الفنان عبد المجيد عبد الله يطوي مرحلة الغياب عبر حفلة «ليلة العودة»

عبد المجيد عبد الله
عبد المجيد عبد الله
TT

الفنان عبد المجيد عبد الله يطوي مرحلة الغياب عبر حفلة «ليلة العودة»

عبد المجيد عبد الله
عبد المجيد عبد الله

يطوي الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله فترة طويلة من الغياب، من بوابة «ليلة العودة» التي ستكون واحدة من أمسيات «موسم الرياض» الغنائية خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، وذلك حسبما أعلن تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، والذي كتب في حسابه بتويتر «تم إقناع النجم الكبير عبد المجيد عبد الله في حفلة مصاحبة للموسم هذا الشهر».
تلبّي «ليلة العودة» المنتظرة، شغف كثير من جماهير الفنان عبد المجيد عبد الله في السعودية والخليج والعالم العربي، وتعيد صِلته بجمهور متعطش للاستماع إليه على خشبة المسرح، بعد الانقطاع الطويل، إذ لم يشارك عبد المجيد عبد الله في أي حفل غنائي بالسعودية، باستثناء المشاركة الوحيدة ضمن أوبريت «أئمة وملوك» في «الجنادرية» في فبراير (شباط) 2018، إضافة إلى إطلالة قصيرة عبر حفلات اليوم الوطني السعودي في سبتمبر (أيلول) 2017.
وبخلاف ذلك، اكتفى الفنان عبد المجيد ببعض الأغاني المفردة التي كانت بمثابة إطلالات ممتعة وليست مشبعة، في حسابات جمهوره الذي طالما أحب رؤيته متألقاً على المسرح، متأنقاً في تقديم أغنياته التي زيّنت ذكرياتهم البعيدة وألهمت لحظاتهم السعيدة.
كانت أغنياته المفردة، تطير في الآفاق وكأنها ألبوم مكتمل العناصر ومستوفٍ شروط الذيوع والانتشار، أغانيه (خايف أحبك، من مثلك، الله عليك، عايش سعيد، حنّ الغريب) قدّمت كجواهر مستقلة منفردة، حظيت بملايين المشاهدات على مواقع التواصل، وكانت شعاراً رسمياً وشعبياً لفصول السنة، ومواسم الحب والوصل والشوق، وكل عناوين العاطفة السخية، وكانت في المقابل إعلان شوق وانتظار لإطلالة مرتقبة تعيد عبد المجيد إلى جمهوره.
وفي الوقت الذي توقف خلاله عبد المجيد عن الظهور على المسرح بسبب مرض التهاب الأذن الداخلية، الذي ألمّ به مؤخرا، وتطلب منه العلاج والسفر خارج السعودية أكثر من مرة، وكذلك منعه من مواصلة مشاركاته، كان يظهر لماماً و«عن بعد» في بعض المناسبات الغنائية، لا سيما بعد إلغاء حفلته المقررة في «موسم الرياض» السابق عام 2019 بعد أن تعذر عليه الوفاء بها، بسبب الحالة الصحية التي مرّ بها وعانى منها وفضّل معها الراحة لحين شفائه.
شكّل ألبومه الغنائي الجديد، باب أمل كبير، لعودته إلى الساحة الفنية بشكل كامل، ألبوم «عالم موازي» الذي جاء بعد 8 سنوات من آخر ألبوم له، طرح 21 أغنية بمشاركة عدد من الشعراء والملحنين، وكان عتبة جديدة في سلّم عبد المجيد العالي في فضاء الفن، واستمراراً في دوره لرفع الذائقة، وإغناء الحركة الفنية، ورسوخاً في قمة المجد والعطاء الغنائي الذي انفرد عبد المجيد وقليل من نظرائه بتقديمه.
وجاءت مشاركته في «ليلة تريو الرياض» مطلع السنة الميلادية الجديدة، كمفاجأة غير متوقعة لجمهوره ولحضور تلك الليلة المأنوسة من ليالي موسم الرياض، وظهر عبد المجيد بكامل أبّهته، لامعاً، ساطعاً، أوسع الآذان غناءً رقيقاً، يصل إلى القلوب بسهولة، وقبل هذا شارك عن بعد في حفلة أطلق عليها اسم «ليلة سهم»، من مكان إقامته في جدة.
دار حديث ودّي له مع فنان العرب محمد عبده على المسرح، كان حديثاً عفوياً وعتاباً شفيفاً عن أسباب غيابه وقرار عودته، فتح الحديث نافذة إلى تاريخه، عندما استدعى «أبو نورة» من ذاكرته اللحظة الأولى التي جمعته بـ«أبو عبد الله» قبل نحو أربعة عقود، عندما قام الفنان محمد عبده بتقديم الفنان الصاعد عبد المجيد عبد الله على مسرح تلفزيون جدة للمرة الأولى عام 1984، وتوقع له مستقبلاً مشرقاً في تقديم الأغنية السعودية، وأن يكون له حظ كبير من النجومية والظهور.
قدّم الفنان عبد المجيد أكثر من 30 ألبوماً غنائياً، منذ بواكير ظهوره أواخر السبعينات عندما كان يسافر إلى القاهرة، لتعلم فنون الصناعة الغنائية على أصولها، رفقة الملحن سامي إحسان الذي شجعه وأخذ بيده، مروراً بعقد التسعينات الذي حقق فيها نجاحاً على مستوى العالم العربي، ثم المرحلة الراهنة التي اعتمد فيها على التنويع والتجديد وتطوير إمكانيات التوزيع.
لم يخيّب الفنان عبد المجيد، توقعات فنان العرب، وتوسمه فيه بانطلاق نجم مختلف في الساحة الفنية السعودية والعربية، مثلما لم يتأخر عن إشباع شغف جمهوره وعطشهم إلى الاستمتاع بنمط من الأغنية «المجيدية» المختلفة، في لحنها وكلماتها واللمسة التي يضفيها بصوته الماتع الرائع الأخّاذ.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».