مقربون من نتنياهو يضغطون عليه للتراجع عن صفقة مع النيابة

بنيامين نتنياهو (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

مقربون من نتنياهو يضغطون عليه للتراجع عن صفقة مع النيابة

بنيامين نتنياهو (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (أ.ب)

كشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان)، أن مقربين من رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو أشاروا عليه بعدم التوقيع على صفقة ادعاء مع النيابة العامة، وحذروه من أنه لن يعود مطلقاً إلى رئاسة الحكومة إذا ما أبرم الصفقة.
وجاء التحذير على وقع تقدم في المفاوضات بين نتنياهو والنيابة العامة، حول صفقة ادعاء تخفف الحكم، ولكن تفرض عليه العزلة السياسية.
ويوجد جدل في إسرائيل حول الصفقة بين مؤيدين ومعارضين.
وقال النائب إيتان غينزبورغ، من حزب «كحول لفان»، في مقابلة إذاعية أمس، إنه يؤيد التوصل إلى صفقة ادعاء مع نتنياهو. وأوضح أن ذلك يعني اعترافه بالتهم المنسوبة إليه، مشيراً إلى أنه لا يرى مشكلة في تدخل رئيس المحكمة العليا سابقاً القاضي المتقاعد أهارون باراك في الاتصالات الجارية بشأن الصفقة. وأعرب عضو الكنيست الليكودي تساحي هنيغبي عن أمله في أن يستمر نتنياهو بقيادة الحزب. ورأى أنه يجب على الشعب أن يقرر الشخصية التي ستقود الدولة وألا تشمل صفقة الادعاء الجرم الشائن. وقالت مراسلة «كان» إن عدداً من أقطاب الليكود، الذين يعتبرون أنفسهم مرشحين لخلافة نتنياهو، أجروا نقاشات الأسبوع الماضي، مع رؤساء أحزاب اليمين في الائتلاف الحكومي. وتثير هذه الاتصالات خشية الأحزاب اليسارية في الائتلاف على مستقبل الحكومة واستمراريتها.
وهناك استياء في إسرائيل من نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة، وفق لائحة اتهام قدمها المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت مطلع 2020. وأظهر استطلاع للرأي الشهر الماضي في إسرائيل، أنه إذا بقي نتنياهو رئيساً لليكود، فإن الحزب لن ينجو، لكن حظوظه في العودة إلى الحكم ستصبح قوية للغاية إذا تنحى.
ويقول نتنياهو إن أي صفقة، إذا أُبرمت، لن تتضمن تخليه عن قيادة الليكود.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.