ألمانيا: الحكم اليوم في قضية ضابط سوري متهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»

تنطق محكمة كوبلنز في غرب ألمانيا اليوم (الخميس) بحكمها في قضية الضابط السوري أنور رسلان المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية (د.ب.أ - أ.ب)
تنطق محكمة كوبلنز في غرب ألمانيا اليوم (الخميس) بحكمها في قضية الضابط السوري أنور رسلان المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية (د.ب.أ - أ.ب)
TT

ألمانيا: الحكم اليوم في قضية ضابط سوري متهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية»

تنطق محكمة كوبلنز في غرب ألمانيا اليوم (الخميس) بحكمها في قضية الضابط السوري أنور رسلان المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية (د.ب.أ - أ.ب)
تنطق محكمة كوبلنز في غرب ألمانيا اليوم (الخميس) بحكمها في قضية الضابط السوري أنور رسلان المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية (د.ب.أ - أ.ب)

بعد عامين تقريباً على انطلاق محاكمة الضابط السوري أنور رسلان، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تنطق اليوم (الخميس) محكمة كوبلنز في غرب ألمانيا بالحكم في قضيته، ليصبح المسؤول السوري الأرفع الذي يصدر بحقه حكم قضائي في ألمانيا عن جرائم ارتُكبت في سوريا منذ الثورة عام 2011. وكانت المحكمة نفسها قد أصدرت في فبراير (شباط) الماضي، حكماً بالسجن لأربع سنوات ونصف السنة بحق عنصر سابق في الاستخبارات السورية يدعى إياد الخطيب؛ لمساعدته في تعذيب 30 شخصاً في بداية الثورة السورية.
واعتبر المحامي والناشط السوري أنور البني، الذي شارك بجمع الشهود والأدلة، الحكم المرتقب بأنه يمثّل «إدانة للنظام السوري بأكلمه»؛ لأن التهم الموجهة إلى رسلان هي «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهذه الجرائم لا ترتكب إلا من قبل دولة أو نظام ولا ترتكب من قبل أشخاص أو مجموعات». وقال البني الذي انتقل من برلين، مقر إقامته، إلى كوبلنز للاستماع لقرار المحكمة، إن الحكم المرتقب «تاريخي بغض النظر عن مدته؛ لأنها المرة الأولى التي يصدر فيها حكم قضائي بحق طرف ينتمي للنظام السوري الذي ما زال قائماً ويعتبر نفسه منتصراً عسكرياً».
وأضاف البني أن، أهمية المحاكمة كذلك أنها «لم تحصل بقرار دولي، بل بدأها أطراف من المجتمع المدني وضحايا تعرضوا للتعذيب» في السجن الذي كان رسلان مسؤولاً عنه في دمشق.
وكان البني من الشخصيات الأساسية التي أدت إلى اعتقال رسلان الذي وصل إلى ألمانيا لاجئاً عام 2014، بعد أن انشق عن النظام في سبتمبر (أيلول) 2012 ولجأ إلى الأردن قبل وصوله إلى ألمانيا. وتعرّف البني على رسلان عندما التقى به صدفة في أحد المتاجر لدى وصوله إلى ألمانيا لطلب اللجوء، وبدأت الدائرة تضيق حول الضابط السوري السابق منذ ذلك الحين. وقال البني في شهادته أمام المحكمة، إن رسلان شخصياً هو من اعتقله من منزله في دمشق عام 2006 وعرّضه للضرب والاستجواب وتسبب في سجنه لخمس سنوات.
ويُتهم رسلان بتعذيب أكثر من 4 آلاف سجين بين العامين 2011 و2012، وقتل 58 منهم تحت التعذيب، عندما كان مسؤولاً عن فرع تابع للمخابرات السورية في دمشق. وقد طلب الادعاء من القاضي الحكم عليه بالسجن المؤبد من دون السماح له بطلب إخلاء سبيل. ويسمح القانون الألماني بطلب إخلاء سبيل بعد 15 عاماً، ويمكن للحكم أن يكون بالسماح بطلب إخلاء السبيل أو من دونه، بحسب خطورة التهم التي يُدان بها المتهم.
وينفي رسلان كل التهم الموجهة إليه، وهو رفض الحديث داخل المحكمة أو الخضوع للاستجواب من قبل الادعاء. واكتفى بكتابة رسالة تلاها محاميه في نهاية المحاكمة، وكانت مترجمة من العربية إلى الألمانية. وكرر فيها نفيه لأن يكون مسؤولاً عن قتل أو تعذيب أي سجين، بل أضاف، أنه حاول مساعدة السجناء وأنه أراد الانشقاق باكراً في بداية الثورة عندما بدأ النظام بقتل المعارضين، ولكنه لم يتمكن من ذلك.
ورفع محامون سوريون بمساعدة محامين ألمان من المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، قضايا مشابهة بحق مسؤولين سوريين متواجدين في دول أوروبية مختلفة منها النمسا والسويد والنرويج، ولكن محاكمة رسلان هي الوحيدة حتى الآن التي أدت إلى اعتقال متهم والاقتراب من إصدار القرار بحقه (اليوم). وتستند هذه القضايا إلى مبدأ الولاية العالمية القضائية الساري في عدد من الدول الأوروبية، والذي يسمح بمقاضاة مجرمين لا ينتمون للدولة التي ترفع فيها القضية عن جرائم ارتكبت في الخارج. ووجد الناشطون السوريون في تلك المحاكم سبيلاً للالتفاف على غياب الإرادة الدولية لمحاكمة النظام السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهو أمر يتطلب إحالة الملفات إليها من مجلس الأمن الدولي.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.