علماء ينبهون إلى خطورة حقن جزيئات الكبريت في الغلاف الجوي

مشروعات التحكم بالإشعاعات الشمسية لا تصلح لتبريد سطح الأرض (إ.ب.أ)
مشروعات التحكم بالإشعاعات الشمسية لا تصلح لتبريد سطح الأرض (إ.ب.أ)
TT

علماء ينبهون إلى خطورة حقن جزيئات الكبريت في الغلاف الجوي

مشروعات التحكم بالإشعاعات الشمسية لا تصلح لتبريد سطح الأرض (إ.ب.أ)
مشروعات التحكم بالإشعاعات الشمسية لا تصلح لتبريد سطح الأرض (إ.ب.أ)

أكد 60 خبيراً وعالماً، في رسالة منشورة اليوم (الاثنين)، أن مشروعات التحكم بالإشعاعات الشمسية الرامية إلى تبريد سطح الأرض، والحد من احترار المناخ قد تكون خطرة، داعين الحكومات إلى منعها.
وتشدد الرسالة المفتوحة المرفقة بنص في مجلة «وايرز كلايمت تشاينج» على أن حقن مليارات من جزيئات الكبريت في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، وهو أحد مشروعات تعديل الأشعة الشمسية الأكثر إثارة للجدل، يمكن أن يعيد جزءاً من أشعة الشمس؛ لكن الآثار الجانبية قد تتخطى الفوائد.
وكتب الموقعون أن «اعتماد تقنيات التحكم بالإشعاعات الشمسية لا يمكن إدارته عالمياً بطريقة صحيحة وشاملة وفعالة. ندعو إذن الحكومات والأمم المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى إلى اتخاذ إجراءات سياسية سريعة، لمنع اعتماد التحكم في الإشعاعات الشمسية خياراً لمحاربة احترار المناخ».
وارتفعت معدلات الحرارة على الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، ما أدى إلى تضاعف موجات الحر، والفيضانات والعواصف. والتزم العالم الحد من هذا الاحترار إلى أقل من درجتين مئويتين، أو 1.5 درجة مئوية إن أمكن؛ لكن خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يقدرون أن الوصول إلى عتبة 1.5 درجة مئوية يمكن أن يحصل بحدود عام 2030.
وفي مواجهة الفشل في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسؤول عن الاحترار، يدعم بعض السياسيين اعتماد أسلوب التحكم بالإشعاعات الشمسية لكسب الوقت. ويعرف العلماء منذ مدة طويلة أن حقن كميات كبيرة من الجسيمات العاكسة في الطبقة العليا من الغلاف الجوي يمكن أن يبرد الكوكب. وأدى الحطام الناتج عن ثوران بركان بيناتوبو في الفلبين عام 1991 إلى خفض متوسط درجة حرارة سطح الأرض لمدة عام.
لكن الرسالة المفتوحة تسلط الضوء خصوصاً على المخاطر. ويمكن أن يؤدي التعديل المتعمد للإشعاعات الشمسية على سبيل المثال إلى تعطيل نظام الرياح الموسمية في جنوب آسيا وغرب أفريقيا، وبالتالي يمكن أن يدمر المحاصيل التي يعتمد عليها مئات الملايين من الأشخاص، وفق دراسات منشورة سابقاً.
وتعتبر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن التحكم في الإشعاعات إذا انتهى «لأي سبب من الأسباب، فمن المحتمل جداً أن ترتفع درجة حرارة السطح بشكل سريع». وبالإضافة إلى ذلك، لن تمنع هذه التقنية استمرار تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وعبَّر الموقعون (من بينهم البروفسور آرتي غوبتا من جامعة «فاخنينغن» الهولندية، وديرك ميسنر رئيس وكالة البيئة الألمانية) عن القلق من خطر إحداث أمل كاذب حول إيجاد حل للاحترار المناخي، والذي يمكن أن «يردع الحكومات والشركات والمجتمعات عن بذل كل ما في وسعها لتحقيق الحياد الكربوني في أسرع وقت ممكن».
ويشير الخبراء في النهاية إلى غياب الحوكمة للإشراف على هذه المشروعات. وتدعو الرسالة المفتوحة إلى «اتفاقية دولية لعدم الاستخدام»، من شأنها أن تمنع التمويل والاختبار ومنح براءات الاختراع لهذه التقنيات، من دون إيقاف الأبحاث العلمية.


مقالات ذات صلة

العثور على آثار أقدام ديناصورات بجبال الألب في إيطاليا

بيئة أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)

العثور على آثار أقدام ديناصورات بجبال الألب في إيطاليا

اكتشف علماء حفريات إيطاليون الآلاف من آثار أقدام الديناصورات على صخرة شبه عمودية على ارتفاع أكثر من ألفي متر فوق مستوى سطح البحر في متنزه ستلفيو الوطني.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الاقتصاد وزيرة التنمية المحلية القائمة بأعمال وزير البيئة المصرية خلال اجتماعها مع أحد المستثمرين (رئاسة مجلس الوزراء)

مصر تبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية

عقدت وزيرة التنمية المحلية القائمة بأعمال وزير البيئة المصرية اجتماعاً مع أحد المستثمرين لبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم يؤكد الباحثون أن الصدوع التي تقع على أعماق سحيقة في باطن الأرض يمكن أن تلتحم من جديد بعد انكسارها نتيجة الهزات الأرضية (بيكسباي)

الأرض «تضمد جروحها» بعد الزلازل القوية

توصل فريق من علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة إلى أن الصدوع الزلزالية العميقة في باطن الأرض يمكن أن تلتئم في غضون ساعات بعد حدوث الهزات الأرضية القوية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
صحتك الأشخاص الذين مارسوا ما لا يقل عن ساعتين ونصف من التمارين الرياضية أسبوعياً انخفض لديهم خطر الوفاة (رويترز)

المشكلة الشائعة التي تُقلّل من فوائد التمارين الرياضية

معروف أن ممارسة الرياضة بانتظام تُحسّن الصحة النفسية، وتُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتُحسّن محيط الخصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أحياء غارقة بكاملها في مدينة نها ترانغ الساحلية بفيتنام جراء الفيضانات (أ.ف.ب)

ارتفاع حصيلة الوفيات من الفيضانات والانهيارات الأرضية في فيتنام إلى 43

أعلنت السلطات الفيتنامية، الجمعة، أن الأمطار الموسمية والانهيارات الأرضية الناجمة عنها أسفرت عن وفاة 43 شخصاً في فيتنام منذ مطلع الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هانوي)

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

TT

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي)
2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي)

عندما سألت شركة «ستاتيستا» العالمية للإحصاءات عيّنةً من الألمان والأميركيين عن قراراتهم للسنة الجديدة، أجمعَ المستطلَعون على أجوبةٍ تقليدية تتكرّر مع حلول كل عامٍ جديد. في صدارة الوعود التي قطعوها على أنفسهم: توفير مزيد من المال، والالتزام أكثر بممارسة الرياضة، وتناول أطعمة صحية، وخسارة الوزن.

لكن ما هي أذكى الصيحات الصحية التي ستتصدّر الاهتمامات في 2026، وفق أحدث الدراسات العلمية، والطبية؟

اذهب عميقاً في دمِك

ما عاد تحليل الدم السنوي الروتيني كافياً للاطّلاع على الصورة كاملةً. ينصح الأطباء بالذهاب أبعد من مجرّد فحص مستوى الكولسترول، والسكّري، والفيتامين د؛ تشمل تلك الفحوص المتقدّمة معاينة مقاومة الإنسولين، والالتهابات، ومؤشرات الأيض، وحتى استكشاف المخاطر الجينية. وقد تساعد تلك التحاليل المعمّقة في إجراء التغييرات الملائمة على النظام الغذائي، ونمط الحياة بطريقة تقي من الأمراض المزمنة.

فحوص الدم المعمّقة والمتطورة ستزداد رواجاً (رويترز)

أوزمبيك وأخواتها... وبنات عمّها

عقارات «أوزمبيك»، و«ويغوفي»، و«مونجارو» وغيرها ممّا يهجس به كل من يرغبون في إنقاص وزنهم، ستجد مَن ينافسها في القطاع الصحي. إلا أنّ المنافسة لن تتجاوز حدود عائلة الـ«ببتيد» والتي تنتمي إليها أوزمبيك وأخواتها. أصناف متعددة من الببتيد تدخل سوق الدواء بقوة في 2026، في طليعتها تلك الخاصة بتحفيز إفراز هرمون النمو، ومنظّمات الأيض.

في العام الجديد، سيزداد الحديث عن الببتيد التي تدعم نمو العضل، وتقاوم الشيخوخة، وتعزّز المناعة. ووفق توقعات كبرى شركات تصنيع الدواء، فإنّ قيمة سوق الببتيد العالمي سترتفع إلى 260 مليار دولار بحلول 2030، بعد أن قُدّرت بـ224 مليار في 2024.

عضلاتٌ للصحة لا للاستعراض

الصحة السليمة في العضل السليم. هذا آخر ما توصّلت إليه الدراسات الطبية التي أثبتت أن الضمور العضلي ليس سببه التقدّم في السن فحسب، لكنه قد يصيب أي شخص حتى وإن كان في الـ30 من العمر.

يؤثّر انخفاض كتلة العضلات في الجسم سلباً على مقاومة الإنسولين، ويقلّل من المرونة الأيضيّة (التمثيل الغذائي)، ويؤثّر سلباً على الصحة عموماً على المدى الطويل، كارتفاع ضغط الدم، ومعدّلات السكّري. بالتالي فإنّ الحفاظ على كتلة عضليّة وازنة، وخالية من الدهون من خلال الرياضة، وتناول البروتين، ما عاد لأهداف جماليّة استعراضيّة فحسب، بل صحية أولاً.

الحفاظ على العضل لأهداف صحية وليست جماليّة (أ.ف.ب)

اعرف عدوّك: الأطعمة المصنّعة

وفق دراسة صادرة حديثاً عن مجموعة «سبرينغر نايتشر» العلمية، فإنّ الأطعمة المصنّعة تضاعف مخاطر الوفاة بنسبة 15 في المائة. أما «المكتبة الوطنية الأميركية للطب» فقد أشارت إلى أن حميةً مرتكزة إلى الأطعمة المصنّعة تزيد من التدهور الذهني بنسبة 28 في المائة.

يكمن الحلّ في العودة إلى الأطعمة الأقرب إلى شكلها الطبيعي، مثل الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، واللحوم، والأسماك غير المصنّعة. في الموازاة، يجب الابتعاد قدر المستطاع عن كل ما هو مصنّع مثل رقائق الشيبس، والمشروبات الغازية، وحبوب الإفطار المحلّاة، والنودلز سريعة التحضير، وناغتس الدجاج، والهوت دوغ...

حمية مرتكزة على الأطعمة المصنّعة تزيد من مخاطر التدهور الذهني (رويترز)

حافظ على دماغك

فضحت جائحة كورونا هشاشة الدماغ مع تزايد حالات ضعف الذاكرة، والتركيز، والتشتّت الذهني، لا سيّما وسط فئة الشباب. أكثر من أي وقت، تفرض حماية الذهن والدماغ نفسها، وذلك من خلال الحفاظ على حجم الدماغ، وسلامة المادة البيضاء، والحد من الالتهابات العصبية فيه.

يكمن جزء من الوقاية في مكوّنات غذائية معينة، مثل البروبيوتيك في اللبن (الزبادي)، والألياف في الحبوب، إضافةً إلى الثوم، والفاكهة الحمراء. كما تلعب بعض المكمّلات الغذائية دوراً في هذا الإطار، من بينها الأشواغاندا، والروديولا، والجنسنغ.

من المفيد بالتالي أن يضاف إلى لائحة قرارات السنة الجديدة الاستثمار في تطبيقات التدريب المعرفي، والمرتكزة معظمها على ألعاب محفّزة للذاكرة، وفي الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات التي تتابع أداء الدماغ، وتَعافيه.

الحفاظ على صحة الدماغ من أولويات 2026 (بكساباي)

نوم العافية

قد تكون 2026 سنة العودة إلى مقولة الأجداد: «نام بكّير وفيق بكّير، وشوف الصحة كيف تصير». فما عاد من المُخجل الاعتذار عن حضور سهرة لمجرّد الخلود المبكر إلى النوم، ولعلّ الجيل زد هو الأكثر إدراكاً لهذا الواقع المستجدّ بأنّ النوم الجيّد ليس ترفاً، بل أولوية.

ومع دخول الأجهزة الإلكترونية الذكية الخاصة برَصد نوعية النوم، بات من الأسهل التحكّم بالأمر. في 2026، استعدوا لسماع المزيد عن تلك الوسائل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سواء للحدّ من حالات انقطاع النفس خلال النوم، أو لتقديم تدريب شخصي على النوم الجيد. كما ستسعى الفنادق إلى تزويد النزلاء بوسائل تُعطي الأولوية لنوم هانئ.

2026 سنة الوعي بأهمية النوم باكراً (بكسلز)

شهيق زفير

بما أن الصحة النفسية لا تقلّ أهميةً عن الصحة الجسدية، فإنّ الاعتناء بها سيتصدّر في 2026. والبداية مع ازدياد رواج تمارين التنفّس. هذه الحركة الأبسط والأسهل التي تستخفّ بها الأكثرية هي الأساس للاستقرار النفسي. تساعد تمارين التنفّس على تنظيم الجهاز العصبي، بمجرّد الشهيق والزفير.

تمارين التنفس مفتاح لصحة نفسية وجسدية أفضل (بكسلز)

لا داعي للتوتّر في العمل

بقَدر ما تمنح أولويةً لإنتاجيتها، فإنّ الشركات العالمية باتت تحرص أكثر من أي وقت على الاستقرار النفسي لموظّفيها. بالموازاة، تَضاعف الوعي بأنّ التوتّر في العمل يؤثّر سلباً على الصحة النفسية والعصبية. وتشير الدراسات والأبحاث إلى أنّ رؤساء مجلس إدارة كبرى الشركات الذين يمنحون أولويةً للنوم السليم، والرياضة، والتأمّل يبرهنون عن ذكاء عاطفي متقدّم، وعن قدرة أكبر على اتخاذ القرارات الصائبة.

باختصار، انقضت الأيام التي كان يضحّي الموظّفون فيها بصحّتهم وأعصابهم من أجل النجاح المهني، وإرضاء مديريهم.

ولّت أيام التضحية بالصحة والأعصاب من أجل العمل (بكسلز)

ارمِ الهاتف جانباً

في 2026، من المتوقع أن يزداد الوعي بضرورة الانقطاع عن العالم الرقمي من أجل تحصين الصحة النفسية. على اختلاف أجيالهم، سيعود الناس إلى اهتماماتٍ كانت رائجة في الماضي، مثل الحِرَف اليدوية، والتلوين، وكتابة اليوميات، والأنشطة الرياضية الجماعية. سيتعمّق مفهوم التخلّص من السموم الرقمية، والانقطاع عن العالم الافتراضي، والابتعاد قدر المستطاع عن الهاتف.

الثراء الروحي

سيشهد عام 2026 عودةً للاهتمام بإثراء الروح بالتوازي مع الاعتناء بالجسد. وتؤكد أحدث الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون طقوساً روحية راسخة مثل التأمّل، واليوغا، وتمارين التنفس، والتطوّع لأهداف إنسانية، لا يعيشون حياة أطول فحسب، بل حياة أفضل أيضاً.


مصر لإعادة هيكلة «ماسبيرو»

مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر لإعادة هيكلة «ماسبيرو»

مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى ماسبيرو يضم اتحاد الإذاعة والتلفزيون (الهيئة الوطنية للإعلام)

تستعد «الهيئة الوطنية للإعلام» بمصر، لإعادة هيكلة «ماسبيرو»، من خلال «خطة حكومية»، تمكنه من تحقيق أهداف مع زيادة موارده المالية، إذ تم استعراض الخطة التي تهدف للإصلاح الهيكلي ورفع الكفاءة، خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مع رئيس لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية، من بينها الهيئة الوطنية للإعلام، بحضور رئيسها أحمد المسلماني، الاثنين، إلى جانب الحديث عن عدد آخر من الهيئات الاقتصادية بمصر.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع على دور «الهيئة الوطنية للإعلام» في تنمية الوعي «الثقافي والاجتماعي» ونشر «المعرفة والتنوير»، والمساهمة بأثر إيجابي في «بناء الشخصية المصرية الوطنية، و«تعزيز الانتماء»، و«ترسيخ القيم والثوابت المجتمعية»، مؤكداً على «ضرورة مواكبة كل ما هو حديث في المنظومة الإعلامية»، واستعداده لتقديم الدعم لاستعادة الهيئة مكانتها.

ونوه رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، بوجود لجنة خاصة بإعادة حوكمة الهيئات الاقتصادية التابعة للدولة، وهي لجنة «إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية»، وتتولى دراسة التحديات التي تواجه كل هيئة، وآليات إعادة هيكلتها، وفقاً لما تمتلكه من مقومات.

رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وأحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتعليقاً على خطة التطوير المنتظرة لـ«ماسبيرو»، أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام في جامعة القاهرة سابقاً، أن تطوير التلفزيون الحكومي مطلوب بشدة، فلا بد من وجود قنوات بارزة تعبر عن سياسة الدولة، لافتة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المنصات والتطور التكنولوجي لم يصلا لكل الناس، خصوصاً الفئات الأقل من الناحية الاقتصادية، التي تحتاج لإعلام يخاطبهم ويعبر عن اهتماماتهم، وهو دور إعلام الدولة».

وأوضح رئيس لجنة إصلاح وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية، الدكتور حسين عيسى، أنه بعد دراسة 59 هيئة في المرحلة الأولى، تم الاتفاق على بقاء 39 هيئة اقتصادية، وتصفية وإلغاء عدد 4 هيئات، ودمج 7 مع غيرها، وتحويل 9 هيئات من اقتصادية إلى عامة، لافتاً إلى «التوافق على عدد من الهيئات الاقتصادية، التي يجب الإبقاء عليها، وضرورة رفع كفاءة أدائها، وإعادة هيكلتها، وأن تكون هناك خطة لتشغيلها، وزيادة مواردها».

واستعرض عيسى ما تملكه «الهيئة الوطنية للإعلام» من مقومات تمكنها من تحقيق «الاستدامة المالية»، كما تم طرح عدد من المقترحات التي تسهم في زيادة موارد الهيئة المالية.

وكشف أحمد المسلماني، خلال الاجتماع، عن خطوات الإصلاح التي تمت بالفعل، من بينها دمج وتطوير بعض القنوات، بجانب الإجراءات التي تم اتخاذها أخيراً، من بينها التعاقد مع إحدى شركات «السوشيال ميديا»، والإعداد لإطلاق منصة رقمية خاصة بـ«ماسبيرو»، بهدف استغلال رصيده، بالإضافة للعمل على إصلاح شركة «صوت القاهرة»، ووكالتها الإعلانية. ومتابعة فض «التشابك المالي» بين الهيئة وأحد البنوك.

ونوه المسلماني لخطط الهيئة القادمة، مثل «إعداد خطة شاملة للتطوير»، ستُعرض آخر يناير (كانون الثاني) المقبل، وتشمل «إعادة الهيكلة ورفع الكفاءة».

ووفق تصريحات عميدة كلية الإعلام سابقاً، فإن «القائمين على خطة التطوير لا بد أن يعلموا أن الهدف ليس الربح، بل تجاوز بعض المشكلات الاقتصادية الموجودة بالفعل منذ سنوات والتصدي للمعوقات التي تواجه أبناء (ماسبيرو)»، مؤكدة أن «هذا المبنى العريق هو كيان إعلامي يتمتع بدور مهم وتاريخي في معالجة القضايا التي تهم المجتمع».

في السياق، عقدت اللجنة الرئيسية لـ«تطوير الإعلام»، الاثنين، اجتماعها الختامي، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، رئيس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل إعداد التقرير النهائي للجنة في شكل توصيات قابلة للتنفيذ.

واختتمت ليلى عبد المجيد حديثها لـ«الشرق الأوسط» مؤكدة على «ضرورة أن يتم التطوير وفق هدف ورؤية وخطة مدروسة في ضوء المتاح، مع الاهتمام بفئات بعينها واستهدافهم بشكل مباشر مثل سابق عهد (ماسبيرو)»، ما سيؤدي، وفق قولها، إلى «نتائج مجتمعية ملموسة بالمقام الأول وليست اقتصادية».


«القدية» تفتتح أولى وجهاتها الترفيهية وتطلق مفهوماً جديداً للترفيه

من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)
من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)
TT

«القدية» تفتتح أولى وجهاتها الترفيهية وتطلق مفهوماً جديداً للترفيه

من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)
من حفل افتتاح أولى وجهات القدية (تصوير: بشير صالح)

افتتحت مدينة القدية، أولى وجهاتها الترفيهية الكبرى، متنزه «Six Flags» رسمياً للجمهور، ليكون الأول عالمياً الذي يحمل تلك العلامة الشهيرة خارج أميركا الشمالية، حيث يضم 28 لعبة موزعة عبر 6 فضاءات مختلفة، يتميز كل واحد منها بطابعه الفريد.

وأعلن الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الافتتاح الرسمي للوجهة الترفيهية، خلال الحفل الذي رعاه وأقيم في المتنزه، وقال إنه «يمثل أولى ثمار مدينة القدية»، متمنياً التوفيق للعاملين فيها.

الأمير فيصل بن بندر لدى إعلانه الافتتاح الرسمي لمتنزه «Six Flags» في القدية (إمارة الرياض)

من جانبه، أكد عبد الله الداود العضو المنتدب لشركة «القدية» للاستثمار، أن تدشين أولى محطات مدينة القدية، متنزّه Six Flags يُشكّل محطة مفصلية في مسيرة المشروع، وانطلاقة لتجارب فريدة ترسخ مكانة «القدية» بوصفها عاصمة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة.

وأضاف الداود خلال افتتاح المتنزه: «بفخر واعتزاز، نحتفي الليلة بتدشين أولى محطات مدينة القدية، متنزّه (Six Flags)، والتي تجسد مفهوم قوة اللعب، وتعيد رسم ملامح أسلوب الحياة العصرية».

الألعاب النارية أضاءت سماء مدينة القدية مع الافتتاح (تصوير: بشير صالح)

وتفتح «القدية» أبوابها للجمهور لأول مرة، انطلاقاً من يوم الثلاثاء، للاستمتاع بعوالم متنزّه «سيكس فلاغز القدية»، الذي يمثل أول تشغيل فعلي لأحد أصول المدينة الضخمة، وأول حضور للعلامة العالمية خارج أميركا الشمالية منذ تأسيسها عام 1971.

ويضمّ المتنزه 6 عوالم مستقلّة، لكلّ منها طابعه السردي والبصري وتجاربه الخاصة، في حين جاء التصميم فريداً، مُقدّماً نموذجاً جديداً للمدن الترفيهية في الشرق الأوسط.

مدينة القدية تبدأ نمطاً جديداً في مفهوم اللعب (تصوير: بشير صالح)

وتُعد مدينة القدية أول وجهة عالمية تُبنى بالكامل على مفهوم قوة اللعب (Power of Play)، وتتميز المدينة بموقعها في قلب جبال طويق، على مسافة 40 دقيقة من الرياض، وتجمع المدينة النابضة بالحياة بين الترفيه والرياضة والثقافة في تجربة غير مسبوقة على مستوى العالم.

وصُمم متنزه «Six Flags» لاستقبال نحو 10 آلاف زائر يومياً، ومن المتوقع أن يتجاوز أعداد زوار المتنزه مليوني زائر خلال 2026، بينما تم الانتهاء من أكثر من 95 في المائة من متنزه «أكواريبيا» المائي، وسيُفتتح خلال العام المقبل.

الجمهور يتطلع لاستكشاف تفاصيل المتنزه الجديد (تصوير: بشير صالح)

ويقدم المتنزه مستويات جديدة من المتعة والتشويق وتجارب لا تنسى للعائلات والأفراد ومحبي المغامرة من داخل السعودية وخارجها، حيث يضم 28 لعبة وتجربة تشمل تجارب وألعاباً عالمية محطمة للأرقام القياسية.

ونجح متنزه «Six Flags» بالقدية في كسر عدد من الأرقام القياسية، وذلك من خلال 5 ألعاب في مكان واحد، من أبرزها لعبة «أفعوانية الصقر» التي تحطم 3 أرقام قياسية كأطول أفعوانية في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأعلى أفعوانية في العالم.