الاتحاد الأوروبي يواجه خطر «وباء مزدوج»

«فايزر» ترجّح بقاء «كورونا} لـ {سنوات طويلة»

وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ يعطي شاباً لقاح «فايزر» بأحد مراكز التطعيم (أ.ف.ب)
وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ يعطي شاباً لقاح «فايزر» بأحد مراكز التطعيم (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يواجه خطر «وباء مزدوج»

وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ يعطي شاباً لقاح «فايزر» بأحد مراكز التطعيم (أ.ف.ب)
وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ يعطي شاباً لقاح «فايزر» بأحد مراكز التطعيم (أ.ف.ب)

عادت الإنفلونزا إلى أوروبا بمعدل أسرع مما كان متوقعاً هذا الشتاء بعد اختفائها تقريباً السنة الماضية؛ الأمر الذي أثار مخاوف بشأن «وباء مزدوج» طويل الأمد مع فيروس «كورونا»، وسط بعض الشكوك بشأن فاعلية لقاحات الإنفلونزا. وقضت إجراءات الإغلاق ووضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، التي أصبحت القاعدة في أوروبا أثناء تفشي «كوفيد19»، مؤقتاً خلال الشتاء الماضي على فيروس الإنفلونزا الذي يقتل نحو 650 ألف شخص على مستوى العالم سنوياً، وفقاً لبيانات الاتحاد الأوروبي.
لكن الوضع تغير الآن، فقد بدأ بعض الدول اعتماد تدابير أقل صرامة لمكافحة فيروس «كورونا» بفضل انتشار اللقاحات. وأظهرت بيانات «المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها» ومنظمة الصحة العالمية أنه منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ارتفع عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا في وحدات العناية المركزة بشكل تدريجي، ليصل إلى 43 حالة في الأسبوع الأخير من السنة.
ويعدّ عدد الإصابات هذا أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء؛ إذ تجاوز عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا في وحدات العناية المركزة 400 حالة إصابة في الفترة نفسها من عام 2018؛ على سبيل المثال. ولكن البيانات تظهر زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة مقارنة بالعام الماضي؛ إذ كانت هناك حالة إصابة واحدة بالإنفلونزا في وحدة العناية المركزة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) بأكمله.
في غضون ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «فايزر»، ألبرت بورلا، لقناة «بي إف إم» التلفزيونية الفرنسية، أمس الاثنين، إن فيروس «كورونا» سيستمر في الانتشار لسنوات طويلة مقبلة؛ «لكن الموجة الحالية منه يجب أن تكون الأخيرة التي تتطلب فرض قيود». وأضاف في تصريحاته للقناة أن لقاح «(كوفيد19) آمن وفعال» للأطفال.
وأظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في أنحاء العالم تجاوز 328 مليون إصابة حتى أمس الاثنين، بينما يقترب عدد جرعات اللقاحات التي أُعطيت من نحو 63.‏9 مليار جرعة. وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع «جامعة جونز هوبكنز» الأميركية، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 328 مليوناً و58 ألف حالة. وارتفع إجمالي الوفيات إلى 5 ملايين و539 ألف وفاة.
وأوضحت البيانات المجمعة أن إجمالي عدد اللقاحات المضادة لـ«كورونا» التي أُعطيت في أنحاء العالم تجاوز 9 مليارات و629 مليون جرعة.
يذكر أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن «كورونا» حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.
من جهة أخرى، توصل باحثون إلى اكتشاف جين يقلل من حدة الإصابة بفيروس «كورونا» بنسبة 20 في المائة. وقال العلماء إن اكتشافهم سوف يساعد في تصنيع أدوية فعالة ضد الفيروس. كما أن هذا الاكتشاف يوضح سبب تباين أعراض الإصابة بالفيروس، حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة، في حين يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن الباحثين القول إن الجين يدفع بالجسم إلى أن يفرز بروتيناً، يعدّ فعالاً في تكسير فيروس «كورونا»، المسبب لوباء «كوفيد19». وأشار الباحثون في «معهد كارولينسكا» إلى أنه عُثر على الجين لدى واحد من بين كل 3 أشخاص من البيض ذوي الأصول الأوروبية. وخلصت الدراسة؛ التي نُشرت في دورية «نيتشر جيناتكس»، إلى أن الجين موجود لدى 8 من بين كل 10 من الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية. ويحدد الجين طول بروتين «أو إيه إس وان»، وعندما يكون أطول، يمكنه بصورة أفضل تكسير فيروس «كورونا». وقال الباحث برينت ريتشاردز، من جامعة «مكجيل»، المشارك في وضع الدراسة: «بداية فهمنا عوامل الخطورة الوراثية تفصيلياً أمر رئيسي لتطوير أدوية جديدة لفيروس (كورونا)».


مقالات ذات صلة

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

العالم تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

شكّلت جائحة «كوفيد 19» صدمة عالمية، وذكّرت بأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وبأن أي بلد، مهما بلغت قوته، لا يستطيع بمفرده مواجهة أزمة صحية عالمية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
علوم «لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

«لقاحات الحمض النووي»: تطويرات باهرة أم أسلحة دمار شامل؟

لا تؤثر على الحمض النووي للإنسان ولا تندمج مع الجينوم

آسيا رجل يمر أمام مجسمَيْن لفيروس «كورونا» (رويترز)

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

أعادت الصين تكرار مزاعمها بأن «كوفيد - 19» ربما نشأ في الولايات المتحدة، وذلك في تقرير أصدرته أمس الأربعاء حول استجابتها للجائحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)
تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

«منظمة الصحة» تتبنى اتفاقاً تاريخياً لمكافحة الجوائح العالمية

تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)
تايلانديون يضعون كمامات واقية في منطقة عامة ببانكوك الثلاثاء (إ.ب.أ)

تبنت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اتفاقاً تاريخياً، اليوم (الثلاثاء)، بشأن كيفية الاستعداد لأي جوائح مستقبلية، في أعقاب تفشي «كوفيد 19» الذي حصد أرواح الملايين بين عامي 2020 و2022، لكن غياب الولايات المتحدة ألقى بظلال الشكّ على جدوى المعاهدة.

وبعد 3 أعوام من المفاوضات، تبنت جمعية الصحة العالمية في جنيف الاتفاق الملزم قانونياً. ورحّبت الدول الأعضاء بالمنظمة بتبني هذا الاتفاق.

ووُصف الاتفاق بأنه انتصار للدول الأعضاء في المنظمة، في وقت تعرضت فيه منظمات متعددة الأطراف، مثل منظمة الصحة العالمية، لضربة شديدة بسبب التخفيضات الحادة في التمويل الأميركي للجهات الأجنبية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمة عبر تقنية الفيديو للحثّ على تبني اتفاق مكافحة الجوائح العالمية في جنيف الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «يمثل الاتفاق انتصاراً للصحة العامة والعلم والعمل المتعدد الأطراف. وسيضمن لنا، بشكل جماعي، أن نتمكن من حماية العالم بشكل أفضل من تهديدات الجوائح المستقبلية».

ويهدف الاتفاق إلى ضمان توفر الأدوية والعلاجات واللقاحات عالمياً عند ظهور جائحة جديدة. ويتطلب مشاركة الشركات المصنعة لتخصيص 20 بالمائة من لقاحاتها وأدويتها واختباراتها لمنظمة الصحة العالمية أثناء الجائحة لضمان حصول البلدان الأكثر فقراً على تلك الأشياء.

وشكّلت جائحة «كوفيد 19» صدمة عالمية، و«ذكّرتنا بمرارة وقسوة أن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وأن أي بلد، مهما بلغت قوته، لا يستطيع بمفرده مواجهة أزمة صحية عالمية»، بحسب ما قالت السفيرة الفرنسية للصحة، آن - كلير أمبرو، التي شاركت في إدارة المفاوضات الخاصة بالاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها.

لكن المفاوضين الأميركيين انسحبوا من المناقشات حول الاتفاق، بعد أن أطلق الرئيس دونالد ترمب عملية تستمر 12 شهراً لانسحاب الولايات المتحدة من المنظمة عندما تولى منصبه في يناير (كانون الثاني). وواشنطن هي أكبر الداعمين للمنظمة مالياً.

وبناء على ذلك، لن تكون الولايات المتحدة، التي أنفقت مليارات الدولارات على تطوير لقاح خلال جائحة «كوفيد»، ملزمة بالاتفاق. ولن تواجه الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عقوبات في حال عدم تطبيقها.

وانتقد وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، روبرت إف كينيدي الابن، منظمة الصحة العالمية بشدة في خطاب مصور أمام الجمعية العامة، وقال إنها لم تستفد من دروس الجائحة باتفاقها الجديد.

وأضاف كينيدي: «فاقمت المنظمة ضعفها باتفاق الجائحة الذي سيعقد جميع جوانب الخلل في استجابة منظمة الصحة العالمية للجائحة... ولن نشارك في ذلك».

وجرى التوصل إلى الاتفاق، بعد أن دعت سلوفاكيا إلى التصويت، أمس (الاثنين).

وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي الابن يلقي كلمة عبر تقنية الفيديو منتقداً منظمة الصحة العالمية بشدة الثلاثاء (أ.ب)

وصوّتت 124 دولة لصالح القرار، ولم تصوّت أي دولة ضده، فيما امتنعت 11 دولة عن التصويت، من بينها بولندا وإسرائيل وإيطاليا وروسيا وسلوفاكيا وإيران.

ورحّب بعض خبراء الصحة بالمعاهدة باعتبارها خطوة نحو مزيد من العدالة في الصحة العالمية، بعد أن عانت الدول الأكثر فقراً من نقص اللقاحات وأدوات التشخيص أثناء جائحة «كوفيد 19».

وقال آخرون إن الاتفاق لم يلب الطموحات الأولية، وإنه من دون أطر تنفيذية قوية، ربما يفشل في تحقيق أهدافه حال حدوث جائحة مستقبلية.