مطالبات يمنية بإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

TT

مطالبات يمنية بإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

أجمع سياسيون على أن رفع الميليشيا الحوثية من قائمة الارهاب جعل سلوكها العدواني يتطور، وزادت نسبة الضربات أكثر مما كانت عليه في السابق حتى أصبحت تستهدف المدنيين في داخل اليمن والسعودية كما حدث في مطار أبها وجازان ومؤخراً في أبو ظبي، مطالبين بتصنيفهم جماعة إرهابية، وعودة السلام لليمن ولليمنيين.
وقال نبيل ماجد وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الانسان اليمني، إن إيقاف تصنيف جماعة الحوثي، الذي كان في أواخر ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب كجماعة إرهابية وهو تصنيف حقيقي مبني على معطيات عديدة، على رأسها أن الجهتين الأساسيتين التي جاءت منهما الميليشيات الحوثية وهي الحرس الثوري في إيران وجماعة حزب الله في لبنان مصنفتان جماعتين إرهابيتين، فكيف لجماعة الحوثي أن تكون مختلفة وهي منبثقة منهما؟
وأضاف ماجد أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيا الحوثية ومنها استهداف المطارات المدنية أعمال إرهابية بامتياز ومن يقوم به يُصنف إرهابيا، مشيراً إلى استهدافاتها لمطارات جنوب السعودية واستهدافها للحكومة اليمنية برُمتها في مطار عدن بالإضافة لمطار أبوظبي، إلى جانب استهداف مخيمات النازحين بالصواريخ الباليسيتة والمنازل والأعيان المدنية وزراعتها للألغام التي تجاوز عددها المليوني لغم دون تقديم أي خرائط لها، مؤكداً أن جميع هذه الأعمال كافية لجعلها جماعة إرهابية بامتياز والتعامل معها وفق هذا التصنيف، إلا أن التراجع عنه في ولاية الرئيس بايدن واللغة الناعمة التي حُدثوا بها أغرت هذه الجماعة وجعلها ترفع مستوى ضرباتها للمدنيين داخل اليمن والسعودية إلى أكثر من 400 في المائة.
واتفق الباحث السياسي اليمني نجيب غلاب مع ما قاله نبيل ماجد، وطالب بضرورة إعادة تصنيف جماعة الحوثي «منظمة إرهابية» ووصف رفع الحوثية من قائمة الإرهاب بـ«الخطيئة» التي اقترفتها إدارة بايدن ضد تصنيف مستحق تم بناؤه على متابعة ومعلومات من قبل المؤسسات الأميركية المختصة، ولم يكن توقيع إدارة ترمب إلا نتيجة تبني إدارة بايدن لإيقاف الحرب ومحاولة احتواء إيران، وصراعها مع إدارة ترمب قاد إلى خلل كبير أسهم في إشعال الحرب ومنح الحوثية ضوءا أخضر لاستمرار الحرب وتحول اليمن إلى أداة إيرانية في ملفها النووي بعكس ما اعتقدته إدارة بايدن وأيدها الاتحاد الأوروبي وآخرون.
وبين غلاب أن رفع الحظر لم يقد إلى عقلنة الحوثية ولا إلى احتواء إيران، وإنما قاد إلى تنامي استراتيجية الحوثية باعتبار الحرب خيارا وحيدا، وإلى توظيف الملف اليمني لصالح إيران، والأخطر أنه أعطى الحوثية مجالا للقمار والإحساس بالقوة والقناعة أنها قادرة على فرض هيمنتها بالقوة، وأن أميركا عاجزة عن معاقبتها، بل وصلوا مع الإيرانيين إلى قناعة أن استمرار الحرب خيار الإدارة الديمقراطية وأنها تدعم الخيارات التي يتبنونها.
وعن وجود السفير الإيراني لدى اليمن حسن إيرلو وتغيير المعادلة لدى الحوثيين بعد مرضه وخروجه من اليمن ثم موته، قال غلاب إن إيرلو لم يكن سفيراً وإنما المندوب السامي والوكيل المكلف لولي الفقيه، وسفير عسكري للحرس الثوري وكانت الحوثية بجميع أجنحتها أو حلفائها الآخرين المرتبطين بالتمويل الإيراني مرتبطين به وراضخين لخلاصة المخططات التي كان يرسمها وهي في النهاية استراتيجية إيران في اليمن والتي تقوم على ثلاثة أبعاد:1- اليمن مجال فوضوي لتصدير الفوضى والتخريب والإرهاب لخدمة ولي الفقيه، 2- استنزاف المجال العربي وإكمال القوس البحري الممتد من الخليج إلى بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر والضغط على المجتمع الدولي من خلال هذا السياق الجيوستراتيجي وبما يضعف العرب، 3- تهيئة اليمن للخرافات الغيبية التي تتحكم بذهنية الملالي.
وذهب غلاب إلى أنه أياً كانت الطريقة التي انتهى بها إيرلو بكورونا أو بالطيران أو تصفية داخل سياقات الصراع في بنية الحوثية فإن هذا الأمر قاد إلى ارتباك لدى الحوثية وإيران، إلا أن سياساته التي وضعها ما زالت متحكمة عبر شبكاته التي كونها في اليمن، مشيراً إلى أن هناك صراعا داخل الحوثية كتنظيم وبين حلفائها ولا يمكن ضبط هذا التمويل بين شبكات ايران إلا بوجود وكيل ولي الفقيه وهذا الأمر يجعل إيران في حالة قلق مما يجعل وجود مندوب سام لولي الفقيه ضرورة إيرانية حتى لا يصبح دعمها وإسنادها مدخلا لصراعات في بنية وكيلها اليمني.
وبالعودة إلى وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان لقطاع الشراكة والتعاون الدولي نبيل ماجد، قال «من خلال تقاريرنا الكثيرة التي قدمناها في الأمم المتحدة حاولنا أن نوضح الصورة التي تحدث في صنعاء، وهي إلباس صنعاء لباساً إيرانياً غريباً عنها»، مشيراً إلى أن السفير الإيراني حسن إيرلو كان يتحرك في صنعاء بكل حرية على أساس أنه الحاكم الفعلي والرسمي وكانت تحركاته تطغى على القيادات الحوثية في دلالة واضحة على أنهم تلاميذ في مدرسته ينتظرون تعلمياته بشكل أو بآخر.
وأضاف «إذا كان العالم يتحدث عن إرهابية إيران فعليهم أن يتحدثوا عن إرهابية هذه الجماعة المنبثقة منهم، والتي أرادت لهم إيران أن يكونوا مصدر قلق على السلم والأمن القومي والإقليمي وتهديداً حقيقياً على الملاحة في البحر الأحمر من خلال ما تزرعه من ألغام وقرصنة للسفن، بالإضافة إلى القنبلة الموقوتة الناقلة صافر، سيظل اليمنيون شعباً وحكومة يضعون الأساس في التعامل مع هذه الجماعة على أنها إرهابية لكسرهم عسكرياً وخضوعهم لطاولة المفاوضات والجُنوح للسلام الدائم والشامل أو الوصول بهم إلى التصنيف الدولي من أجل الوصول للأمن والسلم».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.