محمد كُريِّم إلى الذهاب للوقوف على حقيقة الأمر، فاشتبك مع قوة استطلاع فرنسية، وتمكن من هزيمتها وقتل قائدها.

رغم هذا الانتصار الأولي، ظهر ضعف المماليك الذين كانوا الحكام الفعليين للبلاد حينما تمت عملية الإنزال كاملة للبلاد، كما ظهر ضعف تحصين مدينة الإسكندرية، فسقطت المدينة بسهولة في يد الفرنسيين. طلب نابليون من محمد كُريِّم تأييده ومساعدته في القضاء على المماليك، تحت دعوى أنه -أي نابليون- يريد الحفاظ على سلطة العثمانيين. ورغم تعاون كُريِّم في البداية، فإنه لم يستسلم فيما بعد، وواصل دعوة الأهالي للثورة، مما دفع نابليون إلى محاكمته وقتله رمياً بالرصاص في القاهرة، عقاباً له على هذا التمرد، وليجعله عبرة لأي مصري يفكر في ممانعة أو مقاومة نابليون وجيشه.

وهكذا، بين القسوة والانتقام من جانب، واللين والدهاء من جانب آخر، تراوحت السياسة التي اتبعها نابليون في مصر. كما ادعى أنه لا يعادي الدولة العثمانية، ويريد مساعدتهم للتخلص من المماليك، مع الحرص أيضاً على إظهار الاحترام ومراعاة مشاعر وكرامة المصريين؛ لكنه كان كلما اقتضت الضرورة لجأ إلى الترويع والعنف، أو ما يُسمَّى «إظهار العين الحمراء» بين حين وآخر، كلما لزم الأمر، وهو ما استمر بعد احتلال القاهرة لاحقاً.

ويذكر الكتاب أنه على هذه الخلفية، وجَّه نابليون الجنود إلى احترام سياسة عدم احتساء الخمر، كما هو معمول به في مصر، فاضطر الجنود عِوضاً عن ذلك لتدخين الحشيش الذي حصلوا عليه من بعض أهل البلد. ولكن بعد اكتشاف نابليون مخاطر تأثير الحشيش، قام بمنعه، وقرر أن ينتج بعض أفراد الجيش الفرنسي خموراً محلية الصنع، في ثكناتهم المنعزلة عن الأهالي، لإشباع رغبات الجنود.

وفي حادثة أخرى، وبعد أيام قليلة من نزول القوات الفرنسية إلى الإسكندرية، اكتشف القائد الفرنسي كليبر أن بعض الجنود يبيعون الملابس والسلع التي حملها الأسطول الفرنسي إلى السكان المحليين، وأن آخرين سلبوا بعض بيوت الأهالي؛ بل تورطت مجموعة ثالثة في جريمة قتل سيدة تركية وخادمتها بالإسكندرية، فعوقب كل الجنود المتورطين في هذه الجريمة الأخيرة، بالسجن ثلاثة أشهر فقط.

يكشف الكتاب كثيراً من الوقائع والجرائم التي ارتكبها جنود حملة نابليون بونابرت على مصر، ويفضح كذب شعاراته، وادعاءه الحرص على احترام ومراعاة مشاعر وكرامة المصريين.

لم تعجب هذه العقوبة نابليون، وأعاد المحاكمة، وتم إعدام الجنود المتورطين في هذه الحادثة بالقتل أمام بقية الجنود. وهكذا حاول نابليون فرض سياسة صارمة على جنوده، لعدم استفزاز السكان، وكان هذا جزءاً من خطته للتقرب من المصريين، وإرسال رسائل طمأنة إلى «الباب العالي» في الآستانة.

وكان من أول أعمال نابليون في الإسكندرية، وضع نظام حُكم جديد لها، استند إلى مجموعة من المبادئ، منها حرية الأهالي في ممارسة شعائرهم الدينية، ومنع الجنود الفرنسيين من دخول المساجد، فضلاً عن الحفاظ على نظام المحاكم الشرعية، وعدم تغييرها أو المساس بقوانينها الدينية، وكذلك تأليف مجلس بلدي يتكون من المشايخ والأعيان، وتفويض المجلس بالنظر في احتياجات السكان المحليين.

ورغم أن بعض بنود المرسوم تُعدُّ مغازلة صريحة لمشاعر السكان الدينية، فإن بنوداً أخرى تضمنت إجراءات شديدة القسوة، منها إلزام كل قرية تبعد ثلاث ساعات عن المواضع التي تمر بها القوات الفرنسية، بأن ترسل من أهلها رُسلاً لتأكيد الولاء والطاعة، كما أن كل قرية تنتفض ضد القوات الفرنسية تُحرق بالنار.

وفي مقابل عدم مساس الجنود الفرنسيين بالمشايخ والعلماء والقضاة والأئمة، أثناء تأديتهم لوظائفهم، ينبغي أن يشكر المصريون الله على أنه خلصهم من المماليك، وأن يرددوا في صلاة الجمعة دعاء: «أدام الله إجلال السلطان العثماني، أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي، لعن الله المماليك، وأصلح حال الأمة المصرية».