القاهرة تُمهل المنظمات الأهلية عاماً آخر لـ«توفيق أوضاعها»

TT

القاهرة تُمهل المنظمات الأهلية عاماً آخر لـ«توفيق أوضاعها»

أمهلت الحكومة المصرية المنظمات الأهلية عاماً آخر لـ«توفيق أوضاعها»، وأكدت أن ذلك «يتزامن مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي 2022 (عاماً للمجتمع المدني)»، الذي وصف المجتمع المدني بأنه «شريك أساسي في تعزيز عملية حقوق الإنسان بالبلاد»، وذلك خلال إطلاقه «الاستراتيجية الوطنية» لحقوق الإنسان في سبتمبر (أيلول) الماضي. ووافق مجلس الوزراء المصري، برئاسة مصطفى مدبولي، على «مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي، الصادر في 2019، بمد فترة توفيق أوضاع منظمات المجتمع المدني لعام آخر، لينتهي في 11 يناير (كانون الثاني) عام 2023».
وبحسب بيان «مجلس الوزراء المصري» أمس، فإن «المجتمع المدني في مصر يشهد نهضة ملحوظة، ودعماً غير مسبوق في ظل قيادة الرئيس السيسي، وإيمانه بقدرة المجتمع المدني على المساهمة في تحقيق مؤشرات التنمية المستدامة والعادلة، وقد انعكس تقدير القيادة السياسية للمجتمع المدني منذ بداية إصدار قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي ولائحته التنفيذية، التي صدرت في يناير الماضي، ثم ظهر جلياً في تعزيز الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان».
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، إن «موافقة مجلس الوزراء على مد المهلة تعكس تقدير الدولة بكامل مؤسساتها للدور الكبير، الذي يلعبه المجتمع المدني في مصر، وحرصها على تقديم كل سبل الدعم له، وتوفير التيسيرات اللازمة لتوفيق أوضاعه، وتعزيز كفاءته وإبراز إنجازاته في جميع المحافظات المصرية».
وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي أن «نحو 32 ألف جمعية ومؤسسة أهلية انتهت من إجراءات التسجيل الإلكتروني لتوفيق أوضاعها، منها 28 ألف طلب كامل المستندات، مع توقّع بأن مد فترة توفيق الأوضاع سيفتح المجال أمام تسجيل مزيد من منظمات المجتمع المدني الناشئة، والتي تتميز بمشاركة شبابية واسعة».
وكان السيسي قد دعا أثناء فعاليات «منتدى شباب العالم» في مدينة شرم الشيخ عام 2018، إلى «إجراء حوار مجتمعي بشأن قانون الجمعيات الأهلية». وفي يوليو (تموز) عام 2019، وافق مجلس النواب المصري على مشروع تعديل قانون «الجمعيات الأهلية»، المُقدم من الحكومة، الذي منح تسهيلات لإنشاء وعمل الجمعيات، بخلاف القانون السابق، الذي واجه انتقادات حقوقية محلية ودولية.
ووفق بيان «مجلس الوزراء» أمس، فإن «جميع المنظمات الدولية العاملة في مصر قد تقدمت بتقديم ملفات توفيق أوضاعها، الأمر الذي يؤكد ثقة هذه المنظمات في زيادة مساحة وحرية العمل الأهلي بمصر، وفقاً لما تم النص عليه في القانون، بالإضافة إلى الرغبة في عمل شراكات طويلة الأمد مع المنظمات المصرية».
وذكر البيان أن «مصر تعد رابع دولة على مستوى العالم تقدم خدمات الإشهار الإلكتروني لمنظمات العمل الأهلي، التي تقدم في إطارها نحو 3000 جمعية ومؤسسة، تقوم حالياً بالانتهاء من استكمال ملفاتها على المنظومة للحصول على قرار شهرها إلكترونياً، وذلك بموجب الإخطار وفقاً لما تم النص عليه في الدستور».
في غضون ذلك، رحب المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر بـ«استجابة مجلس الوزراء المصري لمناشدة المجلس بالإسراع، وتمديد مهلة توفيق أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية لعام آخر»، مشيراً إلى أن «هذا يؤكد مجدداً تفاعل السلطات الإيجابي مع مطالب المجلس، وانفتاح الدولة الكبير على تقوية دور المجتمع المدني، وإسهاماته المقدرة في خدمة المجتمع وقضايا التنمية والإصلاح والتحديث، في سياق إيلاء الدولة الاهتمام بتعزيز المشاركة المجتمعية والسياسية». وأكد المجلس في بيان له أمس، أن «قرار التمديد هو بداية موفقة لعام المجتمع المدني في مصر، الذي أعلنه الرئيس السيسي، في ظل رغبة صادقة لتنظيم العمل الأهلي، وتمكين مؤسساته في بناء الجمهورية الجديدة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.