تراجع إصابات «كورونا» في دمشق وإدلب والقامشلي

استعدادات لمواجهة موجة وبائية جديدة محتملة

مصاب يتلقى العلاج في مستشفى فيروس كورونا بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
مصاب يتلقى العلاج في مستشفى فيروس كورونا بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
TT
20

تراجع إصابات «كورونا» في دمشق وإدلب والقامشلي

مصاب يتلقى العلاج في مستشفى فيروس كورونا بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)
مصاب يتلقى العلاج في مستشفى فيروس كورونا بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا (الشرق الأوسط)

سجّلت الطواقم الطبية في العاصمة السورية دمشق، وفي إدلب والقامشلي، انخفاضاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس «كورونا». وفي الوقت الذي شهدت فيه البلاد عاصفة ثلجية وأمطاراً غزيرة اجتاحت سوريا ليل الثلاثاء إلى الأربعاء الماضي، حذّرت المعارضة السورية من تفشي مرض الحصبة في مناطق نفوذها بعد إعلانها وفاة أول حالة في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لطفلة كانت تبلغ من العمر 12 عاماً.
وقالت وزارة الصحة السورية، في بيان نُشر على موقعها الرسمي، إنها سجلت 37 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» و3 وفيات، في كل من درعا وحلب واللاذقية. وبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس 50821 إصابة مؤكدة، منها 2956 حالة وفاة. وتماثلت للشفاء 35238 حالة.
وفي مدينة إدلب شمال غربي سوريا، أعلنت «الحكومة المؤقتة» التابعة للائتلاف السوري المعارض، عن تسجيل 7 إصابات جديدة بفيروس «كورونا»، في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بريف إدلب وريف حلب الشمالي والغربي. وذكرت في جدول بياني نشر على موقعها الرسمي أنها سجلت 7 إصابات جديدة مصابة بفيروس «كورونا»، فيما سجلت 261 حالات شفاء. كما أجرت اختبارات على 259 حالة يُشتبه بإصابتها بالفيروس، ليرتفع العدد الكلي للإصابات في مناطق المعارضة إلى 93043 إصابة، و2343 حالة وفاة، و70611 حالة شفاء.
وحذر مسؤول الصحة بـ«الحكومة المؤقتة» التابعة للمعارضة السورية الدكتور مرام الشيخ، من تفشي مرض الحصبة في مناطق نفوذها شمال غربي سوريا. وأعلن عن تسجيل وفاة أول حالة بالحصبة في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لطفلة تبلغ من العمر 12 عاماً.
وقال في إفادة صحافية: «اكتشفنا 30 إصابة بالمرض في منطقة الباب وأكثر من حالة في عفرين، معظمها لأطفال دون سن 5 سنوات، إلى جانب تسجيل حالات اشتباه بوجود متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية لدى طفلة حديثة الولادة»، مشيراً إلى أنه لم يتم التعرف والتأكد بعد من ظهور هذه العناقيد من الإصابات في منطقتي الباب وعفرين. ورجح أن «سبب الانتشار ظهور طفرة في الفيروس المسبب ما أدى إلى ظهور سلالة جديدة، وعدم التزام بعض الأهالي باللقاح أو نسيان بعض الجرعات». وأضاف أنه في كل عام، يتم تسجيل كثير من الحالات المشابهة: «ولكنها كانت ذات أعراض خفيفة وفي مناطق متفرقة، لذلك لم تكن تشكّل خطراً من منظور الصحة العامة».
من جانبه، حذّر هوزان إسماعيل مدير مستشفى «كورونا» في مدينة الحسكة من احتمالية انتشار موجة جديدة من فيروس «كورونا» في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية شرق الفرات، بعد تسجيل عدد من دول الجوار سرعة انتشار متحور «أوميكرون». ونفى المسؤول الإداري تسجيل أي إصابة بـ«أوميكرون»، وقال إن فرق التعقيم بدأت بالتحضير لاستقبال حالات ثانية ضمن الموجة الجديدة ورفع جاهزيتها الطبية.
وأعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة تسجيل 25 حالة إصابة جديدة بفيروس «كورونا» في عموم مناطقها شرق الفرات، وسجلت أمس حالتي وفاة و25 إصابة جديدة بالفيروس، وتوزعت الإصابات على 6 في مدينة الحسكة، و7 في القامشلي، و6 في بلدة المالكية (ديرك)، واحدة في بلدة الجوادية (جل أغا)، وواحدة في الشدادي، وأربع حالات في بلدة الطبقة بريف الرقة؛ حيث بلغ عدد الإصابات الكلي بفيروس «كورونا» في مناطق الإدارة 37325 ألف إصابة مؤكدة، منها 1521 وفاة و2521 حالة تماثلت للشفاء.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.