هل يمكنك بناء «مناعة فائقة» ضد «كورونا»؟

فتاة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في البرازيل (رويترز)
فتاة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في البرازيل (رويترز)
TT

هل يمكنك بناء «مناعة فائقة» ضد «كورونا»؟

فتاة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في البرازيل (رويترز)
فتاة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في البرازيل (رويترز)

منذ اكتشافه في جنوب أفريقيا في نوفمبر (تشرين الثاني)، انتشر متحور «أوميكرون» من فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، حاملاً معه خوفاً شديداً وقيوداً اجتماعية جديدة وشتاءً فوضوياً وقلقاً آخر.
أدت السلالة الجديدة إلى ارتفاع معدلات الإصابة خلال عيد الميلاد والعام الجديد، حيث سجلت المملكة المتحدة أعلى مستوى للوباء عند 218 ألفاً و724 حالة في يوم واحد في 4 يناير (كانون الثاني)، وفقاً لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، بحسب صحيفة «إندبندنت».
ومع ذلك، انخفض معدل الإصابة إلى النصف منذ ذلك الحين؛ مما سمح لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بإلغاء القيود الاجتماعية التي فرضها في إنجلترا خلال الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول).
ولا يزال الكثير غير معروف عن المتغير شديد القابلية للانتقال في هذه المرحلة المبكرة من تطوره، مع استمرار الحاجة إلى المزيد من البيانات السريرية لتحديد كيفية مهاجمته بدقة وكيفية استجابته لمجموعة اللقاحات الموجودة لدينا، والتي عملت بشكل جيد ضد السلالات السابقة وساعدت في خفض حالات الاستشفاء والوفيات.

أشارت الدراسات المبكرة إلى أن اللقاح المعزز أمر بالغ الأهمية لمحاربة «أوميكرون» - حيث قالت وكالة الأمن الصحي، إن الجرعة هذه فعالة بنسبة 65 - 75 في المائة ضد العدوى المصحوبة بأعراض، و89 في المائة في منع الدخول إلى المستشفى - وهذا هو السبب في تشجيع الحكومات في جميع أنحاء العالم المواطنين على الحصول على جرعة ثالثة من اللقاحات بالأسابيع الأخيرة.
وقبل عيد الميلاد مباشرة، أفاد العلماء بأن الجرعة المعززة تثير استجابة من جهاز المناعة في الجسم للفيروس في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، وليس أسابيع، كما كان يعتقد سابقاً؛ مما يؤدي إلى تنشيط خلايا الذاكرة «بي» و«تي» المسؤولة عن الاستجابة بسرعة للعدوى وإنتاج الأجسام المضادة.
علق غاري ماكلين، الأستاذ في علم المناعة الجزيئي في جامعة لندن متروبوليتان «إن المناعة التي تتولد بعد جرعة معززة سترتفع أسرع بكثير من الاستجابة المناعية الأولى».
أشارت دراسة جديدة أخرى مثيرة للاهتمام في جامعة أوريغون للصحة والعلوم منذ ذلك الحين، إلى أنه قد يكون من الممكن بالفعل تطوير «مناعة فائقة» ضد «أوميكرون» في حالة المصابين الذين حصلوا على جرعتين من أحد اللقاحات.

وفحصت الدراسة عينات دم 26 شخصاً أصيبوا بـ«كورونا» بعد التطعيم المزدوج، ووجدوا أنهم طوروا أجساماً مضادة كانت أكثر فاعلية بنسبة ألف في المائة؛ مما خلق شكلاً من أشكال «المناعة الخارقة»، بحسب الباحثين.
وبينما من الواضح أن اللقاحات تهدف إلى منع الناس من الإصابة بالفيروس في المقام الأول، إلا أنه لا يزال من الممكن للسلالات الأكثر ضررا مثل «دلتا» و«أوميكرون» أن تتخطى دفاعات الجسم.
وفي حالات الأشخاص الملقحين الذين تم فحصهم كجزء من الدراسة، أثبت هذا الحدث أنه مفيد بشكل مدهش من خلال تعزيز متانة أنظمتهم المناعية.
قال كبير مؤلفي الدراسة، فيكادو تافيسي، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الجزيئي وعلم المناعة «لا يمكنك الحصول على استجابة مناعية أفضل من هذه».
وأضاف «هذه اللقاحات فعالة للغاية ضد الأمراض الشديدة. تشير دراستنا إلى أن الأفراد الذين يتم تطعيمهم ثم يتعرضون للعدوى يتمتعون بمناعة فائقة».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.