«العليا» الإسرائيلية تأمر بالتوقف عن منع لمّ شمل الفلسطينيين

فلسطيني يقدم هويته المؤقتة ليحصل على هوية دائمة من مكتب الشؤون المدنية بغزة (أ.ب)
فلسطيني يقدم هويته المؤقتة ليحصل على هوية دائمة من مكتب الشؤون المدنية بغزة (أ.ب)
TT

«العليا» الإسرائيلية تأمر بالتوقف عن منع لمّ شمل الفلسطينيين

فلسطيني يقدم هويته المؤقتة ليحصل على هوية دائمة من مكتب الشؤون المدنية بغزة (أ.ب)
فلسطيني يقدم هويته المؤقتة ليحصل على هوية دائمة من مكتب الشؤون المدنية بغزة (أ.ب)

أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، أمراً لوزارة الداخلية بأن تتوقف عن العمل بموجب قانون المواطنة الذي يمنع لم شمل عائلات فلسطينية، مؤكدة أن صلاحية هذا القانون انتهت في يوليو (تموز) الماضي، عندما فشلت الحكومة في تمريره في الكنيست (البرلمان).
ومع أن القرار يحمل طابعاً تنظيمياً بالأساس، إلا أنه يشكل مرحلة جديدة في التعاطي مع قضية عشرات ألوف العائلات الفلسطينية التي تعيش أوضاعاً مأساوية من التفرق والتمزق. فنصف العائلة يعيش في إسرائيل والنصف الآخر في المناطق الفلسطينية. ولا يستطيع الأب أن يرى زوجته وأولاده. ولا يستطيع الأخ لقاء أخيه. ولا تستطيع الزوجة لقاء أطفالها.
وقررت القاضية دافنا باراك - إيرز، إصدار أمر احترازي، بإعادة الالتماس الذي قدمته منظمات حقوق إنسان من أجل منح المواطنة لـ27 فلسطينياً، كانت رفعت الشكوى إلى المحكمة المركزية. وكتبت في قرارها: «لا شك أن الوضع الحالي غير مألوف أبداً. وقد عملت الدولة لسنوات طويلة بموجب أنظمة معينة، لكن القانون لم يعد ساري المفعول، وقواعد القانون الإداري لم تعد تسمح بالعمل بموجبه».
جدير بالذكر أن البند الذي يمنع لم الشمل في قانون المواطنة، تم سنه في عام 2003. وكانت الهيئة العامة للكنيست تمدد سريانه سنوياً. ولم تنجح الحكومة الحالية في توفير أغلبية مؤيدة للتمديد عند التصويت عليه، قبل خمسة شهور. ورغم ذلك، واصلت الوزيرة شاكيد التعامل مع آلاف طلبات لم الشمل، وكأن القانون ما زال ساري المفعول، مما يعني أن قرارات شاكيد بهذا الخصوص غير قانونية. وقد جلبت شاكيد القانون إلى اللجنة الوزارية للتشريع في الكنيست، الأحد، ولكن سيصعب تمريره لاحقاً في التصويت العام، بسبب معارضة حزب «ميرتس» و«القائمة العربية الموحدة»، من داخل الائتلاف الحكومي، وكذلك معارضة أحزاب المعارضة اليمينية والقائمة المشتركة.
ويهدف تعديل منع لم الشمل إلى منع منح المواطنة، أو الإقامة أيضاً، لفلسطينيين من الضفة الغربية أو قطاع غزة، متزوجين من فلسطينيين مواطنين في إسرائيل. كذلك نص هذا البند على أن فلسطينيين تقل أعمارهم عن 35 عاماً أو فلسطينيات تقل أعمارهن عن 25 عاماً، لا يمكنهم تقديم طلب لم شمل.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.