أميركي يقاوم السرطان بالسفر حول العالم

كريس سوكولوفسكي وعائلته
كريس سوكولوفسكي وعائلته
TT

أميركي يقاوم السرطان بالسفر حول العالم

كريس سوكولوفسكي وعائلته
كريس سوكولوفسكي وعائلته

«أعتقد أنه إذا كان هناك شيء يمكن أن يعالجني من السرطان، فسوف يكون عيش الحياة بإيجابية وسعادة»، هكذا فسر كريس سوكولوفسكي، إصراره على السفر مع أسرته حول العالم بعد معرفته بإصابته بمرض السرطان.
وذكر سوكولوفسكي لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أنه قبل إصابته بالسرطان كان يقضي وقت فراغه في تسلق الجبال والجري وممارسة فنون الدفاع عن النفس.
وأكد على حبه للسفر، حيث إنه كان يسافر مع زوجته في كل فرصة متاحة لاستكشاف العالم، وقال إن ابنه (11 عاماً) انضم إليها في مغامراتهما.
وقد ساعدت مواظبة سوكولوفسكي على الرياضة والسفر في الحفاظ على صحته، لدرجة أن طبيبه أطلق عليه لقب «الرجل الحديدي» في آخر فحص طبي سنوي له في ديسمبر (كانون الأول) 2020، ولكن بعد حوالي ستة أشهر من ذلك، بدأ سوكولوفسكي يشعر بما وصفه بـ«شعور غريب» في معدته.
وعندما ذهب سوكولوفسكي لإجراء فحص طبي، قيل له إنه من المحتمل أن يكون السبب هو ارتجاع المريء، وتم إعطاؤه بعض الأقراص وعاد إلى المنزل، وبعد يومين، كان الإحساس الغريب لا يزال موجوداً، لذلك سعى للحصول على مزيد من المشورة الطبية وإجراء فحص بالأشعة، وبعد ذلك قابل اختصاصياً في أمراض الجهاز الهضمي الذي أخبر سوكولوفسكي أن هناك «كتلة كبيرة» في القولون والكبد واشتباهاً في إصابته بالسرطان في المرحلة الرابعة، وهي المرحلة الأكثر تقدماً من السرطان، وعادة ما تعني أنه قد انتشر في جسده.
وقال سوكولوفسكي، «كان رد فعلي الأول كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لم يفوتني فحص طبي أبداً».
ولاحقاً أكدت الفحوصات إصابة سوكولوفسكي بسرطان القولون في المرحلة الرابعة، وقال سوكولوفسكي: «الورم كان موجوداً في 6 أماكن بجسدي»، والأطباء أخبروه بعدم وجود علاج لحالته، وقال: «لقد أعطوني زمناً ما بين سنتين ونصف السنة وخمس سنوات لأعيش».
وقال سوكولوفسكي إنه عندما التقى بزوجته إليزابيث، أدرك الاثنان أنهما يحبان رؤية العالم، وتابع: «عندما ولد ابننا تعهدنا بأننا سنخرجه كل عام من البلاد»، حيث كان من المهم لهما تعريف ابنهما بالثقافات والتجارب خارج الولايات المتحدة، ومنذ ولادته، انتقلت العائلة إلى 19 دولة.
ويقول سولوفسكي إنه وزوجته يركزان على كيفية تحقيق أقصى استفادة من ظروفهم الحالية والتخطيط لشيء مثير للمستقبل.
وأوضح أنه بعد إصابته بالسرطان يتناول أعلى جرعة متاحة من العلاج الكيميائي، وحذره الأطباء من أعراض جانبية مثل التعب والقيء وتساقط الشعر وفقدان الوزن، ولكن حتى الآن، كانت الآثار الجانبية للعلاج ضئيلة، واستمر في ممارسة الرياضة والجري بانتظام.
وقال سوكولوفسكي، «بدأت الشعور بالتعب بشكل قليل لكنني تمكنت من التغلب عليه، لذا فإن كل ما قالوه لي سيحدث، لم يحدث معي».
وأكد أن حتى الإصابة بفيروس كورونا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 لم تضع حداً له، فلحسن الحظ كان سوكولوفسكي قد حصل على اللقاح وإصابته كانت خفيفة.
وقال إنه شعر بسعادة غامرة عندما حصل على الموافقة للسفر مع عائلته خلال فترة عيد الميلاد، وذكر: «السفر لا يزال يمثل أولوية لأنه كان التزاماً قطعناه على أنفسنا عندما تزوجنا، كان ذلك دائماً أولوية رقم واحد».
ويقول سوكولوفسكي إن تركيز الأسرة ينصب على صنع ذكريات سعيدة، وتشجيع طفله على اغتنام الفرص والمغامرات الجديدة.
ويأمل سوكولوفسكي في تحدي التوقعات والإحصاءات للتعافي من مرضه مهما بقي من الوقت، فقد تعهد بإنفاق أكبر قدر ممكن منه في استكشاف العالم مع أحبائه.
وقال: «لا أعرف كم من الوقت بقي لي، لكني أريد أن أترك ورائي ذكريات جميلة عن السفر وإرثاً حيث يمكن لابني أن يجعل كوكبنا أفضل قليلاً».
وكذلك قالت زوجته إليزابيث إن لديها النظرة نفسها، وقالت: «أنت بحاجة إلى أن تعيش حياتك، والذكريات ستجعلك سعيداً في النهاية».
وأكد سوكولوفسكي: «الشيء الوحيد الذي أقوله للناس دائماً هو اخرجوا من فقاعتكم، واخرجوا من المدينة واذهبوا لرؤية العالم».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».