فيما كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مجتمعة في موسكو أمس مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، كان المستشار الألماني أولاف شولتز يجتمع بأمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ الذي حذر موسكو من أنها «ستدفع ضريبة مرتفعة جداً» لو قررت الاعتداء على أوكرانيا مرة جديدة. وأشار ستولتنبرغ إلى أن هذه الضريبة ستكون على شكل «عقوبات اقتصادية ومالية وسياسية». ووصف أمين عام الناتو الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية بأنه «خطير» وبأن إمكانية اندلاع نزاع هناك كبيرة.
وقال رداً على اتهامات روسيا بأن الحلف يرسل تهديدات عسكرية، إن الناتو هو حلف «دفاعي ولا يهدد روسيا أو أي دولة أخرى»، ولكنه شدد على أنه سيستمر «ببناء دفاعاته العسكرية» وأنه «لن يساوم على المبادئ الأساسية مثل حق كل دولة عضو في الناتو أن تقرر مصيرها، وواجب الناتو بحمايتها». وأوكرانيا ليست عضواً في الناتو ولكنها وقعت اتفاقية مع الحلف يسمح لها بالحصول على دعم عسكري وأمني منه بعد اجتياح روسيا لها في عام 2014 وضم القرم لأراضيها.
ودعا ستولتنبرغ روسيا إلى المشاركة في جولة اجتماعات جديدة تعقد داخل المجلس في بروكسل، بعد جلسة عقدت الأسبوع الماضي بهدف تخفيف التصعيد على الحدود مع أوكرانيا. وقال أمين عام الناتو عن ذلك: «المهمة الأساسية الآن هي السعي لتحقيق نتائج إيجابية على الصعيد السياسي، نحن مستعدون للقاء روسيا مجدداً وقد دعوت روسيا والحلفاء للاجتماع في مجلس الحلف للاستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة التوصل لحل للأمام لتفادي تصعيد عسكري».
وشدد شولتز من جهته على ضرورة بذل كل الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد، وقال: «يجب التأكد الآن من منع أي اعتداء عسكري لأن الحشد العسكري الروسي يبعث شعوراً بالتهديد». وأضاف شولتز محذراً من أن «أي اعتداء بهذا الشكل سيكون له ثمن سياسي باهظ». ورغم تأييد حكومة شولتز لمشروع غاز نورد ستريم 2 الذي يوصل الغاز الطبيعي مباشرة من روسيا إلى ألمانيا، فقد لوح بإمكانية وقف المشروع كلياً في حال صعدت روسيا عسكرياً. وقال: «من الواضح أنه في حال حدوث تدخل عسكري ضد أوكرانيا سيكون هناك ثمن مرتفع لدفعه وكل شيء سيكون محل نقاش».
وانتقد أمين عام الناتو ما سماه «تلاعب روسيا بسوق الغاز الأوروبية»، وقال إن تقارير تفيد بأن روسيا قلصت من توريد الغاز الطبيعي إلى أوروبا، رغم قدرتها على زيادة التوريد «لو أرادت»، مضيفاً أن هذا يدل على «التلاعب بسوق الغاز في أوروبا ويؤكد ضرورة تنويع مصادر الطاقة». ولطالما عارض حلف الناتو المشروع الذي وافقت عليه حكومة أنجيلا ميركل السابقة، وبقيت متمسكة به رغم العقوبات الأميركية والانتقادات الأوروبية التي تخشى من زيادة التأثير الروسي على برلين. وحتى الآن، تتمسك حكومة شولتز بالمشروع رغم المعارضة الشديدة لحزب الخضر الممسك بوزارة الخارجية، للمشروع.
وسيلتقي غداً الخميس شولتز و بيربوك التي تعود من جولة إلى أوكرانيا وروسيا، بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يصل إلى برلين في جولة ستقوده أيضاً إلى أوكرانيا لمناقشة التصعيد الروسي وكيفية مواجهته. وقال مسؤول أميركي كبير إن بلينكن سيلتقي بنظيره الروسي لافروف في جنيف يوم الجمعة سعياً لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الحالية.
«الناتو»: ضريبة مرتفعة جداً ستدفعها روسيا إذا اعتدت على أوكرانيا
«الناتو»: ضريبة مرتفعة جداً ستدفعها روسيا إذا اعتدت على أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة