قرع إقليم «شرق المتوسط» بمنظمة الصحة العالمية جرس إنذار بشأن زيادة حالات الإصابة بمرض «كوفيد – 19»، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، بسبب استناد الكثيرين إلى أن المتحور الجديد من الفيروس لا يسبب أعراضاً مرضية وخيمة.
وفي مؤتمر صحافي افتراضي، أمس، بمشاركة أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة، ورنا الحجة مدير إدارة البرامج، وإليزابيث هوف، ممثلة المنظمة في ليبيا، وشيوري كوداما المسؤول الطبي بإدارة المخاطر المعدية، قال المنظري: «لا يزال أوميكرون يُمكن أن يتسبب في جميع أشكال المرض، بدءاً من العدوى عديمة الأعراض، والعدوى الخفيفة، والعدوى التي تتطلب الاحتجاز بالمستشفى، وصولاً إلى الوفاة».
ورغم أن المتحور يتسبب في أعراض مرضية ليست وخيمة، فإن التراخي في الإجراءات الاحترازية، وضعف مستوى التطعيم في بلدان شرق المتوسط، يؤدي إلى زيادة في عدد الإصابات، التي قد تتطور إلى الوفاة بين الفئات الأكثر ضعفاً من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، كما شدد المنظري.
وشهدت إصابات إقليم شرق المتوسط هذا الأسبوع زيادة بنسبة 37 في المائة، مقارنة بالأسبوع السابق، وزيادة بنسبة 186 في المائة في الحالات، مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي، وهو وضع «لا يزال يبعث على القلق»، كما وصفه المنظري.
ولا يرى المدير الإقليمي تعارضاً بين ما قاله سابقا من أن العام الحالي قد يشهد انكسار الحالة الوبائية للفيروس والانتقال للحالة المستوطنة، وبين تحذيراته اليوم بشأن الوضع المثير للقلق. وقال: «ما دمنا نشهد سريان المرض، إلى جانب انخفاض مستويات التغطية بالتطعيم، ومحدودية الالتزام بتدابير الوقاية في إقليمنا، فإننا بذلك نسهم في الزيادة الضخمة المشهودة حالياً، ولا نعمل إلا على إطالة المرحلة الحادة من هذه الجائحة، ولن يكون في هذه الحالة أوميكرون هو التحور الأخير لهذا الفيروس».
وشددت رنا الحجة على ما أشار إليه المنظري، وقالت: «يمكن أن ننتقل من الحالة الوبائية إلى المستوطنة إذا التزمنا بثلاثة شروط، وهي زيادة حملات التطعيم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وأخيراً تجنب الشائعات والحصول على المعلومات من المصادر غير الموثوقة».
ولا تزال اللقاحات، كما تؤكد الحجة، تُواجه بسيل من الشائعات التي تشير إلى عدم فاعليتها، لا سيما مع ظهور «أوميكرون»، وهو ما يعوق تحقيق الهدف العالمي بتلقيح 70 في المائة من سكان العالم بحلول منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل.
وقالت: «لا تزال 6 دول من بلدان الإقليم لم تطعم سوى 10 في المائة من السكان، وهو ما يبعد تلك الدول عن تحقيق الهدف العالمي».
وإزاء هذه التغطية المنخفضة باللقاحات، لا ترى الحجة مبرراً لقيام الدول بتلقيح الأطفال من سن الخامسة، وقالت: «صحيح أن المنظمة أقرت تلقيح الأطفال في سن الخامسة استناداً إلى دراسات وتقارير صدرت عن الجهات الصحية الدولية الموثوق بها مثل هيئة الغذاء والدواء الأميركية، إلا أن تطعيمهم ليس أولوية، في ظل هذا العجز الواضح في معدلات التطعيم». واستثنت الحجة، الأطفال الذين لديهم حالات مرضية، وأوصت بتلقيحهم، وهو نفس الرأي الذي ذهبت إليه عند الحديث عن الجرعة الثالثة المنشطة، حيث قالت: «يجب أن تكون الأولوية في إعطائها لكبار السن والمرضى، وليس لعامة السكان في ظل وجود عدد كبير لم يحصل على الجرعتين الأصليتين».
وفي إطار حرص المنظمة على تصحيح المعلومات، فيما يتعلق بالأدوية وبروتوكولات العلاج، قالت شيوري كوداما، المسؤول الطبي بإدارة المخاطر المعدية، إنه أصبحت توجد الآن علاجات جديدة في متناول أيدينا، حيث أوصت المنظمة مؤخراً بعلاجين جديدين لمرض «كوفيد – 19»، وهما دواء التهاب المفاصل الروماتويدي المُسمى (باريسيتينيب) والأجسام المضادة الوحيدة النسيلة التي يُطلق عليها (سوتروفيماب).
وأبدت كوداما قلقها من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ في جائحة «كوفيد – 19» وقالت إن «المضادات الحيوية يجب أن تستخدم فقط في الحالات الوخيمة من المرض عندما تكون هناك عدوى بكتيرية مصاحبة للمرض، ولكن في الحالات الخفيفة يكون استخدامها بلا داعٍ، لأن المضادات الحيوية في الأساس تتعامل مع بكتيريا وليست فيروسات».
3 شروط للانتقال من الحالة الوبائية إلى المستوطنة
«منظمة الصحة» رصدت ارتفاعاً في الإصابات شرقي المتوسط
3 شروط للانتقال من الحالة الوبائية إلى المستوطنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة