رئيس صندوق التنمية السعودي: نموّل مشاريع التعدين المؤهلة بنسبة 75% من تكلفتها

المعجل أكد السعي لتحقيق تنمية القطاع وزيادته في الناتج المحلي غير النفطي

إبراهيم المعجل (الشرق الأوسط)
إبراهيم المعجل (الشرق الأوسط)
TT

رئيس صندوق التنمية السعودي: نموّل مشاريع التعدين المؤهلة بنسبة 75% من تكلفتها

إبراهيم المعجل (الشرق الأوسط)
إبراهيم المعجل (الشرق الأوسط)

كشف الدكتور إبراهيم المعجل، الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الصناعية السعودي، أن القيمة الإجمالية للقروض المُعتمدة من الصندوق الصناعي لقطاع التعدين منذ إطلاق رؤية 2030 تجاوزت 4.8 مليار ريال (1.28 مليار دولار)، مشيراً إلى أن الصندوق يمول مشاريع التعدين لجميع أنواع المعادن وبنسبة تمويل تصل إلى 75 في المائة من تكاليف المشروع المؤهلة للتمويل.
وقال الدكتور المعجل في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن قطاع التعدين يعد إحدى أهم الركائز الاستثمارية المستهدفة في رؤية 2030، وذلك لما تتميز به السعودية من توفر للثروات المعدنية غير المستغلة في البلاد، وما تتميز به من موقع جغرافي يربط بين القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا).
وأضاف الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الصناعية السعودي أن الصندوق يُمول المرحلة النهائية من عمليات الاستكشاف التي تشمل أعمال الحفر وتجهيز المناجم، بالإضافة إلى دعم شركات الخدمات المساندة والتي تُسهم في رفع القيمة المضافة واستدامة القطاع التعديني في البلاد.
وجاء حديث الدكتور المعجل على هامش انعقاد مؤتمر التعدين الدولي الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، والذي ناقش قطاع التعدين بدول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا، بمشاركة ألفي شخص من أكثر من 100 دولة، وأكثر من 150 من كبار المستثمرين العالميين، و100 متحدث دولي، بينهم عدد من الوزراء المعنيين بقطاع التعدين، وقادة الاستثمار التعديني على مستوى العالم، إضافة إلى قادة القطاعات المالية، ورؤساء كبرى شركات التعدين من مختلف الدول.
وبالعودة للدكتور المعجل الذي أكد أن استراتيجية الصندوق الصناعي في تمويل قطاع التعدين هادفة إلى تحقيق تنمية قطاع التعدين وزيادة مساهمته في الناتج المحلي غير النفطي وزيادة الفرص الوظيفية والمساهمة في زيادة تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية في السعودية.
وأضاف المعجل «دعم الصندوق تمويل مشاريع التعدين فوق سطح الأرض، لمنتجات مثل الزنك والنحاس والذهب والجبس، وانطلاقاً لدعم الطلب المتزايد وجذب المزيد من الاستثمارات، قام الصندوق مؤخراً بتمويل المشاريع الاستكشافية (تحت سطح الأرض)، وتشمل هذه المرحلة أعمال الحفر وتجهيز المناجم».
وكان وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف قال إن بلاده تسعى لاجتذاب استثمارات بقيمة 170 مليار دولار في قطاع التعدين بحلول عام 2030، مستغلة الطلب العالمي المتزايد على المعادن.
ولفت إلى أن المعادن تكتسب أهمية متزايدة لتطوير قطاع الطاقة والصناعات التحويلية، وصناعات من بينها السيارات، موضحاً أن الاستثمار سيأتي من شركات أجنبية ومحلية، من بينها شركة التعدين الحكومية «معادن»، مشيراً إلى أن من شأن الاستثمارات أن ترفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 64 مليار دولار سنوياً خلال هذا العقد. ويبلغ هذا أربعة أضعاف المساهمة الحالية والبالغة 17 مليار دولار. وقال إن قيمة الثروات المعدنية في المملكة تقدر بأكثر من 1.3 تريليون دولار.
وأكد الدكتور المعجل أن الصندوق الصناعي اعتمد 117 قرضاً بقيمة إجمالية تتجاوز 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار) في 2021. وتجاوزت المبالغ التي صرفها على عملاء الصندوق في هذا العام 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار)، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الصندوق من ناحية المبالغ المصروفة.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.