استياء من قرارات مؤسسات تربوية خاصة برفع أقساطها

TT

استياء من قرارات مؤسسات تربوية خاصة برفع أقساطها

أثار قرار بعض المدارس والجامعات الخاصة برفع تكلفة التعليم، استياء أهالي الطلاب الذين وجدوا أن الزيادات «غير عادلة» على ضوء الأزمات المعيشية والمالية، في وقت لا تجد المدارس حلاً إلا بالزيادة لتغطية نفقاتها التي ارتفعت أخيراً على خلفية عرض سعر المحروقات لتوليد الكهرباء بالدولار.
وطلبت بعض إدارات المدارس مبلغاً بالدولار أو ما يوازيه بالعملة الوطنية على سعر صرف السوق السوداء (حالياً نحو 23 ألف ليرة لبنانية) عن كل طالب تحت عنوان إنشاء صندوق دعم مؤقت للمعلمين على أن تدفع منه مساهمة شهرية مقدارها مائة دولار لكل معلم، علماً بأن المدارس زادت مع بداية العام الدراسي الحالي أقساط الطلاب ولو بنسب متفاوتة تختلف من مؤسسة تربوية إلى أخرى.
وتؤكد رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة لما الطويل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «لا أساس قانونياً لهذه الزيادات التي تطلبها إدارات المدارس والتي تصل إلى نحو 350 دولاراً نقداً لكل طالب في العام الدراسي الواحد». وتوضح أنه بحسب القانون، «يحق للمدارس عند دراسة الموازنة المدرسية أن تطلب زيادة لا تتخطى نسبة العشرة في المائة، أما ما يحصل اليوم أن المدارس تطلب هذه الزيادات من خارج الموازنة عبر تبريرات معينة كصندوق تعاضدي أو هبة أو مساعدة اجتماعية للأساتذة، ويضعونها تحت بند لا يرد في الموازنة في محاولة للالتفاف على الأهل»، وترى أنه «نظراً للوضع الاقتصادي الحالي ووفقاً للمنطق، فإن زيادة 10 في المائة قد تكون غير كافية ولكن يجب ألا تتخطى 35 في المائة»، لافتة إلى أن «المدارس حصلت على هذه النسبة مطلع العام الدراسي».
وإذ تشير الطويل إلى أن بعض المدارس تعمد إلى إجراء استبيان لأولياء الأمور للوقوف عند قدراتهم وما يستطيعون تقديمه للمحافظة على المدرسة والأساتذة والطلاب في آن معاً، تؤكد أن «الزيادات على الأقساط في بعض المدارس تتخطى الـ70 في المائة وصولاً إلى مائة في المائة وبشكل غير قانوني»، مستنكرة قيام المدارس بتحميل الأهل نتيجة تقصير الدولة.
ولا يختلف الحال في الجامعات الخاصة التي شهد بعضها ارتفاعاً في الأقساط خلال الفترة الماضية، في حين رفعت بعض الجامعات أقساطها بنسبة 50 في المائة، وكان آخرها «جامعة بيروت العربية» إذ تبلغ طلابها بشكل غير رسمي رفع رسوم الساعات الدراسية إلى نحو الضعف للرسوم المطلوبة بالليرة اللبنانية (من 2700 ليرة لبنانية للدولار الواحد إلى 5000 ليرة لبنانية للدولار) تُضاف إلى دفعات فصلية لما سمته رسوماً إضافية للنفقات التشغيلية تدفع بالدولار النقدي حصراً وتتراوح بين 300 و600 دولار في الفصل بحسب الكلية والاختصاص.
ووجه بعض الطلاب نداءً عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الطلاب وأولياء أمورهم، للاعتصام اعتراضاً يوم الاثنين. وتقول إحدى الطالبات لـ«الشرق الأوسط» إن الطلاب لم يتبلغوا موضوع الزيادات بشكل رسمي ولم ترد أي رسالة من الجامعة على الحسابات الإلكترونية، لكن «الأغلبية ليس بمقدورها الدفع وفقاً للتسعيرة الجديدة». وتشير إلى أن بعض الطلاب «يفكرون بالانتقال إلى الجامعة اللبنانية لأنها الأوفر».
وتؤكد مديرة العلاقات العامة والإعلام في جامعة بيروت العربية زينة العريس حوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» صحة خبر رفع الأقساط، موضحة أن «الجامعة صمدت خلال الفترة الماضية ولم تعمد إلى أي زيادة على الأقساط رغم الأزمة الاقتصادية، لكن الجامعة لم تعد تستطيع الاستمرار على هذا المنوال خصوصاً أن هناك الكثير من مستلزمات التعليم تدفع بالدولار النقدي في حين تتقاضى الجامعة الأقساط على سعر صرف الـ2700 ليرة لبنانية للدولار الواحد».
وتقول: «اضطررنا آسفين إلى رفع الأقساط بشكل منطقي يتناسب مع قدرة الأهل والتلاميذ لكننا نسعى بالمقابل إلى زيادة المساعدات الطلابية، وتعمل الجامعة جاهدة للحصول على هبات أكان من أصدقائها أو خريجيها لتمرير هذه المرحلة الصعبة، كما أنها ستستمر بسياسة التقسيط»، وتضيف «من غير الممكن أن نفرط بطلابنا، وخلال 62 سنة من مسيرة الجامعة لم تمنع أي طالب من إجراء امتحاناته بسبب عدم تسديده للقسط وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة».
وتشير حوري إلى أن «رابطة الجامعات اجتمعت مع وزير التربية عباس الحلبي الأسبوع الماضي وأبلغته بأنها لم تعد تستطيع الاستمرار من دون رفع الأقساط». وعن إجبار الطلاب على دفع المبلغ المطلوب بالدولار نقداً، توضح أن «الإصرار على الدفع بالدولار النقدي سببه التزامات الجامعة التي تسددها بالعملة الصعبة»، مشيرة إلى «أننا أمام خيارين إما الاستمرار أو اللعب بمصير 10 آلاف طالب».
وتنفي حوري أن تكون الأقساط قد أصبحت أعلى من الجامعات الأخرى، مشيرة إلى أنها «تتقارب في بعض الاختصاصات وهناك أرقام تؤكد هذا الموضوع، كما أن العديد من الجامعات ستقوم برفع إضافي للأقساط».



انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يخصصون أسطوانات غاز الطهي لأتباعهم

توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)
توزيع أسطوانات غاز في صنعاء على أتباع الجماعة الحوثية (إعلام حوثي)

في وقت يعاني فيه اليمنيون في صنعاء ومدن أخرى من انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، خصصت الجماعة الحوثية ملايين الريالات اليمنية لتوزيع أسطوانات الغاز على أتباعها دون غيرهم من السكان الذين يواجهون الصعوبات في توفير الحد الأدنى من القوت الضروري لهم ولأسرهم.

وبينما يشكو السكان من نقص تمويني في مادة الغاز، يركز قادة الجماعة على عمليات التعبئة العسكرية والحشد في القطاعات كافة، بمن فيهم الموظفون في شركة الغاز.

سوق سوداء لبيع غاز الطهي في صنعاء (فيسبوك)

وأفاد إعلام الجماعة بأن شركة الغاز بالاشتراك مع المؤسسة المعنية بقتلى الجماعة وهيئة الزكاة بدأوا برنامجاً خاصاً تضمن في مرحلته الأولى في صنعاء إنفاق نحو 55 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً) لتوزيع الآلاف من أسطوانات غاز الطهي لمصلحة أسر القتلى والجرحى والعائدين من الجبهات.

وبعيداً عن معاناة اليمنيين، تحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن الجماعة خصصت مليارات الريالات اليمنية لتنفيذ سلسلة مشروعات متنوعة يستفيد منها الأتباع في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها.

ويتزامن هذا التوجه الانقلابي مع أوضاع إنسانية بائسة يكابدها ملايين اليمنيين، جرَّاء الصراع، وانعدام شبه كلي للخدمات، وانقطاع الرواتب، واتساع رقعة الفقر والبطالة التي دفعت السكان إلى حافة المجاعة.

أزمة مفتعلة

يتهم سكان في صنعاء ما تسمى شركة الغاز الخاضعة للحوثيين بالتسبب في أزمة مفتعلة، إذ فرضت بعد ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، منذ نحو أسبوع، تدابير وُصفت بـ«غير المسؤولة» أدت لاندلاع أزمة في غاز طهي لمضاعفة معاناة اليمنيين.

وتستمر الشركة في إصدار بيانات مُتكررة تؤكد أن الوضع التمويني مستقر، وتزعم أن لديها كميات كبيرة من الغاز تكفي لتلبية الاحتياجات، بينما يعجز كثير من السكان عن الحصول عليها، نظراً لانعدامها بمحطات البيع وتوفرها بكثرة وبأسعار مرتفعة في السوق السوداء.

عمال وموظفو شركة الغاز في صنعاء مستهدفون بالتعبئة العسكرية (فيسبوك)

ويهاجم «عبد الله»، وهو اسم مستعار لأحد السكان في صنعاء، قادة الجماعة وشركة الغاز التابعة لهم بسبب تجاهلهم المستمر لمعاناة السكان وما يلاقونه من صعوبات أثناء رحلة البحث على أسطوانة غاز، في حين توزع الجماعة المادة مجاناً على أتباعها.

ومع شكوى السكان من استمرار انعدام مادة الغاز المنزلي، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، يركز قادة الجماعة الذين يديرون شركة الغاز على إخضاع منتسبي الشركة لتلقي برامج تعبوية وتدريبات عسكرية ضمن ما يسمونه الاستعداد لـ«معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس».

ونقل إعلام حوثي عن القيادي ياسر الواحدي المعين نائباً لوزير النفط بالحكومة غير المعترف بها، تأكيده أن تعبئة الموظفين في الشركة عسكرياً يأتي تنفيذاً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.