الحكومة اليمنية تشدد على ردع الميليشيات دولياً وإنهاء الانقلاب

TT

الحكومة اليمنية تشدد على ردع الميليشيات دولياً وإنهاء الانقلاب

شددت الحكومة اليمنية في أحدث اجتماع لها في العاصمة المؤقتة عدن، على ضرورة قيام المجتمع الدولي بردع الميليشيات الحوثية، ودعم استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، متهمة طهران بأنها تواصل تزويد الميليشيات بالصواريخ والطائرات المسيّرة لتهديد المناطق المحررة ودول الجوار.
ونقلت المصادر الرسمية، أن مجلس الوزراء اليمني وقف في الاجتماع برئاسة معين عبد الملك «أمام عدد من المستجدات على الصعيدين الداخلي والخارجي، بخاصة مع التصعيد الخطير لأدوات إيران وهجماتها الإرهابية التي استهدفت المصالح الحيوية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتهديد الملاحة الدولية باختطاف سفينة (روابي)، وغيرها من الأعمال المهددة لأمن واستقرار المنطقة والعالم».
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ»، ناقش مجلس الوزراء «باستفاضة هذه الأعمال الإرهابية، والتنسيق القائم مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وكذا المجتمع الدولي للتعامل معها ووضع حد لها وردع مرتكبيها، وذلك بالعمل على استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع إيران الدموي في اليمن».
وأكدت الحكومة اليمنية «أن هذه الهجمات الإرهابية على الأعيان المدنية والمدنيين في الإمارات والسعودية تشير إلى تنامي الخطر الذي باتت تمثله ذراع إيران في اليمن على أمن واستقرار دول الجوار والإقليم والعالم، وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر».
وشدد مجلس الوزراء اليمني على أن هذا التمادي والتصعيد الخطير من قِبل ميليشيا الحوثي الإرهابية يثبت مجدداً سعيها المستمر وبإيعاز من إيران إلى نشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، في تحدٍ سافر لكل القرارات الدولية الملزمة، بما فيها استمرار طهران في انتهاك قرارات حظر تسليح الحوثيين وتزويدهم بالطائرات المسيّرة وتهريب الصواريخ والأسلحة إليهم».
ونوّه الاجتماع الحكومي بالمواقف الدولية المعلنة والواضحة في الوقوف الحازم تجاه التصعيد الحوثي المدعوم إيرانياً للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وما يترتب على ذلك من مسؤولية في إسناد الشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية لاستكمال استعادة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية الملزمة والرافضة للانقلاب الحوثي.
وفي الاجتماع نفسه، أوردت المصادر الرسمية، أن رئيس الحكومة «تطرق إلى التطورات على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي، في ضوء الانتصارات المحققة بتحرير مديريات بيحان والتقدمات المستمرة في مأرب والجوف وغيرها، والتي أعطت الأمل للشعب اليمني في اقتراب الخلاص من الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، وأهمية استمرار وحدة الصف للانتصار في معركة اليمن والعرب المصيرية».
إلى ذلك، ثمّنت الحكومة اليمنية «الدعم والإسناد العسكري المقدم من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمساندة الشعب اليمني في المعركة الوجودية والمصيرية ضد مشروع إيران الدموي والتخريبي الذي يستهدف أمن واستقرار اليمن، ويشكل خطراً على الأمن القومي العربي».
واطلع مجلس الوزراء اليمني على التقرير المقدم من وزير النقل بشأن تجهيز مطار عدن الدولي ومستوى تقديم خدماته السيادية للملاحة الجوية. وأقر بهذا الخصوص تشكيل لجنة وزارية من وزراء النقل والتخطيط والتعاون الدولي والمالية والأشغال العامة والطرق ومحافظ عدن ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، تتولى مراجعة التوصيات التي تضمنها التقرير في الجوانب الإدارية والمالية والفنية المطلوب العمل بها في المطار والمشاريع المقترح تنفيذها فيها، والرفع إلى المجلس بتقرير حول نتائج عملها خلال أسبوعين من تاريخه.
وصادق مجلس الوزراء اليمني على الاستراتيجية الوطنية لرعاية كبار السن 2022 – 2028، بعد مراجعتها من اللجنة الوزارية المكلفة بذلك، وتنفيذاً لقرار القمة العربية باعتماد الاستراتيجية العربية لرعاية كبار السن 2019. وكلف اللجنة الوطنية المشكلة من المجلس بمهام متابعة تنفيذ الاستراتيجية، مع إمكانية إضافة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل جهات أخرى معنية بتنفيذ الاستراتيجية ضمن اللجنة الوطنية إذا اقتضت الضرورة.
كما كلف الاجتماع وزير التخطيط والتعاون الدولي، البحث عن مصادر لتمويل الاستراتيجية، وتكليف وزير الشؤون الاجتماعية والعمل متابعة التنفيذ بالتنسيق مع الجهات الممثلة في اللجنة الوطنية، ورفع تقارير دورية عن مستوى التنفيذ.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».