احتجاجات شرقي سوريا ضد «مصالحات» دمشق

مصادر إيرانية تتحدث عن صفقة مع «قسد» لإطلاق نجل برلماني

احتجاجات في ساحة الشماس وسط مدينة الرقة شمالي سوريا (الشرق الأوسط)
احتجاجات في ساحة الشماس وسط مدينة الرقة شمالي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

احتجاجات شرقي سوريا ضد «مصالحات» دمشق

احتجاجات في ساحة الشماس وسط مدينة الرقة شمالي سوريا (الشرق الأوسط)
احتجاجات في ساحة الشماس وسط مدينة الرقة شمالي سوريا (الشرق الأوسط)

شهدت مدينة الرقة احتجاجات بعد إعلان الحكومة السورية إطلاق عمليات التسوية والمصالحة بريفها الشرقي والجنوبي، في حين كشفت وكالات إيرانية عن إطلاق سراح نجل النائب في البرلمان الإيراني عن طهران إقبال شاكري، عبر صفقة تبادل للسجناء في شمال شرقي سوريا بواسطة «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـلحرس الثوري الإيراني.
ونشرت وكالات إيرانية بياناً مقتضباً، مساء أول من أمس (الأربعاء)، أفادت بأن نجل النائب البرلماني إقبال شاكري اختطف مؤخراً من قبل جماعة مسلحة، في منطقة خاضعة لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وأشارت إلى أن ابن البرلماني شاكري كان يعمل مقاولاً لمشاريع عمرانية، وتدخل «فيلق القدس» عبر وساطة أفضت إلى إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل لإنقاذ نجل شاكري من منطقة تخضع عسكرياً وإدارياً لـ«قسد» التي تربطها صلات عسكرية وثيقة بالولايات المتحدة الأميركية، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول صفقة التبادل، بحسب بيان للوكالات الإيرانية.
من جهة ثانية، خرجت في ساحة الشماس وسط مدينة الرقة شمالي سوريا مظاهرة احتجاجية حملت عنوان: «الرقة لا تصالح مجرماً»، ورفض المشاركون عمليات المصالحة بعد إعلان الحكومة السورية في 12 من الشهر الحالي افتتاح مركز للتسوية والمصالحة في بلدة السبخة بريفها الشرقي، ودعواتها للسكان لتسوية أوضاعهم الأمنية والالتحاق بقواته، وشارك في المظاهرة نشطاء وأبناء من المدينة، حاملين لافتات وشعارات مناهضة لعمليات المصالحة التي أطلقتها مؤخراً حكومة دمشق.
وفي 14 من الشهر الحالي، خرجت احتجاجات مماثلة حاشدة في مدينة الطبقة غربي مدينة الرقة، طالبت بإسقاط النظام الحاكم، وعبّر المشاركون عن رفضهم لـعمليات التسوية، كما خرجت احتجاجات معارضة ببلدة المنصورة، وهذه المناطق خاضعة لسيطرة قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن.
من جانبه، قال إبراهيم القفطان، رئيس «حزب سوريا المستقبل»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن التسويات التي تجريها الحكومة في الرقة ودير الزور، «ليست بوابة للحل إنما عبارة عن تسكين للألم، ويريد النظام أن يثبت للمجتمع الدولي أنه لا يزال مقبولاً لدى كل الأطراف»، وحذر من انفجار جديد في المراحل المقبلة، مشيراً إلى أن هذه العمليات الفردية لن تكون ناجحة في حل الأزمة السورية، «فالأزمة يجب أن تحل من جذورها وليس بتبني بعض المصالحات هنا وهناك مع عدد محدود من الشخصيات أو قبول بعض الأطراف».
وأكد القفطان، الذي يقود حزباً سياسياً مشاركاً في «الإدارة الذاتية» التي تدير مناطق شرقي الفرات ومظلتها السياسية «مجلس سوريا الديمقراطية»، أن الحل يتمثل بالجلوس مع جميع الأطراف التي تستطيع حل الأزمة، بينها الإدارة الذاتية و«مجلس مسد» و«حزب سوريا المستقبل» وأبناء شمال شرقي البلاد، وتساءل قائلاً: «لماذا هذه المصالحات على صعيد ضيق مع بعض الشخصيات ونحن نقول للنظام دائماً إننا جاهزون للحوار، فليأتِ ويجلس إلى طاولة الحوار».
بدوره، قال محافظ الرقة عبد الرزاق الخليفة، في حديث صحافي، إن عمليات التسوية الأمنية لأبناء المحافظة مستمرة، ووصل عدد الذين تمت تسويتهم منذ انطلاقها إلى 1800 شخص، ليضيف: «رغم التعليمات الأميركية المباشرة لمسلحي (قسد) بممارسة ما أمكنهم من التضييق على أبناء القبائل العربية، ومنع وصولهم إلى موقع التسوية في ناحية السبخة المحررة بكل الطرق المتاحة»، ولفت إلى أن قوات «قسد» اعتقلت «50 شخصاً ممن سووا أوضاعهم لدى لجان المصالحة، وأجروا ضغوطات عليهم للخروج بتصريحات تحارب وتهاجم عمليات التسوية».
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إنه ونتيجة الإقبال الكثيف من قبل أبناء القبائل العربية في الجزيرة السورية؛ أعادت السلطات السورية في محافظة دير الزور، أول من أمس (الأربعاء)، افتتاح مركز تسوية في الصالة الرياضية بمركز مدينة دير الزور مجدداً، وشملت هذه المصالحات مدينة الميادين والبوكمال وبلدة الشميطية بريف دير الزور وبلدتي معدان والسبخة بريف الرقة، حيث وصل عدد الذين تمت تسوية أوضاعهم في جميع المناطق المذكورة إلى 26 ألف شخص، قدم غالبيتهم من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات «قسد».
في سياق متصل، نقل الشيخ حامد الفرج، شيخ قبيلة الولدة العربية لـ«الشرق الأوسط»، ضرورة الانتباه وعدم الانجرار وراء عمليات المصالحات التي أعلنتها دمشق، وشدد على أن التسويات تحمل أجندات مشبوهة وتثير الفتنة بهدف زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.