أعضاء بالبرلمان الليبي يسعون إلى استدعاء حفتر بسبب التأخر في تحرير بنغازي

استمرار المعارك في العاصمة طرابلس.. واستهداف مدينة غريان بقذائف مدفعية

أعضاء بالبرلمان الليبي يسعون إلى استدعاء حفتر بسبب التأخر في تحرير بنغازي
TT

أعضاء بالبرلمان الليبي يسعون إلى استدعاء حفتر بسبب التأخر في تحرير بنغازي

أعضاء بالبرلمان الليبي يسعون إلى استدعاء حفتر بسبب التأخر في تحرير بنغازي

أبلغ أعضاء في مجلس النواب الليبي «الشرق الأوسط» أمس بأنهم يريدون استدعاء الفريق خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الموالي للشرعية في ليبيا، لمساءلته حول مبررات تأخر قوات الجيش في إعلان تحرير مدينة بنغازي شرق البلاد.
ومن المنتظر أن يمثل الفريق حفتر أمام مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا مؤقتا له، خلال الأسبوع المقبل، لكن لم يصدر أي تأكيد أو نفي لاحتمال حضور حفتر من عدمه.
ورغم أن مفتاح كويدير، عضو البرلمان الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي، قال أمس لـ«الشرق الأوسط» إن هناك إجماعا داخل أعضاء مجلس النواب على استدعاء حفتر لمناقشته في الجوانب العسكرية المتعلقة بعمل الجيش، فإنه نفى أن تكون الجلسة المرتقبة تعني التحقيق أو المساءلة. وأضاف موضحا «نحن نريد أن نناقش معه بعض الأمور، وقد تم بالفعل اتخاذ القرار، ويفترض أن توجه رئاسة البرلمان رسالة إلى الفريق حفتر للحضور أمام أعضاء المجلس بناء على رغبتهم».
وحمل أعضاء مجلس النواب عن مدينة بنغازي كلا من الحكومة الانتقالية والقيادة العسكرية مسؤولية تأخر الحسم العسكري بالمدينة، كما أدان النواب في بيان لهم ما تتعرض له المدينة من قصف عشوائي من قبل المجموعات الإرهابية، وتقصير الحكومة تجاه النازحين، لافتين إلى أن بنغازي تتعرض لعمليات قصف وتدمير بالقذائف العمياء من قبل الميليشيات المتطرفة، التي لا تفرق بين مدني وعسكري وطفل وشيخ ورجل وامرأة، واعتبروا أن الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني، أدارت ظهرها للمدينة ولم تقدم لها أبسط أنواع المساعدة، وتركتها تعاني المشاكل، مثل مرتبات المواطنين، وجمع القمامة، ومشكلة النازحين، وقالوا بهذا الخصوص «في الوقت نفسه الذي اتصلنا فيه بالقادة العسكريين لبحث تأخر الحسم العسكري في المدينة نرى أن القادة العسكريين يحملون الحكومة المسؤولية لتأخرها عن صرف الأموال لشراء السلاح والعتاد، وبين هذا وذاك أُزهقت الأرواح ودُمرت المدينة، وضاعت المقدرات، والمدينة تعاني ويلات الحرب والدمار».
وصدر البيان بعدما دعا بعض البرلمانيين إلى استدعاء الفريق حفتر لمعرفة مبررات تأخر تحرير بنغازي، التي تشهد منذ يومين تصاعدا في الاشتباكات الدامية بين قوات الجيش والمتطرفين، رغم إعلان الجيش أنه قاب قوسين أو أدنى من تحريرها نهائيا. ولم يصدر أي رد فعل رسمي عن حفتر، الذي قرر البرلمان مؤخرا ترقيته إلى رتبة الفريق وتعيينه قائدا عاما للجيش، على أمل حسم المعركة العسكرية ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية في عموم ليبيا.
وفي محاولة منه لامتصاص غضب أعضاء البرلمان عن مدينة بنغازي، عقد عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية، اجتماعا أمس بمقر الحكومة بحضور مساعديه وأعضاء مجلس النواب عن مدينة بنغازي ورئيس المجلس البلدي بها. وقال بيان لحكومة الثني إن الاجتماع ناقش الاحتياجات الملحة والعاجلة لمدينة بنغازي، وكذا الاختناقات التي يعاني منها المجلس البلدي للمدينة، خصوصا النازحين والأوضاع الصحية، وذلك في ظل الظروف التي تمر بها المدينة.
وطبقا لنص البيان فقد أكد المجتمعون على ضرورة دعم مدينة بنغازي في مختلف القطاعات، وتخفيف العبء على كاهل مواطني المدينة في أسرع وقت ممكن. وأعرب الثني خلال اللقاء عن اهتمام الحكومة بهذه المدينة تقديرا لتضحياتها الجسيمة في سبيل ليبيا بالكامل، وعبر عن استعداد الحكومة المطلق إلى اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها معالجة كل الاختناقات التي تواجهها، فور اعتماد مجلس النواب للميزانية العامة، وكذلك ميزانية الطوارئ المقترحة على المجلس.
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة في العاصمة طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات اندلعت أمس بمنطقة زاوية الدهماني بطرابلس، وفي منطقة كوبري الـ27، وفي منطقة جنزور بالمدينة، بين ميليشيات «فجر ليبيا» التي تسيطر على العاصمة، وبعض السكان المحليين المدعومين بقوات من الجيش. وأوضحت المصادر ذاتها أن الميليشيات، التي يقودها المتشدد عبد الرؤوف كاره، حاولت الدخول إلى منطقة الغرارات بطرابلس لكنها لم تتمكن من ذلك، مشيرة إلى أنها ستحاول الدخول مجددا إلى المنطقة نفسها التي تبعد بنحو 7 كيلومترات فقط غرب طرابلس.
وفي المقابل، تحتشد قوات تابعة للجيش الليبي وميليشيات أخرى متحالفة معه على تخوم العاصمة، فيما أعلن العقيد علي الشريف، آمر غرفة عمليات «فجر ليبيا» بغريان، أن عناصر جيش القبائل المتمركزة بأطراف وادي الحي على مشارف الحدود الإدارية لبلدية غريان، استهدفت مساء أول من أمس مدينة غريان بعدة قذائف مدفعية. وقال الشريف، لوكالة الأنباء الموالية لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس، إن هذه القذائف سقطت وسط بعض الأحياء السكنية، لكنها لم تسفر عن وقوع أي خسائر بشرية، معتبرا أن القصف يأتي كرد فعل على ما وصفه بالهزائم المتتالية التي لحقت بجيش القبائل في مختلف الجبهات.
من جهة أخرى، قالت مصادر إعلامية حكومية إن أحد عناصر الفرقة السادسة التابعة لميليشيات ما يسمى بـ«فجر ليبيا» قتل أمس أحد حراس مقر الإذاعة المحلية الواقعة بطريق الشط في منطقة زاوية الدهماني بالعاصمة. وأوضحت أن عائلة المجني عليه وأقاربه وأصدقاءه من سكان زاوية الدهماني قاموا بمهاجمة مقر الفرقة السادسة ردا على مقتل ابنهم، وأضرموا فيه النيران.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.