السيسي: المنطقة دفعت ثمناً كبيراً نتيجة تدخل الآخرين في شؤونها

اعتبر أن «التغيير بالقوة» يؤدي إلى خراب تصعب السيطرة عليه

السيسي في منتدى شباب العالم
السيسي في منتدى شباب العالم
TT
20

السيسي: المنطقة دفعت ثمناً كبيراً نتيجة تدخل الآخرين في شؤونها

السيسي في منتدى شباب العالم
السيسي في منتدى شباب العالم

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن بلاده «نجت من خطر الانهيار، وتحولها إلى دولة لاجئين»، في أعقاب عام 2011، على غرار دول عدة بالمنطقة لا تزال تعاني من الأزمات والنزاعات، واضطر سكانها للجوء إلى الخارج، وأكد أن «المنطقة دفعت ثمناً كبيراً نتيجة تدخل الآخرين في شؤونها»؛ مشيراً إلى أن «التغيير بالقوة يؤدي إلى خراب تصعب السيطرة عليه».
وشدد السيسي، أمس، خلال مداخلته بجلسة «المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات»، ضمن فعاليات ثالث أيام النسخة الرابعة من «منتدى شباب العالم»، المنعقدة حالياً في مدينة شرم الشيخ، بجنوب سيناء، على «ضرورة وقف النزاعات والاقتتال في كافة مناطق العالم أولاً، قبل التفكير في مشروعات إعادة الإعمار».
وأعرب الرئيس المصري عن استعداد بلاده للمشاركة بإيجابية لحل الأزمة في اليمن؛ مؤكداً أن «مصر لن تتدخل في شؤون الدول الأخرى؛ لكنها مستعدة دائماً للتعاون من أجل البناء والتعمير»؛ داعياً في الوقت ذاته إلى «عدم تدخل الآخرين في شؤون بلاده».
وتحدث السيسي عن دعم الدولة المصرية لشباب اليمن، قائلاً: «الأكاديمية الوطنية للتدريب، بجانب أي مؤسسة أخرى موجودة بمصر، متاحة للجميع لبناء القدرات»، وأكد أنه جاد في هذا الأمر بقوله: «كلامي ليس دبلوماسياً بسبب المنتدى».
وبشأن دعم مصر لقطاع غزة، قال السيسي إن «القطاع يحتاج إلى أكثر من 500 مليون دولار لإعادة الإعمار فيه»، مضيفاً: «كنا نتمنى أن نساهم بأكثر من ذلك»، ووجَّه بإنهاء مشروعات إعادة الإعمار التي بدأتها مصر قبل عدة أشهر.
وعن إجراءات مكافحة أوضاع الفقر، قال الرئيس السيسي خلال مداخلة أخرى، بجلسة «تجارب تنموية في مواجهة الفقر»، ضمن منتدى الشباب، إن مصر أنفقت نحو 400 مليار دولار على مدار 7 سنوات للخروج من متاهة الفقر.
ووصف السيسي الفقر بأنه «جائحة تدمر الحاضر والمستقبل، وتُدخل الدول في متاهات يصعب الخروج منها».
وبشأن عملية الإصلاح الاقتصادي التي بدأتها مصر في عام 2016، قال السيسي: «رغم أن أجهزة الدولة كانت تتحسب لهذا الأمر، قبيل نهاية عام 2016، فإنني راهنت على الشعب المصري، والمرأة المصرية، وقلت إن البرنامج سوف يمر، وسيتحمله المواطنون، وثبت أن تنفيذه كان ضرورياً للغاية»؛ معتبراً أن عدم تنفيذه منذ سنوات، كان سيصبح كارثياً على الاقتصاد المصري.
وأوضح السيسي أن «مصر دولة شابة يعمل بها عشرات الملايين من الشباب، ورأينا أن استمرار العمل خلال جائحة (كورونا)، هو الحل المناسب لمجابهة الجائحة؛ لأننا لسنا دولة غنية تستطيع إعطاء منح بشكل مستمر». واعتبر السيسي مبادرة «حياة كريمة»، نموذجاً ملهماً في التنمية، لافتاً إلى أنها «كانت إحدى أفكار شباب مصر».
ودعا منظمات التمويل الدولية إلى «خفض نسب التكلفة أو الفائدة على الدول الفقيرة»؛ مشيراً إلى أن «60 في المائة من نسبة الفقر في العالم موجودة في أفريقيا»، وأن «الدول الغنية تحصل على تمويل منخفض التكلفة، بينما تحصل الدول الفقيرة على تمويل مرتفع التكلفة، ما يزيد من أعبائها».
من جهتها، قالت سحر الجبوري، مديرة مكتب ممثل «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) بالقاهرة، في كلمتها، خلال جلسة «المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات»، بمنتدى شباب العالم أمس، إن «الرئيس السيسي أول رئيس مصري يطالب المجتمع الدولي بتمويل الوكالة، في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأكدت أن «الوكالة تمر بأزمة مالية كبيرة، بسبب عزوف الجهات المانحة عن عملية التمويل، بجانب وجود ضغوط سياسية صعبة، بهدف إنهاء دور الوكالة وتصفيتها، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين».
وثمَّنت الجبوري الدور المصري الداعم للوكالة في شتى المحافل الدولية، بجانب مبادرتها لإعادة إعمار قطاع غزة، معتبرة أن «الدور المصري كان محورياً في وقف الحرب، وتثبيت الهدنة، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية وعلاج المصابين».
بينما أشارت مدير بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مصر، ليزلي ريد، خلال كلمتها، إلى أن «الولايات المتحدة تعد المانح الأكبر بالنسبة للإغاثة في العالم؛ حيث استجابت لحوالي 82 أزمة العام الماضي؛ ووفرت الوكالة مليارات الدولارات للمتأثرين بالنزاعات، من خلال توفير الطعام في صورة مساعدة عاجلة للاجئين».
ولفتت ريد إلى أن «الأمم المتحدة وفرت أكثر من 37 مليار دولار للمساعدة الإنسانية في العام الماضي، ولكن الاحتياج أكبر من ذلك بكثير».



منظمة الصحة العالمية: مقتل أكثر من 500 طفل و270 امرأة منذ استئناف حرب غزة

قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 500 طفل و270 امرأة لقوا حتفهم منذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة (رويترز)
قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 500 طفل و270 امرأة لقوا حتفهم منذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة (رويترز)
TT
20

منظمة الصحة العالمية: مقتل أكثر من 500 طفل و270 امرأة منذ استئناف حرب غزة

قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 500 طفل و270 امرأة لقوا حتفهم منذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة (رويترز)
قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 500 طفل و270 امرأة لقوا حتفهم منذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة (رويترز)

قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 500 طفل و270 امرأة لقوا حتفهم منذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس (آذار).

وأضافت المنظمة في بيان، اليوم الاثنين، بمناسبة يوم الصحة العالمي: «لم تدخل أي مساعدات إطلاقا إلى غزة منذ الثاني من مارس 2025، ما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية، وحرمان العائلات من المياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية الملائمة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض والوفاة».

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية توشك على النفاد في قطاع غزة.

وقالت: «نقص الغذاء يفاقم الأزمة ويهدد بإلغاء ما تحقق من تقدم في مجال الأمن الغذائي في أثناء فترة وقف إطلاق النار».

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن عدد النساء الحوامل في غزة يقدر بنحو 55 ألف امرأة، مشيرة إلى أن ما يقرب من 130 طفلا يولدون يوميا في القطاع.

وأضافت: «لا تزال الجهود الرامية إلى دعم المرافق الصحية وتعزيز خدمات صحة الأمهات والأطفال مستمرة في ظل تضاؤل الإمدادات. ينصب التركيز على توفير الأدوية والمعدات والإمدادات الأساسية، وتدريب العاملين في مجال الصحة، ونشر الفرق الطبية المعنية بالطوارئ للتمكين من الولادات المأمونة ورعاية الأطفال المرضى».

ودعت المنظمة إلى رفع الحصار عن المساعدات وحماية الرعاية الصحية ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء غزة، والاستئناف الفوري لعمليات الإجلاء الطبي اليومية، والإفراج عن الرهائن، ووقف إطلاق النار «الذي يمهد الطريق لتحقيق سلام دائم».