«القوات» يتهم مسؤولين لبنانيين بتقديم «رشاوى انتخابية» للطلاب في الخارج

TT

«القوات» يتهم مسؤولين لبنانيين بتقديم «رشاوى انتخابية» للطلاب في الخارج

أثار منح لبنان 890 طالباً في الخارج مساعدة مالية بالدولار الأميركي مقدمة من إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي)، سجالاً مع «القوات اللبنانية» التي اتهمت وزارتي الخارجية والمال ومصرف لبنان وإدارة «الريجي» بدفع رشوة انتخابية.
وقدمت «الريجي» منحة بقيمة 800 ألف دولار موزعة على 890 طالباً كمساعدة للطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراستهم في جامعات خارج لبنان. وقالت «الخارجية» في بيان، إن اللجنة المشتركة المؤلفة من وزارتي الخارجية والمغتربين والتربية والتعليم العالي المكلفة تقويم ملفات الطلاب المتقدمين للحصول على المنحة، اعتمدت على معايير واضحة وموحدة للتقويم، بحسب المستندات التي تقدم بها كل طالب، مشيرة إلى أن عدد الطلبات المستوفية للشروط وصل إلى 890 طلباً، عند إقفال باب التقديم.
وقالت «الخارجية» إنه «وفقاً لشروط المنحة، يحق لأي طالب لبناني التقدم للحصول على المنحة شرط تقديم الطلب ضمن المهلة»، وأوصت اللجنة بتوزيع مبلغ 800 ألف دولار بالتساوي على كل من تقدم بطلب مستوفي الشروط، أي 890 مستفيداً. وتعهدت بنشر الأسماء كاملة على موقعها الإلكتروني فور صدورها حرصاً على الشفافية.
وهاجم حزب «القوات» صرف هذه المنحة، متهماً الوزارات بتقديم «رشوة انتخابية». وسأل في بيان صادر عن مصلحة الطلاب في «القوات اللبنانية» عن «المعايير التي اعتمدت لانتقاء الطلاب المستفيدين من هذه الهبة المقدمة وعددهم 890 طالباً، وعن مدى إمكانية اعتبار هذه الهبة رشوة انتخابية على أبواب الانتخابات النيابية المقبلة»، وقال الحزب إن «مراجعة لائحة المستفيدين من هذه الهبة، تبيّن أنهم من لون سياسي وطائفي واحد».
وأسفت المصلحة «لاستغلال أوجاع الناس وشجونهم للوصول إلى مآرب تخدم مجموعة من المرجعيات السياسية المختلفة ظاهرياً، والمتحالفة ضمنياً وفعلياً التي تقف خلف الوزارات والإدارات التي نسّقت جميعها هذه الهبة، وهي وزارة المال ووزارة الخارجية والمغتربين ومصرف لبنان وإدارة التبغ والتنباك».
وسأل حزب «القوات»: «كيف تظهر الدولارات لدى مصرف لبنان حين يريد، وتختفي حيناً آخر». وأضاف: «تضع المصلحة هذه المخالفة الانتخابية السافرة أمام اللبنانيين الذين يبقى بين أيديهم قرار التخلّص من هذه المنظومة الحاكمة في الانتخابات النّيابية المقبلة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.