«داعش» يسلّح شبانًا في تل أبيض.. وغرفة بركان الفرات تسيطر على 4 قرى بمحيط كوباني

النظام يكثّف غاراته على إدلب واللاذقية

مقاتلون من «لواء النصر» بجبل التركمان بريف اللاذقية السبت الماضي (رويترز)
مقاتلون من «لواء النصر» بجبل التركمان بريف اللاذقية السبت الماضي (رويترز)
TT

«داعش» يسلّح شبانًا في تل أبيض.. وغرفة بركان الفرات تسيطر على 4 قرى بمحيط كوباني

مقاتلون من «لواء النصر» بجبل التركمان بريف اللاذقية السبت الماضي (رويترز)
مقاتلون من «لواء النصر» بجبل التركمان بريف اللاذقية السبت الماضي (رويترز)

كثّف طيران النظام السوري قصفه على مناطق في ريف إدلب، بينما سيطرت القوات المشتركة لغرفة عمليات بركان الفرات على 4 قرى جديدة بمحيط مدينة كوباني (عين العرب) بريف حلب الشرقي، كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش».
في غضون ذلك، أفادت معلومات أنّ داعش بدأ بتسليح شبان من العشائر في ريف مدينة تل أبيض الغربي بمحافظة الرقة، وذلك بقصد ضمهم للقتال في صفوفه، بينما استمرت المعارك بين التنظيم والوحدات الكردية على الأطراف الغربية الجنوبية، والجنوبية الشرقية لمدينة الحسكة، وطريق الحسكة تل تمر.
وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بمقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين جرّاء قصف شنّه الطيران الحربي التابع للجيش النظامي على بلدة كفر نبل الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.
وأشار المكتب إلى أن الطيران الحربي قصف المنطقة الشمالية الغربية من البلدة بغارتين استهدفت إحداها حراقة وقود تستخدم لتكرير النفط، مما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 25 آخرين كحصيلة أولية، بينهم 4 حالات «خطرة» نقلوا إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج، في حين تم إسعاف الآخرين إلى المستشفيات الميدانية في البلدة.
كذلك ذكرت شبكة «الدرر الشامية» أن عددا من المدنيين قتلوا وجرح آخرون في ضربات جوية مكثفة من طيران النظام على المناطق المحررة في ريف إدلب، مشيرا إلى استهداف مستشفى أورينت في مدينة كفر نبل بريف إدلب الجنوبي، مما أدى لسقوط 3 قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين.
وفي غضون ذلك، أغار الطيران الحربي على بلدة كفر تخاريم بريف إدلب الشمالي، في حين أصيب كثير من الأطفال جرّاء غارة من الطيران الحربي شنها على مدرسة في قرية الملاجة، وفق «الدرر الشامية»، مشيرا كذلك إلى قصف الطيران الحربي والمروحي، منذ صباح أمس، عدة غارات استهدفت «إدلب المدينة، وفيلون، وكورين، ومعرة مصرين، وسرمين».
وفي حلب، سيطرت القوات المشتركة لغرفة عمليات بركان الفرات على 4 قرى جديدة بمحيط مدينة كوباني (عين العرب) بريف حلب الشرقي. وأفاد «مكتب أخبار سوريا»، بأن وحدات الحماية وكتائب شمس الشمال التابعة للجيش السوري الحر، سيطرت على قرى علكانة ومتراس وجوليك وكوكان، جنوب مدينة كوباني، بعد اشتباكات «عنيفة» مع «داعش»، أدت لمقتل 10 من عناصر التنظيم وجرح 5 من القوات المشتركة، سبقتها 5 غارات لطيران التحالف الدولي تركزت على مواقع التنظيم داخل القرى المذكورة.
وأشار المكتب إلى أن سيطرة القوات المشتركة على القرى الأربع، تعد تقدمًا مهمًا باتجاه مدينة صرين ذات الغالبية العربية والخاضعة للتنظيم، التي تعد مركز صوامع الحبوب في ريف حلب الشرقي.
في موازاة ذلك، بدأ تنظيم داعش بتسليح شبان من العشائر في ريف مدينة تل أبيض الغربي بمحافظة الرقة، بقصد ضمهم للقتال في صفوفه ضد القوات المشتركة لغرفة عمليات بركان الفرات، المكونة من وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش السوري الحر.
وأوضح المكتب أنَّ التنظيم سلّح ما يقارب 650 مدنيًا من أبناء عشائر البو عساف والحج عابد والدادات، بأسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر متنوعة، كما فرض على جميع شبان المدينة الخضوع لدورة شرعية مدتها 15 يومًا.
وأكد أحد الناشطين بأن الهدف من الدورات الشرعية هو «الهداية إلى الطريق القويم»، بحسب تعبيره، حيث سيتلقى الشبان خلال الدورات ما وصفه بـ«العلوم الشرعية والجهادية»، كما أنهم سيحصلون على بطاقة أمنية تخولهم التجول بحرية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
يذكر أنّ اشتباكات متواصلة منذ ما يزيد على 4 أشهر، تدور بريف تل أبيض بين القوات المشتركة لغرفة عمليات بركان الفرات مدعومة بطيران التحالف الدولي من جهة، وتنظيم داعش من جهة ثانية.
وأتى ذلك، في وقت أفادت فيه مصادر ميدانية لشبكة «الدرر الشامية»، أن قوات الأسايش الكردية بدأت بالانسحاب من حواجزها، التي تتوزع داخل مدينة الحسكة، قبل 5 أيام تقريبًا، للتوجه إلى جبهات القتال ضد تنظيم داعش.
وأشارت المصادر إلى أن القوات التي تم تقسميها لجزأين: الأول للتوجُّه إلى رأس العين، والثاني للتوجُّه إلى تل تمر، تعرضت لكمين لتنظيم داعش قتل خلاله 6 عناصر، وسقط أكثر من 10 جرحى نتيجة استهداف قرية المدان برأس العين بسيارة مفخَّخة، بينما شنَّ التنظيم على تل تمر هجومًا تركَّز على قرية تل رمان، التي سيطر التنظيم عليها عقب قتل ما لا يقل عن 25 عنصرًا من الأسايش وتدمير عدد من الآليات.
وفي اللاذقية، شنَّ الطيران الحربي التابع لقوات النظام، عشرات الغارات بالصواريخ الفراغية، مستهدفًا محارس تابعة لفصائل المعارضة بقرية مركشيلة بريف اللاذقية الشرقي، وخطوط التماس بمحيط برج 45 بريفها الشمالي.
وقدّر ناشطون معارضون من المنطقة، عدد الغارات التي شنّها الطيران النظامي على المنطقة بـ60 غارة، أدّت إلى مقتل عدد من مقاتلي المعارضة في قرية مركشيلة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.