«العمالقة»... كابوس الحوثيين في الساحل والصحراء

سيارة تقل مقاتلين بعد معارك انتصرت فيها قوات «العمالقة» على الحوثيين في محافظة شبوة (الشرق الأوسط)
سيارة تقل مقاتلين بعد معارك انتصرت فيها قوات «العمالقة» على الحوثيين في محافظة شبوة (الشرق الأوسط)
TT

«العمالقة»... كابوس الحوثيين في الساحل والصحراء

سيارة تقل مقاتلين بعد معارك انتصرت فيها قوات «العمالقة» على الحوثيين في محافظة شبوة (الشرق الأوسط)
سيارة تقل مقاتلين بعد معارك انتصرت فيها قوات «العمالقة» على الحوثيين في محافظة شبوة (الشرق الأوسط)

فرضت «ألوية العمالقة» الجنوبية، معادلة مختلفة للقتال ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تركز على بث الرعب على بعد أميال. ترتعد فرائص الحوثيين عند سماع اسم «العمالقة»، بعدما أذاقت هذه القوات الحوثيين كأس السُّم في الساحل الغربي، قبل نحو ثلاثة أعوام، إبان تحرير مدينة الحديدة.
يفضل البعض تسميتهم «وحوش الصحراء والساحل»؛ لأنهم يلتهمون (عسكرياً) كل ما يقف أمامهم، يتقدمون بثبات، يسيطرون بذكاء، ثم يبثون الرعب في قلوب الخصوم على بعد أميال، وهكذا يصف اليمنيون «ألوية العمالقة» الجنوبية.
تتألف هذه القوات من عشرات الألوية المدربة تدريباً عالياً، ويتصف أفرادها بالانضباطية العالية، والتنفيذ الدقيق للخطط العسكرية الموضوعة، إلا أن أهم ما يميز قوات «العمالقة» الجنوبية إخلاصها وتضحيتها، كما يقول أحد أفرادها لـ«الشرق الأوسط».
تأسست قوات «العمالقة» الجنوبية قبيل عملية تحرير الحديدة التي انطلقت في عام 2018، وحققت انتصارات نوعية حينها، بعد أن اقتحمت مدينة الحديدة ووصلت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من مينائها الحيوي، قبل أن تتوقف العمليات بفعل ضغوط أممية ودولية.
يقول أحمد الحوشبي، من «اللواء الثالث عمالقة»، الكتيبة الأولى، السرية الرابعة، إن ما يميز «ألوية العمالقة» الجنوبية، هو «الإخلاص والحب والتضحية للوطن، ثم الهمة العالية لاستعادة الأراضي، رغم التضاريس في الجبال، وانتشار القناصة الذين لم نبالِ بهم». يضيف الحوشبي الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من الخطوط المتقدمة للمواجهات مع الحوثيين، في محافظة شبوة: «لقد حققنا الانتصارات بفضل الله، ثم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، ولولا إخواننا في التحالف لما حققنا كل هذه الانتصارات التي تشاهدونها».
ويرى مراقبون أن «ألوية العمالقة» تتميز أيضاً بأن قادتها يتقدمون الصفوف الأمامية في محاربة الميليشيات الحوثية، ويضحون بأنفسهم قبل أفرادهم؛ حيث خسرت هذه الألوية عدداً من القيادات الكبيرة خلال تحرير شبوة، على رأسهم مجدي أبو حرب الردفاني، قائد «اللواء الثالث عمالقة».
وبدت معنويات قوات «العمالقة» الجنوبية عالية جداً أثناء زيارة «الشرق الأوسط»، والحديث معهم، متعهدين بملاحقة فلول الحوثي حتى جبال مران، وليس العاصمة صنعاء فقط.
وردد أحد أفراد «اللواء الثالث عمالقة» بصوت عالٍ، وهو يقف على طقم عسكري قائلاً: «سنلاحقهم إلى صعدة، سنحرر مأرب والبيضاء، سنصل إلى صنعاء، لن يوقفنا شيء».
ويصف فؤاد شايف، قائد السرية الأولى، الكتيبة الثالثة، «اللواء الثالث عشر عمالقة»، الحوثيين، بـ«المنهزمين» الذين لا يواجهون في المعارك. ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لديهم سوى الخيانة والغدر، واستخدام الصواريخ أو الطائرات المفخخة؛ لكنهم يهربون في المواجهات ويجرون أذيال الخيبة».
تحدث شايف الذي تحلَّقت حوله مجموعة من شبان اللواء تحت قيادته، قائلاً: «(العمالقة) لا تعرف سوى النصر، بعزيمة هؤلاء الشباب، قدمنا الشهداء ولا يهمنا الموت من أجل الوطن».



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.