«أوركسترا التنفس» تقود عمل خلايا الدماغ وقت النوم

TT

«أوركسترا التنفس» تقود عمل خلايا الدماغ وقت النوم

أظهر علماء الأعصاب في جامعة «لودفيج ماكسيميليان» في ميونيخ بألمانيا، أنّ التنفس ينسّق النشاط العصبي في جميع أنحاء الدماغ خلال النوم والهدوء.
وفي أثناء نومنا، لا يتوقف الدماغ عن العمل، إذ يكون مشغولاً بـ«حفظ» الذكريات المهمة لليوم، ولتحقيق ذلك، يتم التنسيق بين مناطق الدماغ لنقل المعلومات بينها.
وكانت الآليات المطلوبة لهذا التنسيق عبر مناطق الدماغ البعيدة المتعددة ليست مفهومة جيداً، غير أنّ علماء الأعصاب في جامعة «لودفيج ماكسيميليان» تمكنوا في دراسة نشرتها دورية «نيتشر كومينيكيشن» أول من أمس، من إظهار أنّ التنفس يعمل مثل قائد الأوركسترا أو كجهاز تنظيم ضربات القلب الذي يدخل مناطق الدماغ المختلفة ويزامنها بعضها مع بعض.
والتنفس هو إيقاع الجسم الأكثر ثباتاً وضرورة، وهو يمارس تأثيراً فسيولوجياً قوياً على الجهاز العصبي المستقل، ومن المعروف أيضاً أنّه يعدل مجموعة واسعة من الوظائف المعرفية مثل الإدراك والانتباه وبنية الفكر، ومع ذلك، فإنّ آليات تأثيره على الوظيفة الإدراكية والدماغ غير معروفة إلى حدٍّ كبير. وأجرى العلماء تسجيلات فسيولوجية كهربائية على نطاق واسع في الفئران، ومن آلاف الخلايا العصبية عبر الجهاز الحوفي (جزء من الدماغ المسؤول عن استجاباتنا السلوكية والعاطفية)، أظهرت أنّ التنفس يدخل وينسق نشاط الخلايا العصبية في جميع مناطق الدماغ التي فُحصت، بما في ذلك الحُصين، والقشرة المخية قبل الجبهية الوسطى والقشرة البصرية، والمهاد، واللوزة، والنواة المتكئة، وذلك عن طريق تعديل استثارة هذه الدوائر بطريقة مستقلة عن الشم.
ويقول كاراليس سيروتا، زميل باحث في «معهد فريدريش ميشر للبحوث الطبية الحيوية» في بازل، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: «بهذه الطريقة تمكنّا من إثبات وجود آلية جديدة غير شمية، داخل الدماغ، وتحدد نتائجنا وجود رابط غير معروف سابقاً بين دوائر الجهاز التنفسي والحوفي، وهي خروج عن الاعتقاد السائد بأنّ التنفس يعدل نشاط الدماغ عبر مسار الأنف والشم».
ويضيف سيروتا: «تتوسط هذه الآلية تنسيق النشاط المرتبط بالنوم في مناطق الدماغ، وهو أمر ضروري لتوحيد الذاكرة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.