بلينكن يحدد نهاية عملية فيينا بـ«أسابيع قليلة»

دبلوماسي غربي لـ «الشرق الأوسط»: خطوات وقرارات و«سناب باك» في مجلس الأمن إذا فشلت محادثات إيران

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في برلين الأسبوع الماضي (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في برلين الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بلينكن يحدد نهاية عملية فيينا بـ«أسابيع قليلة»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في برلين الأسبوع الماضي (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في برلين الأسبوع الماضي (رويترز)

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن محادثات فيينا مع إيران اقتربت من «نهاية المطاف»، مجدداً نهايتها بـ«أسابيع قليلة». بينما كشف دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» أن الإخفاق المحتمل للدبلوماسية سيدفع الدول الغربية إلى إعادة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن في نيويورك، حيث تتوافر أدوات عدة، بما في ذلك آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات الدولية تلقائياً، لكنه نبه إلى أن ذلك لن يحصل «على الفور».
ورداً على أسئلة «الشرق الأوسط»، أشار الدبلوماسي الغربي الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أنه «إذا استمر التصعيد الإيراني، ولم يكن هناك تقدم في محادثات فيينا، فسيتعين علينا إجراء محادثات في مجلس الأمن»، مؤكداً أن آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات تلقائياً على إيران «ستكون إحدى الأدوات المتاحة لنا». لكنه استدرك أنها «ليست الملاذ الأخير تماماً»، مضيفاً «لن نتسرع في ذلك». وتحدث عن «طيف من الأمور التي يمكن القيام بها، من قرارات وخطوات، أقل من إعادة فرض العقوبات تلقائياً، وهي واحدة من أقوى الأدوات الموجودة لدينا لإعادة فرض كامل العقوبات». وشدد على أنه لا يتكهن أنه «سيجري استخدامها على الفور، علماً بأنه يدور في أذهاننا».
وحول ما إذا كان يعتقد أن هجمات ميليشيات الحوثي الأخيرة على السعودية والإمارات محاولة من إيران لكسب نفوذ إضافي في محادثات فيينا، فأجاب: «إنها لمشكلة بالنسبة لنا أن إيران تزعزع استقرار المنطقة من خلال الوكلاء، سواء كان ذلك في اليمن أو في لبنان أو في سوريا أو في أي مكان آخر، لكننا حافظنا تقليدياً على الملف النووي كملف منفصل بذاته»، مضيفاً أن «لدينا معارضة أساسية لحصول إيران على مستويين من التخصيب وقدرات لصنع القنابل». وإذ «فضل» عدم قيام النظام الإيراني بنشاطاته المزعزعة للاستقرار، أكد أن ذلك «منفصل عن قلقنا من إيران القادرة نووياً»، وهو «ليس جزءاً كبيراً من الملف النووي».
ولفت إلى أنه بعد شهرين من المحادثات الجارية في فيينا، أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أن «الوقت ينفد، فإما التوصل إلى اتفاق الآن أو لا اتفاق أبداً»، مكرراً أنه «إذا أخفقت هذه المحادثات في فيينا، فإن الخطوة التالية التي سنستخدمها تتمثل في عودتنا إلى مجلس الأمن. ونحن مستعدون لذلك».
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تقترح مساعدة الغرب في شأن إيران إذا أُعطيت الضمانات التي تطلبها بخصوص أوكرانيا، أكد أن موضوع أوكرانيا مختلف جوهرياً، موضحاً أن «روسيا لها مصلحة في ألا تكون إيران دولة نووية»، ولذلك «نحن قادرون على التحدث والتنسيق في شأن إيران لأن هذه هي الطريقة التي سنصل بها إلى حل المشكلة الإيرانية». ورأى أنه بخلاف أوكرانيا التي تقع في الجوار المباشر لروسيا، فإن إيران «تشكل تهديداً للأمن الإقليمي وخطراً على انتشار» أسلحة الدمار الشامل. وذكر بأن روسيا لديها أقليات مسلمة و«مشاكل في مشاهدة الحركات الإسلامية، ولذا فهي ترى إيران النووية كنوع من التهديد المزعزع للاستقرار في ذلك الجزء من منطقتها».
«نهاية المطاف»
وكان بلينكن يتحدث في محاضرة تذكارية في واشنطن مساء الاثنين، إذ ذكر بكيفية التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران خلال عهد الرئيس سابقاً باراك أوباما، ومنها «كل النشاطات الخبيثة التي تقوم بها إيران في كل أنحاء المنطقة»، محذراً من أن «إيران التي تمتلك سلاحاً نووياً أو التي لديها القدرة على إنتاجه في وقت قصير للغاية» ستمثل «تهديداً وجودياً لإسرائيل والدول الأخرى في المنطقة، وربما تهديداً خطيراً للغاية لنا». وإذ عدد ما تتضمنه خطة العمل الشاملة المشتركة، لام إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب على ما سماه «القرار الكارثي» بالانسحاب من الاتفاق النووي، ما أتاح للنظام الإيراني «إعادة تشغيل أخطر جوانب برنامجها»، وخصوصاً تخصيب المواد الانشطارية بنسبة 20 في المائة و60 في المائة وتصنيع أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً. ولاحظ ارتفاع الهجمات الإيرانية في كل من سوريا والعراق، كما في اليمن، حيث «زادت هجمات شركائهم الحوثيين» على السعودية والإمارات.
وأقر بلينكن بـ«العيوب» التي شابت الاتفاق النووي لعام 2015، قائلاً: «نحن نبحث فيما إذا كان من الممكن العودة إلى الامتثال المتبادل لهذا الاتفاق»، واصفاً إياه بأنه «لا يزال أفضل طريقة لمحاولة إعادة برنامج إيران النووي إلى الصندوق» بالتزامن مع «التعامل مع كل التجاوزات الأخرى في السياسة الإيرانية». وأضاف: «نحن قريبون جداً جداً من نهاية المطاف في شأن القدرة على العودة إلى هذا الاتفاق». ولكنه أقر بأنه لا يعرف «ما إذا كنا سنعود إلى الامتثال المتبادل»، مؤكداً أن «هذا سيتقرر في الأسابيع القليلة المقبلة».
مباشرة وعاجلة
إلى ذلك، ورداً على سؤال عن استعداد إيران للنظر في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: «نحن على استعداد للقاء مباشر» لأنه «سيكون من الأفضل بكثير التعامل مع إيران مباشرة»، مضيفاً أنه «أمر مطلوب بشكل عاجل للتوصل بسرعة إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة».



تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
TT

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)
دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، والحرب في قطاع غزة، واتفاق الرهائن.

وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، أنه لا توجد أي بيانات أو معلومات رسمية بشأن المكالمة الهاتفية.

وذكرت تقارير أن الجانبين ناقشا اتفاقاً محتملاً بشأن الرهائن، والحرب ضد حركة «حماس» الفلسطينية في غزة، والوضع في سوريا.

وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، (الخميس)، بأن انطباعاً تَكوَّن لديه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعدٌّ لاتفاق حول إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال سوليفان، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، إثر لقائه نتنياهو: «نتطلع الآن إلى إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار» في غزة، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء المهمة وإعادة الرهائن جميعاً إلى ديارهم... لديّ انطباع أن رئيس الوزراء مستعد لإبرام صفقة».

وقال سوليفان إن مقاربة «حماس» للمفاوضات تغيّرت، ناسباً ذلك إلى إطاحة حليفها بشار الأسد في سوريا، ودخول وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، حليف «حماس» الآخر، حيّز التنفيذ.