العراق وإيران يوقعان اتفاقية في أربيل لإحكام السيطرة على الحدود بين البلدين

قائد كردي إيراني: حولنا نضالنا إلى مدني لكي لا نعطي طهران ذريعة للضغط على كردستان

العراق وإيران يوقعان اتفاقية في أربيل لإحكام السيطرة على الحدود بين البلدين
TT

العراق وإيران يوقعان اتفاقية في أربيل لإحكام السيطرة على الحدود بين البلدين

العراق وإيران يوقعان اتفاقية في أربيل لإحكام السيطرة على الحدود بين البلدين

شهدت أربيل، عاصمة إقليم كردستان، أمس توقيع اتفاقية أمنية بين العراق وإيران حول حماية الحدود بين البلدين وإحكامها منعا للتسلل والتهريب، في مسعى من جانب طهران لمنع الحركات الكردية المعارضة لها من شن هجمات انطلاقا من الأراضي العراقية.
وقال اللواء عبد الكريم مصطفى، قائد قوات حماية الحدود العراقي، في مراسيم توقيع الاتفاقية مع نظيره الإيراني الجنرال قاسم رضائي، إن «الاتفاقية تشمل عقد لقاءات سنوية بين قيادة قوات الحدود في البلدين لمتابعة الأوضاع على الحدود، والوقوف عند مستجداتها سواء أكانت عسكرية أو المتغيرات في الحدود ومعالجتها من خلال التنسيق المشترك بين القيادة العليا للحدود وقادة المناطق». وأضاف «اتفقنا على متابعة التجاوزات الحدودية والأعمال الإرهابية ومكافحتها، والوقوف بقوة بوجه الإرهاب الذي يستهدف البلدين بصورة عامة».
بدوره، قال رضائي إنه «بسبب حساسية الحدود المشتركة بين الجانبين حاليا هناك تنسيق مشترك بيننا، ولحسن الحظ ورغم وجود الكثير من التهديدات، خاصة من قبل الجماعات المناوئة لإيران كـ(حزب الحياة الحرة الكردي)، فإن حدودنا هادئة ومستقرة، وهناك تعاون كامل بين الجانبين». وأضاف «ستكون هناك خطوة جديدة ونقطة تحول قوية بين الجانبين فيما يخص المناطق الحدودية»، من دون أن يكشف ماهية الخطوة المرتقبة.
ويبلغ طول الحدود العراقية - الإيرانية 1600 كيلومتر، منها 700 كيلومتر مع إقليم كردستان، وغالبية سكان المناطق الحدودية الإيرانية مع العراق هم من الأكراد، وتشهد هذه المناطق عمليات عسكرية من قبل الحركات الكردية المناوئة للنظام الإيراني، وفي المقابل تقصف القوات الإيرانية غالبا القرى الحدودية في إقليم كردستان بالمدفعية الثقيلة بحجة مطاردة المقاتلين الأكراد الإيرانيين.
في السياق نفسه، أوضح اللواء شيركو عبد الله درويش، قائد قوات المنطقة الأولى في قيادة قوات الحدود العراقية، لـ«الشرق الأوسط» أن «التجاوزات الأمنية على الحدود المشتركة بين البلدين قليلة جدا، فقد تمكنا من حماية الحدود بشكل جيد».
وفي سياق متصل، قال اللواء، صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الحالي في المنطقة غير طبيعي، وأكثر المسائل الخاصة بتأمين الحدود بين الجانبين مسائل روتينية، فالإرهاب لم يصل من العراق إلى الحدود الإيرانية حتى الآن، أما إذا كانت هناك مسائل مبطنة في الموضوع، فحكومة الإقليم متفقة على عدم الاعتداء من أراضيها على الدول الأخرى أما إذا كانت طهران تخشى من تحركات الأكراد فيها أو من تحركات المناطق الجنوبية القريبة من الأحواز فمن حقها أن تتفق مع العراق حول هذه النقاط».
وعن حديث قائد قوات الحدود الإيرانية عن خطر (حزب الحياة الحرة) الكردي الإيراني المعارض على الحدود الإيرانية، قال فيلي: «أولا حزب الحياة الحرة كان ينفذ عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية من الحدود التركية، وهو لم يهاجم إيران من الحدود العراقية، وثانيا، هذا الحزب حاليا غير موجود كقوة عسكرية على الأرض، فهو كان تابعا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، وللعمال الكردستاني علاقات جيدة مع إيران حاليا».
بدوره، قال حسين يزدان بنا، نائب رئيس حزب الحرية الكردي الإيراني المعارض وقائد الجناح العسكري للحزب، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن موجودون في إقليم كردستان وهو إقليم فيدرالي ضمن العراق وله سلطته القانونية الخاصة، لذا لا نعتقد أن الاتفاقيات بين العراق وإيران ستؤثر بشكل مباشر علينا، فسياسة إقليم كردستان لا تساوم بنا ونحن محميون في هذا الإقليم، وفي المقابل نحن نراعي مصالح الإقليم وعلاقاته، لذا حولنا نضالنا العسكري في كردستان إيران إلى نضال سياسي مدني منذ عام 2005 لأننا لا نريد أن نعطي أي حجة لإيران للضغط على الإقليم أو فرض حصار عليه». وتابع قائلا: «مقاتلونا يحاربون مسلحي (داعش) منذ 9 أشهر إلى جانب قوات البيشمركة في جبهات جنوب كركوك وبعشيقة، وقتل منا حتى الآن 4 مقاتلين وأصيب 15 آخرون».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.