النفط يقاوم «عدم اليقين»

قاومت أسواق النفط مخاوف ضعف الطلب لتظل الأسعار قرب 85 دولاراً لبرميل برنت (رويترز)
قاومت أسواق النفط مخاوف ضعف الطلب لتظل الأسعار قرب 85 دولاراً لبرميل برنت (رويترز)
TT

النفط يقاوم «عدم اليقين»

قاومت أسواق النفط مخاوف ضعف الطلب لتظل الأسعار قرب 85 دولاراً لبرميل برنت (رويترز)
قاومت أسواق النفط مخاوف ضعف الطلب لتظل الأسعار قرب 85 دولاراً لبرميل برنت (رويترز)

قاومت أسعار النفط، أمس (الخميس)، ملامح «عدم يقين» في الأسواق بشأن الطلب في المدى القريب مع ارتفاع الإصابات بالسلالة «أوميكرون» المتحورة من فيروس «كورونا» في أنحاء العالم.
وانخفضت الأسعار لفترة قصيرة صباحاً، لكنها عادت للارتفاع لاحقاً. وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط القياسي الأميركي 20 سنتاً أو 0.24 في المائة إلى 82.84 دولار للبرميل الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش، بعد ارتفاعها 1.7 في المائة في الجلسة السابقة. كما زادت عقود خام برنت القياسي العالمي 33 سنتاً أو 0.39 في المائة إلى 85.00 دولار للبرميل، بعد صعودها 1.3 في المائة، أول من أمس.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أول من أمس (الأربعاء)، تأثر الطلب على الوقود بسبب «أوميكرون»؛ حيث ارتفعت مخزونات البنزين ثمانية ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، مقارنة مع توقعات المحللين بزيادة قدرها 2.4 مليون برميل.
وقال إدوارد مويا المحلل لدا واندا في مذكرة بحثية: «كان الطلب على البنزين أضعف من التوقعات، ولا يزال دون مستويات ما قبل الجائحة، وإذا استمر هذا فلن يتمكن النفط من مواصلة الصعود»... غير أن مويا أضاف أنه من المتوقع أن يكون تأثير «أوميكرون» قصير الأجل.
وفي مقابل تلك التوقعات، قال بنك «جيه بي مورغان»، مساء أول من أمس (الأربعاء)، إنه يتوقع أن يهبط فائض الطاقة الإنتاجية لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على مدار 2022. وهو ما يزيد مخاطر زيادة حادة في أسعار الخام.
ويتوقع بنك الاستثمار الأميركي أن ترتفع أسعار النفط لتصل إلى 125 دولاراً للبرميل هذا العام، و150 دولاراً للبرميل في 2023. وقال: «نرى اعترافاً متنامياً في السوق بضعف الاستثمار العالمي في المعروض».
وسجلت أسعار النفط أعلى مستويات في شهرين يوم الأربعاء بدعم من نقص في المعروض مع هبوط مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم، إلى أدنى مستوياتها منذ 2018. وقال البنك في مذكرة إنه بافتراض إنتاج عند الحصص الحالية، فإن فائض الطاقة الإنتاجية لدى «أوبك» سيهبط إلى أربعة في المائة من مجمل طاقة الإنتاج بحلول الربع الرابع في 2022، من 13 في المائة في الربع الثالث في 2021، وأضاف أن ضعف الاستثمار داخل دول مجموعة «أوبك+» وتزايد الطلب على النفط بعد الجائحة قد يؤديان إلى أزمة طاقة محتملة.
وفي شأن منفصل، قالت وكالة الطاقة الدولية إن كندا سوف تواجه تحديات للحفاظ على وضعها كقوة عالمية للنفط والغاز في عالم يتحول نحو صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول منتصف القرن.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مراجعة بشأن سياسة الطاقة في كندا أصدرتها «وكالة الطاقة الدولية» الخميس، أن الدولة تسعى إلى الاستمرار كـ«مورد عالمي رئيسي للنفط والغاز» بعد عام 2050 حتى في الوقت الذي تدفع فيه الدول، بما في ذلك كندا نفسها، من أجل خفض الانبعاثات.
وتعهد منتجو النفط الرئيسيون في كندا، التي تملك ثالث أكبر احتياطي نفط في العالم، بالوصول إلى صفر انبعاثات كربون من عملياتهم بحلول منتصف القرن الحالي، وذلك بشكل أساسي من خلال استخدام تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، في محاولة للحفاظ على القطاع... لكن هذه الأهداف لا تشمل أي حل بشأن الكميات الأكبر من الانبعاثات الناجمة عن احتراق الوقود في المصافي والمصانع والمركبات والمنازل. وبينما أشادت «وكالة الطاقة الدولية» بالدور الريادي لكندا في سياسات خفض الانبعاثات، أضافت أن الدولة «ينبغي أن تولي اهتماماً وثيقاً للتحول عن الطلب على النفط والغاز على مستوى العالم».


مقالات ذات صلة

تقلّبات حادة في الأسواق مع بداية رئاسة ترمب الثانية

الاقتصاد ترمب يعرض أمراً تنفيذياً وقّعه خلال حدث استعراض تنصيب الرئاسة في صالة «كابيتال وان أرينا» (د.ب.أ)

تقلّبات حادة في الأسواق مع بداية رئاسة ترمب الثانية

شهدت الأسواق المالية تقلّبات حادة في بداية رئاسة دونالد ترمب الثانية للولايات المتحدة؛ إذ أبدى موقفاً أكثر مرونة تجاه الصين مما كان يتوقعه الكثير من المراقبين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي فرضها.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم متحدثاً في «دافوس 2024» (الشرق الأوسط)

وزير الاقتصاد السعودي: استقرار الشرق الأوسط حيوي للنمو العالمي

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن السعودية تتطلع إلى تعزيز التعاون مع إدارة ترمب الثانية في معالجة قضايا مهمة، بما في ذلك تحديات الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (دافوس )
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

التفاؤل يعم الأسواق مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض

يستعد المستثمرون للترحيب بتنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الثانية، حيث يتوقعون الاستفادة من جدول أعماله المؤيد للأنشطة التجارية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جانب من الجلسة الأولى لـ«البيت السعودي» في «دافوس 2025» (منصة إكس)

«البيت السعودي» في دافوس: المملكة ستضع معياراً عالمياً لتعريف المدن الصناعية

أكَّد مشاركون في الجلسة الأولى لـ«البيت السعودي» في «دافوس 2025» على أهمية التخطيط الحضري المستدام في مواجهة الزيادة السكانية العالمية.

«الشرق الأوسط» (دافوس)

تراجع عائدات السندات الأوروبية بعد تصريحات ترمب الجمركية

موظف يفحص أوراقاً نقدية من فئة 100 يورو في مقر شركة «خدمة المال» النمساوية في فيينا (رويترز)
موظف يفحص أوراقاً نقدية من فئة 100 يورو في مقر شركة «خدمة المال» النمساوية في فيينا (رويترز)
TT

تراجع عائدات السندات الأوروبية بعد تصريحات ترمب الجمركية

موظف يفحص أوراقاً نقدية من فئة 100 يورو في مقر شركة «خدمة المال» النمساوية في فيينا (رويترز)
موظف يفحص أوراقاً نقدية من فئة 100 يورو في مقر شركة «خدمة المال» النمساوية في فيينا (رويترز)

تراجعت عائدات سندات الحكومة في منطقة اليورو، يوم الثلاثاء، بعد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم فرض تعريفات جمركية جديدة على الفور، مما دفع المستثمرين إلى تعديل توقعاتهم بشأن السياسات التضخمية المحتملة للإدارة الأميركية الجديدة.

كانت السوق تتوقع أن يعلن ترمب فرض تعريفات تجارية عبر أوامر تنفيذية، مما كان سيزيد من احتمالية رفع أسعار الفائدة لفترة أطول من قِبل «الاحتياطي الفيدرالي»، وفق «رويترز».

وانخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، المعيار المعتمد في منطقة اليورو، بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 2.48 في المائة، بعد أن بلغ 2.478 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ 8 يناير (كانون الثاني).

كما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية؛ حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 5.5 نقطة أساس، ليصل إلى 4.55 في المائة في التعاملات المبكرة بلندن. وأدى غياب التدابير الجمركية الفعلية إلى جعل المستثمرين أكثر تشاؤماً بشأن توقعات أسعار الفائدة الأميركية.

وقال رئيس قسم أبحاث أسعار الفائدة والائتمان في «كوميرس بنك»، كريستوف ريغر: «أكبر تأثير لترمب في الأسواق المالية يتعلّق بسياسات التجارة التي لها تأثير مباشر كبير في الدولار والأسواق المالية، وغير مباشر في السندات».

وأضاف: «إنها أخبار إيجابية بالنسبة إلى السندات الأميركية؛ حيث خفّفت من مخاوف التضخم، في حين يظل التأثير في السندات الألمانية أكثر تبايناً، خصوصاً إذا كانت هناك توقعات بتراجع التجارة مع الصين».

كما انخفض عائد السندات الألمانية لأجل عامين، الأكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، بمقدار نقطة أساس واحدة، ليصل إلى 2.21 في المائة.

وقد سعّرت الأسواق سعر تسهيل الودائع لدى البنك المركزي الأوروبي بأكثر من 2 في المائة في نهاية عام 2025. وفي الوقت ذاته، استقر عائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات عند 3.62 في المائة.

وانخفضت الفجوة بين العائدات الإيطالية والألمانية، وهي مقياس لمعدل المخاطرة الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالديون الإيطالية، إلى 110 نقاط أساس، بعد أن كانت قد بلغت 104.5 نقطة أساس في أوائل ديسمبر (كانون الأول)، وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021.