«مقاتلو نينوى»... ميليشيا عراقية جديدة في سوريا

الجسر الذي يربط مناطق نفوذ إيران بين غرب الفرات وشرقه (دير الزور 24)
الجسر الذي يربط مناطق نفوذ إيران بين غرب الفرات وشرقه (دير الزور 24)
TT

«مقاتلو نينوى»... ميليشيا عراقية جديدة في سوريا

الجسر الذي يربط مناطق نفوذ إيران بين غرب الفرات وشرقه (دير الزور 24)
الجسر الذي يربط مناطق نفوذ إيران بين غرب الفرات وشرقه (دير الزور 24)

استولت ميليشيا عراقية جديدة تطلق على نفسها «مقاتلي نينوى»، على مبنى في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد طرد العوائل من منازلهم.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عناصر ميليشيا عراقية موالية لإيران، جديدة، تطلق على نفسها «مقاتلي نينوى»، عمدوا إلى الاستيلاء على بناء سكني قرب السجن القديم في مدينة البوكمال بريف دير الزور، وطردوا أربعة عوائل من منازلهم بهدف تحويل تلك المنازل إلى مقرات عسكرية. ووفقاً للمرصد، فإن مقاتلي ميليشيا «نينوي»، عمدوا إلى سرقة أثاث المنازل التي استولوا عليها.
يأتي ذلك في ظل استمرار إيران وميليشياتها بالتغلغل ضمن الجغرافيا السورية، وقد قامت الميليشيات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني المنتشرة على كامل التراب السوري، ضمن مناطق نفوذ النظام، برفع رواتب مقاتليها منذ مطلع العام الجديد، إذ رفعت رواتب المنتسبين المحليين إلى 108 آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل 30 دولاراً أميركياً، بعد أن كان 78 ألف ليرة، أما الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، فقد ارتفعت رواتب مقاتليها إلى 135 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 38 دولاراً أميركياً، بعد أن كانت 100 ألف ليرة سورية.
وافتتح قادة عسكريون من الجنسية الإيرانية بحضور قيادات من جيش النظام وقائد الدفاع الوطني بمحافظة دير الزور، جسراً يربط مناطق سيطرة إيران وميليشياتها غرب الفرات، بالقرى السبع التي تحتلها إيران شرق الفرات، بريف دير الزور، حيث يصل الجسر بين منطقتي الحسينية شرق الفرات، والحويقة غرب الفرات.



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.