مصر: بوادر انفراجة في أزمة مطربي المهرجانات و«الموسيقيين»

بعد تفاقم أزمة مطربي المهرجانات ونقابة الموسيقيين في مصر خلال الآونة الأخيرة، ووصولها إلى طريق مسدود، بدأت بوادر الانفراج تلوح في الأفق، عقب إعلان النقابة عن قبول عضوية 3 من مطربي هذا النوع الغنائي الذي يشهد انتشاراً لافتاً في مصر، خلال السنوات الأخيرة.
وبقبول عضوية المطربين الثلاثة، فإنَّه سيُسمح لهم بإحياء الحفلات الغنائية، عبر منحهم تصاريح غناء سنوية، وذلك عقب اجتيازهم اختبارات الصوت، وتقديم كافة الأوراق والمستندات الرسمية، وموافقتهم على تغيير أسمائهم الفنية.
ووصلت ذروة الأزمة بين نقابة المهن الموسيقية من جهة، وبين مطربي المهرجانات من جهة أخرى، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بعدما قررت النقابة منع ما يقرب من 20 مؤدياً من الغناء وإحياء الحفلات لخروجهم عن عادات وتقاليد النقابة، والتلفظ بألفاظ خادشة للحياء في أعمالهم الغنائية، وهو ما تسبب في حدوث جدل واسع في مصر، ودخول نقيب المهن الموسيقية، الفنان هاني شاكر، في سجال مع عدد من الشخصيات الشهيرة، أبرزهم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي اتهم شاكر بـ«الغيرة من نجاح مؤدي المهرجانات».
الموسيقار حمادة أبو اليزيد، وكيل أول نقابة المهن الموسيقية، تحدث عن هذه الانفراجة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نقابة الموسيقيين لم تكن في يوم مكاناً لمنع أو إيقاف أصحاب المواهب الفنية، ولكنها مؤسسة حكومية لها شروط وقوانين للعمل، ولذلك كل من يمتلك الموهبة الغنائية وصاحب صوت جيد تُقبل عضويته، سواء كان عاملاً أو منتسباً».
وأشار أبو اليزيد إلى أن «قبول عضوية كل من (موزة)، و(عنبة)، و(حمو الطيخا)، يعود إلى جودة صوتهم، ونجاحهم في اجتياز اختبارات الصوت والقراءة والكتابة، وتقديمهم كافة الأوراق المطلوبة، لذلك سمحنا لهم بالغناء، ومنحناهم تصاريح سنوية بشرط أن يتقدموا بأسمائهم الحقيقية، ووافقوا جميعاً على ذلك»؛ مؤكداً أن «النقابة لن تسمح بأن يكون بها أسماء مثل (موزة وعنبة والطيخا)»؛ لافتاً إلى أن «اسم (موزة) أصبح أحمد سلطان، و(عنبة) مصطفى عناب، و(حمو الطيخا) أصبح حمو رجب»؛ موضحاً أن «النقابة ستسمح لمطربي المهرجانات بالانضمام لكشوف النقابة، ما داموا قادرين على اجتياز اختبارات الصوت، بعد تقديم موافقة كتابية على استخدام أسمائهم الحقيقية».
وعن موقف المطرب حسن شاكوش من العودة مجدداً للنقابة، قال: «موقف شاكوش مختلف عن مؤدي المهرجانات؛ لأنه كان بالفعل عضواً منتسباً بالنقابة، وإيقافه وسحب تصريحه جاء بسبب إساءته لأكبر شعبة فنية بالنقابة».
ونفى أبو اليزيد وجود أي مشكلات مع مؤدي المهرجانات حمو بيكا، قائلاً: «بيكا ليس ممنوعاً من الغناء، ولكنه سقط في اختبارات الغناء التي تقدم لها مرتين. لو أراد التقدم من جديد فعليه أن يتقدم بعد مرور عام من آخر اختبار خضع له».
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن «وجود بوادر انفراجة في أزمة شاكوش، بعد تدخل المطربين: عبد الباسط حمودة، وعمر كمال، إذ يُحضَّر حالياً لعقد جلسة صلح بين شاكوش وسعيد الأرتيست رئيس شعبة عازفي الإيقاع، بنقابة الموسيقيين، من أجل تقديم الأول اعتذاراً علنياً لكافة أعضاء الشعبة».
ويرى الناقد الموسيقي طه حافظ، أن هذه الانفراجة تعد أمراً طبيعياً، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «من المفترض ضم أصحاب المواهب والأصوات الجيدة للنقابة، والاستفادة من موهبتهم، فالفن لا يعرف مصطلح المنع؛ لأنه قائم على الحريات».
ويؤكد حافظ أنه «ضد فكرة إجبار الأعضاء على تغيير أسمائهم لكي يُسمح لهم بالغناء، فهذه الأسماء اشتهروا بها، وستظل ملصقة بهم حتى آخر يوم في عمرهم. فالجميع ينادي عمرو دياب بـ(الهضبة)، فلماذا نسمح لدياب باستخدام (الهضبة)، ونرفض لفظ (عنبة) مع أن (عنبة) ليست كلمة خادشة للحياء أو معيبة؟» على حد تعبيره؛ مشيراً إلى «أهمية مواكبة مجلس نقابة الموسيقيين لتطور الحياة، والتعامل بمنطقية مع الأحداث الراهنة، فنحن في الماضي لم نعاقب أي شخص على اسمه الحقيقي، أو اسم شهرته، بدليل نجومية كل من فريد الأطرش، وأحمد عدوية، وأحمد بتشان».