عائلة الثمانيني تروي تفاصيل تنكيل الجنود الإسرائيليين به

والد الشاب الذي دهس جندياً يروي أن نجله مصاب بتوتر نفسي

TT

عائلة الثمانيني تروي تفاصيل تنكيل الجنود الإسرائيليين به

عثر شبان فلسطينيون من قرية جلجليا، الواقعة شمال مدينة رام الله، فجر أمس (الأربعاء)، على المسن عمر عبد المجيد أسعد (80 عاماً)، وهو ملقى على الأرض، وآثار تنكيل وضرب تحت عينه اليمنى وعلى جسده. وقد أكدوا أنه توفي بسبب الاعتداء الذي تعرض له من جنود قوات الاحتلال.
وروى ابن عم القتيل، عبد الإله أسعد، أنه «لا يوجد أدنى شك في أن الشهيد قتل من جراء التعذيب». وقال: «كنت أسهر معه لدى قريب لنا في سنه، وتركتهما عند منتصف الليل. أما هو فغادر بعدي بساعتين. وعندما كان في طريقه إلى المنزل، أوقفه جنود جيش الاحتلال عند منطقة العين وسط قرية جلجليا، وطلبوا منه بطاقة الهوية. فقال لهم إنه لا يحمل البطاقة. فسحبوه بقوة من داخل السيارة واقتادوه بعنف إلى طرف الشارع. ثم قيدوا يديه واعتدوا عليه بالضرب». وأضاف عبد الإله: «الشهيد كان يعاني من مشكلة صحية في قلبه، خضع بسببها لعملية قلب مفتوح. وهو طاعن في السن وليس سهلاً عليه أن يهان ويتعرض للضرب الموجع، ويتم إلقاؤه على الأرض طيلة ساعتين كاملتين. إنه ببساطة لا يتحمل الضرب والتكتيف. ومع ذلك أهملوه بعد التنكيل به وأبقوه على هذه الحالة، وهو مقيد اليدين ومعصب العينين».
وأضاف ابن العم قائلاً: «كان قوات الاحتلال قد اعتقلت عدة شبان. فعندما اكتشف قائد أن عمر توفي، أصدر أوامر بالهرب. قطعوا الأغلال عن يدي الشهيد وأطلقوا سراح الشبان، فحمله هؤلاء إلى المشفى».
وكانت قوات كبيرة من جنود الاحتلال قد انتشرت في منطقة رام الله، طوال الليل، بعد أن أصيب أحد جنودها (19 عاماً)، دهساً بالقرب من مستوطنة «حلميش»، شمال غربي المحافظة، وسط الضفة الغربية. وقد اعتقلت القوة العسكرية الشاب الفلسطيني الذي تزعّم تنفيذ العملية، وتحفظت على مركبته. وفي حين كانت جراح الجندي بسيطة، جاءت جراح الشاب الفلسطيني متوسطة. وأضافت أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى المكان لنقله إلى المستشفى لاستكمال العلاج. وتم نقل المصابين، الإسرائيلي والفلسطيني، في طائرة مروحية عسكرية إلى مستشفى هداسا عين كارم. وادعى بيان الناطق بلسان الجيش، في بيان، أن السائق الفلسطيني «وصل المكان بسيارة، وتوجه بسرعة نحو مقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يحرسون المحور. وأن أحد العناصر أصيب في ساقه».
وعُلم أن السائق الفلسطيني المعتقل يدعى محمد ياسين (30 عاماً) من بلدة بلعين قرب رام الله. ‎وقد نفى والده، نظمي ياسين، وجود نية تنفيذ عملية دهس لدى نجله محمد. وقال إن محمد مصاب باضطرابات عقلية منذ 20 يوماً ويتلقى العلاج، و«بسببها قمنا بإرسال زوجته (حامل) مع أطفاله الثلاث إلى قرية بيت سيرا، شمال غربي القدس، حتى لا يقوم بأعمال عنف تجاههم». وأضاف أن حالة نجله الصحية تحسنت اليوم، «وأصر على عودة زوجته وأطفاله إليه، وعندما طلبنا منه التروي قام بقيادة السيارة والخروج مسرعاً، حتى يذهب لإحضارهم».
وقال إن «محمد اصطدم بإحدى المركبات في القرية ولاذ بالفرار، وخلال السير على الشارع الالتفافي، يبدو أنه فقد السيطرة على مركبته وحصل معه حادث سير قرب جنود الاحتلال عند مستوطنة حلميش». وأكد أن الجيش الإسرائيلي اعتقل نجله، واتصل ضابط المخابرات به كي يستفسر عن حالة محمد الصحية وما الذي حصل معه قبل وقوع الحادث.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.