الرياض تحتضن اليوم «ملتقى الأعمال السعودي ـ العراقي» بمشاركة وزارية واسعة

القصبي أكد المساعي لإزالة جميع العوائق لتشجيع الاستثمار بين البلدين

يهدف «ملتقى الأعمال السعودي - العراقي» إلى الدفع قدماً بمسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين (أ.ف.ب)
يهدف «ملتقى الأعمال السعودي - العراقي» إلى الدفع قدماً بمسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين (أ.ف.ب)
TT

الرياض تحتضن اليوم «ملتقى الأعمال السعودي ـ العراقي» بمشاركة وزارية واسعة

يهدف «ملتقى الأعمال السعودي - العراقي» إلى الدفع قدماً بمسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين (أ.ف.ب)
يهدف «ملتقى الأعمال السعودي - العراقي» إلى الدفع قدماً بمسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين (أ.ف.ب)

في حين تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة «ملتقى الأعمال السعودي - العراقي»، اليوم (الاثنين)، شدد الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة السعودي رئيس «مجلس التنسيق السعودي - العراقي»، على متانة العلاقات بين الرياض وبغداد، مؤكداً أن «مصلحة البلدين والشعبين واحدة، تجمعهم روابط تاريخية ووشائج قربى وجوار ودم ومصير مشترك».
وأوضح القصبي أن قيادتي البلدين حريصتان على تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، واستثمار جميع الإمكانات، وتوفير وتطوير الفرص ليعود خيرها على البلدين والشعبين، مشيراً إلى أن العلاقات السعودية - العراقية في ظل المتابعة الدقيقة من القيادة في البلدين «في أفضل حالاتها، وتشهد نمواً يليق بالتاريخ الذي يجمعهما والمستقبل الذي ينتظرهما».
وأوضح أن «مجلس التنسيق السعودي - العراقي» يعزز «التواصل على المستوى الاستراتيجي، ويعمق الثقة السياسية المتبادلة، ويفتح آفاقاً جديدة من التعاون في مختلف المجالات؛ ومنها: الاقتصادية والتنموية والأمنية والاستثمارية والسياحية والثقافية والإعلامية... وغيرها.
وشدد على سعي المجلس إلى «إزالة جميع العوائق لتشجيع الاستثمار، وإتاحة الفرصة لرجال الأعمال للتعرف على مزايا القطاعات التجارية والاستثمارية، وتبني الوسائل الفاعلة التي تسهم في تنمية المناطق الحدودية وتحفيز الفرص الاستثمارية الواعدة».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والعراق 17.7 مليار ريال (4.7 مليار دولار) خلال الأعوام الـ5 الماضية، «حيث تبرز المشروعات المشتركة بين البلدين التعاون في قطاعات وأنشطة الطاقة والصناعات البتروكيماوية، والنقل والخدمات اللوجيستية، وأنظمة الري والمعدات الزراعية وصناعة المواد الغذائية، وقطاع المقاولات والتطوير العقاري».
وتحظى فعاليات «ملتقى الأعمال السعودي - العراقي» الذي ينظمه اتحاد الغرف التجارية السعودية بمقر الاتحاد، بمشاركة واسعة وكبيرة من الوزراء والمسؤولين وممثلي الجهات الحكومية والخاصة وأصحاب الأعمال السعوديين والعراقيين، «في خطوة تهدف إلى الدفع قدماً بمسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، التي تشهد تقدماً كبيراً على الصعد كافة».
وسيخاطب الجلسة الافتتاحية للملتقى عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين والعراقيين، فيما ستتضمن أجندته تقديم عروض عن الفرص الاستثمارية في السعودية؛ خصوصاً مشاريع «رؤية 2030»، وكذلك الفرص الاستثمارية الواعدة بالعراق، خصوصاً في قطاعات الطاقة والنقل والخدمات اللوجيستية والاستيراد والمالية والمصارف والبنية التحتية.
ومن المتوقع عقد لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال من البلدين لبحث فرص عقد الشراكات التجارية والاستثمارية، بالإضافة لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين جهات حكومية وخاصة وعقد «مجلس الأعمال السعودي - العراقي المشترك».
يأتي ذلك في وقت يبدي فيه العراق اهتماماً واضحاً بجذب الاستثمارات السعودية في مختلف المجالات، بينما تشكل المعوقات والتحديات التي تواجه انسياب التجارة البينية بين البلدين محوراً مهماً في مناقشات الملتقى بغية إيجاد الحلول المناسبة بما يدعم مستقبل العلاقات الاقتصادية السعودية - العراقية.
وأنجز «مجلس التنسيق السعودي - العراقي»؛ الذي أنشئ في عام 2017، اتفاقيات ومذكرات تفاهم عدة تصب في اتجاه دعم العلاقات التجارية والاستثمارية، فضلاً عن اللجان المختصة المنبثقة منه ذات العلاقة بالشأن الاقتصادي في مجالات الزراعة والتجارة والاستثمار والتنمية والنقل والمنافذ الحدودية والموانئ والمالية والمصرفية، إلى جانب إعادة افتتاح «منفذ جديدة - عرعر» وما يتضمنه من منطقة لوجيستية واقتصادية بجانب التبادل المستمر للزيارات والوفود التجارية بين الدولتين.
من جهته، أوضح عجلان العجلان، رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية، أن حجم التبادل التجاري بين المملكة والعراق بلغ 3.4 مليار ريال (906.6 مليون دولار) عام 2020، متطلعاً إلى زيادة حجم هذا التبادل وتذليل أي تحديات أو معوقات تواجه انسياب حركة التجارة والاستثمار بين البلدين، متطلعاً إلى أن يخرج «ملتقى الأعمال المشترك» بتوصيات ونتائج إيجابية تسهم في دفع عجلة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأن يشكل نقطة انطلاق جديدة في مسار العلاقات السعودية - العراقية.
وشكل افتتاح «منفذ جديدة - عرعر» في عام 2020 بعد إغلاق استمر 30 عاماً، تتويجاً لنتائج وجهود «مجلس التنسيق السعودي - العراقي»، حيث يقع مشروع إنشاء وتحسينات «منفذ جديدة - عرعر» من الجانب السعودي و«منفذ عرعر» من الجانب العراقي على مساحة إجمالية تبلغ 1.66 مليون متر مربع. ويضم المشروع «منطقة لوجيستية» ستكون بمنزلة البوابة الاقتصادية للجزء الشمالي من المملكة، والانطلاقة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية السعودية - العراقية، ونحو آفاق جديدة من التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية، حيث سيسهم المشروع في تيسير حركة التجارة البينية.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.