«ديزيرت إكس العلا» يستقبل محبي الفن في العالم

يستوحي أفكاره من السراب ويعتمد على أسس من الفنون الجغرافية

يعرض «ديزيرت إكس» أعمالاً ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء من أرجاء العالم (الهيئة الملكية للعلا)
يعرض «ديزيرت إكس» أعمالاً ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء من أرجاء العالم (الهيئة الملكية للعلا)
TT

«ديزيرت إكس العلا» يستقبل محبي الفن في العالم

يعرض «ديزيرت إكس» أعمالاً ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء من أرجاء العالم (الهيئة الملكية للعلا)
يعرض «ديزيرت إكس» أعمالاً ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء من أرجاء العالم (الهيئة الملكية للعلا)

تستقبل محافظة العلا السعودية، محبي الفن من جميع أنحاء العالم في معرض «ديزيرت إكس العلا 2022» المتخصص في الفنون المحاكية للطبيعة، وذلك خلال الفترة بين 11 فبراير (شباط) و30 مارس (آذار) 2022.
ويعرض «ديزيرت إكس العلا» في دورته الثانية أعمالاً ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء متعددة من جميع أرجاء العالم لخمسة عشر فناناً سعودياً وعالمياً وسط المناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة بالمحافظة. ويستوحي أفكاره هذا العام من السراب والواحات المتأصلة في تاريخ الصحراء وثقافتها، حيث اكتسبت هذه الأفكار أهمية كبيرة في مختلف أنحاء العالم على مر السنين. واستجاب الفنانون المشاركون بأعمال جديدة تتناول الأحلام والتمويه والخيال والاختفاء والاستخراج والوهم مع إظهار الاختلاف بين العالم الطبيعي وعالم من صنع الإنسان.
ويعقد «ديزيرت إكس العلا» الذي تتاح زيارته للجميع بشكل مجاني، من خلال برنامج مشترك بين «ديزيرت إكس» في كاليفورنيا والهيئة الملكية لمحافظة العلا، أُسس لتعزيز الحوار الثقافي المتجدد من خلال الفن، ويعد الأول من نوعه في السعودية الذي يحاكي الطبيعة من حوله، وشُكل من خلال رؤية مستلهمة من الصحراء. ويعزز البرنامج أيضاً الحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين والقَيمين على المعرض، إضافة إلى المجتمعات المحلية والدولية.

ويعتمد المعرض على أسس من الفنون الجغرافية مبنية على خلفية «ديزيرت إكس» في وادي كوتشيلا بكاليفورنيا، ما يوفّر فرصة عميقة لتجربة الفن في حوار مع الطبيعة على نطاق هائل.
وستقدم الفنانة شادية عالم عملاً تركيبياً نحتياً يتكيف مع فن الأوريجامي أو طي الورق، ويطبق عملها المبادئ الرئيسية للهندسة والجمال، لتكوين أشكال ذات دلالات مستوحاة من أدب الصحراء العربية والرياضيات والأساطير. أما دانة عورتاني، فتستوحي منحوتتها من العمارة التقليدية لمنطقة العلا، حيث تتخذ المنحوتة شكلاً هندسياً مقعراً يشير إلى المقابر النبطية ويحاكي أشكال الجبال المحيطة والوديان والكهوف والتكوينات الصخرية.
ويناقش تركيب «سيرج أتوكووي كلوتي» تجربة العولمة والهجرة والمساواة في المياه من خلال تغطية ألواح من الصخور بأقمشة منسوجة بدقة ومصنوعة من جوالين «كوفور» الصفراء، وهي حاويات بلاستيكية مستخدمة في غانا لتخزين ونقل المياه. ويعرض عمل «كلاوديا كومتي» تطوراً في عمارة الجدران التي تفرض وجودها بين النظام الطبيعي لأودية العلا، حيث يحمل كل من الجدران تركيبة خوارزمية أوسع مرتبطة بأشكال موجية تشكل صوت الصحراء وسطحها.
أما «شيزاد داود» فيبحر بأفكار الزمن العميق وعلاقة علوم طبقات الأرض وعلوم الأحياء بين أراضي الصحراء والمنطقة القريبة من البحر الأحمر بعمل من خلال زوج من الأشكال الشبيهة بالشعاب المرجانية التي تعكس أسطحها الحساسة لدرجات الحرارة آثار تغير المناخ والكفاح البشري المستمر لإيجاد علاقة مستدامة مع نظام بيئي سريع التغير. كما ابتكر «جيم دينيفن» المتخصص بالفنون الجغرافية رسومات سريعة الزوال تناقش أنماطها المتشابكة التحولات في الحجم والوزن التي غالباً ما تشكّل تجربتنا في الصحراء ومحاولاتنا لجعل أنفسنا داخل مساحات غير محدودة.

ومن خلال الربط بين الطبيعة والتقنية، أنشأت «ستيفاني دومر» دفيئة زراعية تحت الأرض، في إشارة إلى الملاذ الخصب للنباتات، إذ تشكل أراضي الصحراء إضافة إلى مجموعة كبيرة من الألواح الشمسية على شكل بركة متدفقة بحلقة نشطة للطاقة، حيث تخزن الطاقة الشمسية وتحويلها من خلال عملية البناء الضوئي إلى نمو وتحول. ويتشكل العمل الفني الطيني لسلطان بن فهد على شكل طائرة ورقية صحراوية، مع إضافة مرايا لإضفاء مظهر السراب، ويضم منحوتة شبيهة بالجرة منقوشة بأربعة رموز تستخدم تقليدياً في المقابر النبطية.
وتوظف زينب الهاشمي جلود الإبل المهملة باستخدامها على قاعدة هندسية مجردة تشبه التكوين الصخري في الصحراء، حيث تندمج هذه المنحوتات من جلد الجمال في الجبال لتعطي مشهداً مموهاً. وعملت «أليجا كوادي» على صنع هياكل معمارية لها ارتباط بالقطع الأثرية الطبيعية التي تصادفها على أراضي الصحراء، التي أعادت ترتيبها وصنعها من جديد لخلق وجهات نظر متغيرة باستمرار لتلامس الخيط الدقيق بين الواقع والوهم. وتضيف شيخة المزروع هياكل معدنية طولية للفجوات الصخرية، لتضفي مشهداً متوازناً للمناظر الطبيعية، كما توازن الحال بين الركود والحركة، ما يخلق تركيبة صامتة ولكنها معنى مرتبط بعملية القصور الذاتي.
وتشير القطعة الفنية لعبد الله العثمان إلى نظريات انكسار الضوء التي تعود إلى التاريخ القديم لحضارة الصحراء، فمع قواعد من الفولاذ يتفاعل هذا العمل مع الضوء ويخلق مساحة مشعة تُظهر تجربة التقاط السراب لأول مرة. كما يصنع خليل رباح سراباً من خلال بستان من أشجار الزيتون، حيث يقف في الصحراء ككائنات حية هربت من أراضيها ويغلبها الحنين للعودة، كبحث عن الأرض والحياة.
وتناقش «مونيكا سوسنوسكا» من خلال النحت مكانة العلا التاريخية كمحور مهم ومحطة أساسية للتجارة، إضافة إلى إحياء ثقافتها. فمن خلال استخدام القضبان التراثية من سكة الحجاز التي امتدت من دمشق إلى المدينة المنورة، حوّلت هذه القضبان الفولاذية إلى أعشاب جافة عملاقة مليئة بإمكانات النمو والتحول. أما المشهد الصوتي لأيمن زيداني فيتكون في كهف صخري من أسلاك منحوتة أفقياً لتعطي عرضاً سمعياً للموسيقى والأصوات وخطوات الأقدام، ما يخلق مزيجاً من الأصوات التي تضيف إلى أجواء الطبيعة.


مقالات ذات صلة

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

عالم الاعمال منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

منتجع «بانيان تري» العُلا يطلق مجموعة متنوعة من العروض

«بانيان تري العُلا» يكشف عن تقديم مجموعة متنوعة من العروض لموسم العطلات

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج صورة جماعية لاجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية في باريس الجمعة (الشرق الأوسط)

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا

اجتماع للجنة السعودية - الفرنسية المشتركة لتطوير محافظة العلا، وبيان لـ«الخارجية الفرنسية» يؤكد توجيه فرنسا إمكاناتها وخبراتها لتطوير المنطقة.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يصل إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع «تطوير العلا»

وصل وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني لتطوير مشروع العلا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».