خامنئي يجدد هجومه على «عاصفة الحزم».. ويدعو الجيش الإيراني إلى رفع جهوزيتهhttps://aawsat.com/home/article/340896/%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%C2%AB%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D9%85%C2%BB-%D9%88%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%87
خامنئي يجدد هجومه على «عاصفة الحزم».. ويدعو الجيش الإيراني إلى رفع جهوزيته
الحرس الثوري يرفض تفتيش مواقعه ضمن الاتفاق النووي
طهران:«الشرق الأوسط»
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
طهران:«الشرق الأوسط»
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
خامنئي يجدد هجومه على «عاصفة الحزم».. ويدعو الجيش الإيراني إلى رفع جهوزيته
جدد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أمس الأحد، هجومه على تحالف «عاصفة الحزم» أمس في خطاب أمام قادة الجيش الإيراني، في وقت اتهم واشنطن بـ«اختلاق أسطورة» الأسلحة النووية لتصوير طهران كمصدر للتّهديد، مُشدّدا بذلك لهجته قبيل استئناف المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية هذا الأسبوع.
وأضاف خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة فارس شبه الرسمية الإيرانية للأنباء: «اختلقوا أسطورة الأسلحة النووية حتى يمكنهم القول إن الجمهورية الإسلامية مصدر تهديد.. كلاّ، إن مصدر التهديد هي أميركا نفسها بتدخلاتها غير المحكومة بقيود والمسببة لانعدام الاستقرار».
وحذر خامنئي من نيات الولايات المتحدة «الشيطانية» على الرغم من تعبيره عن دعم مجهودات فريق إيران المفاوض. كما وجّه انتقادات للدّعم الأميركي للعمليات «عاصفة الحزم» العسكرية، وقال: «تجري اليوم أحداث مأساوية في اليمن في حين يدعم الأميركيون الجهة الطاغية».
ومن جهة أخرى، قال القائد الأعلى في إيران، لدى استقباله قادة الجيش الإيراني، إن إيران لن تقبل «أبدا تصريحات (أميركا) الحمقاء»، في رد واضح على قائد أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي الذي أكد أن الحل العسكري في إيران لا يزال قائما.
وقال ديمبسي، يوم الجمعة الماضي، إن «الخيار الأميركي بضرب المواقع النووية الإيرانية ما زال قائما».
وأعلن خامنئي أمس أنه «يجب على كل القوات الإيرانية (الجيش والحرس الثوري) أن يرفعوا جهوزيتهم العسكرية والدفاعية يوما بعد يوم»، مضيفا أن هذا «توجيه رسمي».
وأضاف المرشد الإيراني: «بعد صمت طويل، تحدث أحد مسؤوليهم (الأميركيين) مجددا عن الخيارات المطروحة على الطاولة.. هم واهمون، ويطلبون من الجمهورية الإسلامية أن توقف تطورها الدفاعي، ونحن لن نقبل أبدا بهذه التصريحات الحمقاء». كما أشار خامنئي إلى أنه: «رغم كل ما حققته الجمهورية الإسلامية من تطوّر في المجال الدّفاعي والعسكري، فإنها لن تشكّل أبدا أي تهديد لبلدان المنطقه ولجيرانها».
وفي تطوّر لافت حول الملف النّووي الإيراني، أكد نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، على أن طهران لن تسمح لأحد بتفقد المواقع العسكرية داخل البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عنه القول: «أن يقوم مفتش أجنبي بتفقد موقع عسكري داخل البلاد يعني احتلال أراضي دولة، وهذا يعني إذلال الشعب».
وأضاف: «إيران لن تكون مرتعا للجواسيس، ولن نفرش السجادة الحمراء لأعدائنا»، مشيرا إلى أنه لن يسمح لأحد بأن يفكر في ذلك حتى في أحلامه. كما أكد: «سنرد على أي شخص يتحدث عن تفقد المراكز العسكرية الإيرانية بالرصاص الساخن.. وإطلاق مزاعم حول وجود الخيار العسكري ضد إيران على الطاولة لن يخيفنا».
موسكو وطهران... أكبر من شراكة وأصغر من تحالفhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5102696-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D9%88%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%B5%D8%BA%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان يحضران حفل توقيع اتفاقية في موسكو يوم 17 يناير 2025 (رويترز)
بتوقيع اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» بين موسكو وطهران، تكون العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة تتقارب فيها مصالح الطرفين إلى درجة غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، لكن في موسكو ثمة شكوك حول «لهفة» طهران للانفتاح على الغرب.
وتضع الاتفاقية أساساً قانونياً لفتح مجالات واسعة للتعاون، تتخطى بدرجة كبيرة المساحة التي وفَّرتها اتفاقية التعاون المبرمة بين الطرفين في عام 2001، التي جاءت الوثيقة الجديدة لتحل مكانها.
خلال رُبع قرن تطوَّرت العلاقات كثيراً بين موسكو وطهران، وشهدت الأوضاع حول البلدين تحولات كبرى دفعت، وفقاً للطرفين، إلى إعادة النظر بمجمل أسس التعاون، بما يفتح على آفاق جديدة لسنوات طويلة مقبلة. لكن الطريق نحو إبرام الاتفاقية الجديدة لم يكن سالكاً دوماً، ومرت الاتفاقية بعراقيل كثيرة، وشهدت تطورات وضعت علامات استفهام كبرى حول قدرة البلدين على إطلاق تحالف كامل.
على سبيل المثال، فإن الموقف الروسي من التطورات التي رافقت حرب كاراباخ الثانية التي أضرت كثيراً بمكاسب إيران الإقليمية، أثار شكوكاً واسعة لدى أوساط إيرانية بمكانة موسكو بوصفها شريكاً استراتيجياً يمكن الوثوق به. والأمر نفسه انسحب بعد تطورات الوضع في سوريا التي عمل فيها الطرفان بوصفهما شريكين أساسيين.
في المقابل، نظرت أوساط روسية بعين الشك دائماً إلى تلهف دوائر إيرانية لفتح قنوات اتصال مع الغرب، ومحاولات التوصُّل إلى توافقات تطبيع قد تنعكس سلباً على المصالح الروسية.
لذلك، كان اختيار توقيت إبرام الاتفاقية الجديدة لافتاً للأنظار. وقد تمَّ تحديد الموعد بعد تأجيل لأكثر من مرة، وكان محدداً في وقت سابق أن يتم التوقيع خلال أعمال قمة «بريكس» في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل الإعلان عن زيارة خاصة سيقوم بها الرئيس مسعود بزشكيان إلى موسكو أواخر العام لهذا الغرض.
لكن الزيارة لم تتم، وسربت أوساط روسية معطيات حول أن الرئيس فلاديمير بوتين قد يكون تعمد إرجاء الموعد لأنه لم يرغب في توقيع اتفاقية بهذا الحجم مع إيران قبل تسلم الرئيس دونالد ترمب مهامه في البيت الأبيض، ورغم ذلك تم لاحقاً اختيار التوقيت في موعد لافت قبل 3 أيام فقط من هذا الاستحقاق.
يقول خبراء إن موسكو وطهران سرّعتا خطواتهما بعد التطورات التي غيَّرت الوضع في سوريا، بما انعكس على مكانة ونفوذ كل من روسيا وإيران في المنطقة. كما أن موسكو، التي انتظرت أن تعلن الإدارة الجديدة في واشنطن خطوات محددة تجاه الملف الأوكراني، لا تبدو واثقة بقدرة الرئيس الذي وعد بإنهاء الحرب سريعاً، على وضع التسوية الأوكرانية بشكل يلبي المصالح الروسية بين أولوياته الأبرز، وبهذا المعنى فقد اختار الطرفان ترتيب أوراقهما بشكل يعزز مواقفهما التفاوضية لاحقاً.
لكن، هناك متغيرات وقعت في نص الوثيقة التي نشر موقع الرئاسة الروسية نسخةً منها، دلَّت على عدم رغبة موسكو في الذهاب بعيداً نحو تحدي الإدارة الأميركية الجديدة.
ومثلاً، كانت موسكو قد أعلنت، قبل أسابيع قليلة، أن الاتفاقية سوف تشتمل بنداً ينص على «الدفاع المشترك» أسوة باتفاقية مماثلة وقَّعتها موسكو مع بيونغ يانغ منتصف العام الماضي. لكن هذا البند غاب عن نص الاتفاقية وحلَّ مكانه بند يؤكد أنه «في حال تعرُّض أحد الطرفين لاعتداء خارجي يلتزم الطرفان بعدم تقديم أي نوع من المساعدة للمعتدي». وبدا واضحاً أن موسكو سعت إلى عدم منح الاتفاقية بعداً يمكن تفسيره بأن الاتفاقية تُشكِّل مقدمةً لتطوير تحالف عسكري كامل.
نص الاتفاقية
تغطي الاتفاقية في 47 بنداً نطاق التفاعلات بين البلدين؛ من التجارة والطاقة إلى التعليم والسياحة. وتولي اهتماماً خاصاً للطاقة النووية السلمية، وهو القطاع الذي تستعد طهران لخوض معارك دبلوماسية خطيرة بشأنه قريباً.
وبالإضافة إلى ذلك، وضعت كل من موسكو وطهران خططاً محددة لتحسين طريق التجارة بين الشمال والجنوب. وتبين أيضاً أنه على الرغم من تقارير بعض المصادر بأن القطاع الأمني لن يتأثر بالاتفاق، فإن التعاون في هذا المجال منصوص عليه على نطاق واسع إلى حد ما في نقاط عدة، لكن في الوقت نفسه، لا تحوّل الوثيقة الشراكة بين البلدين إلى تحالف عسكري.
بعد الديباجة الواسعة التي تحدَّثت عن البُعد التاريخي للعلاقات بين البلدين، واستندت إلى اتفاقيتين سابقتين: واحدة أبرمت في العهد السوفياتي، والثانية في عام 2001، أكدت بنود الوثيقة الجديدة التزام الطرفين باتباع سياسات قائمة على الاحترام المتبادل للمصالح الوطنية والأمنية، ومبادئ التعددية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ورفض الأحادية القطبية والهيمنة. وأشارت في البند الثاني إلى تعزيز العلاقات على أساس مبادئ المساواة في السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما، واحترام السيادة، والتعاون، والثقة المتبادلة.
وفي تركيز متعمد على التعاون العسكري، حملت الوثيقة توضيحاً محدداً لأشكال التعاون، من البند الثالث إلى البند السابع، نصَّ على تأكيد أنه في حالة تعرُّض أحد الطرفين لعدوان، لا يقدم الطرف الآخر أي مساعدة عسكرية أو غيرها للمعتدي من شأنها أن تسهِّل استمرار العدوان، ولا يسمح الطرفان باستخدام أراضيهما لغرض دعم الحركات الانفصالية وغيرها من الأعمال التي تهدد استقرار وسلامة البلد الآخر.
وتم التأكيد على تعزيز الأمن الوطني ومواجهة التهديدات المشتركة، وتنظيم تبادل أجهزة الاستخبارات وأمن المعلومات والخبرات.
تعاون عسكري
كان لافتاً أن الاتفاقية نصَّت على إمكان إبرام اتفاقات منفصلة ملحقة بالاتفاقية الاستراتيجية، تحدد أوجه التعاون الأمني. وهذا النص تكرر في أكثر من موقع وتحدَّث عن أوجه التعاون العسكري والأمني.
ووفقاً للاتفاقية، يشمل التعاون العسكري مجموعةً واسعةً من القضايا، بما في ذلك تبادل الوفود العسكرية والخبراء، وزيارات السفن والبواخر العسكرية إلى مواني الطرفين، وتدريب الأفراد العسكريين، وتبادل الطلاب والمعلمين، والمشارَكة في المؤتمرات والندوات الدولية، والمشاركة في المعارض الدفاعية الدولية.
كما يتعاون الطرفان، بشكل وثيق، في إجراء تدريبات عسكرية مشتركة دورية على أراضي الطرفَين المتعاقدَين وخارج حدودهما، مع مراعاة معايير القانون الدولي.
وأكدت على تعزيز التشاور والتعاون في مجال مواجهة التهديدات العسكرية المشتركة، والتهديدات الأمنية ذات الطبيعة الثنائية والإقليمية.
ورأت الوثيقة أن التعاون العسكري يُنظر إليه من جانب موسكو وطهران بوصفه «عنصراً مهماً في الحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي».
ونصَّت بنود أخرى على التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، وتعزيز التنسيق على مستوى وزارتَي الداخلية، ونشاط أجهزة الأمن العام في البلدين.
وأكدت على تطوير التعاون في جميع المجالات القانونية، خصوصاً في تقديم المساعدة القانونية بالقضايا المدنية والجنائية.
كما شدَّدت على التعاون بشكل وثيق بشأن قضايا ضبط الأسلحة ونزع السلاح، وعدم الانتشار، وضمان الأمن الدولي في إطار المعاهدات الدولية ذات الصلة.
وشملت بنود أخرى آليات لتنظيم تعاون في مجال المعلومات والاتصالات ووسائل الإعلام والتقنيات الحديثة والإنترنت والرقمنة.
في ملفات السياسة الإقليمية، أفردت الاتفاقية مساحةً خاصةً لتأكيد التعاون في منطقة حوض قزوين، على أساس مبدأ عدم وجود قوات مسلحة غير تابعة للدول الساحلية في بحر قزوين، فضلاً عن ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتم تأكيد التعاون على مواجهة أي إملاءات خارجية، وتنظيم العمل المشترك لمواجهة التحديات الناشئة. وأُفردت بنود أخرى لتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية والاستخدامات السلمية لها.
وتوقفت بنود عدة عند آليات تطوير التعاون التجاري والاقتصادي، وتأمين شبكات النقل والإمداد، وتعزيز التبادلات التجارية، والتعاون في مجال تطوير الاعتماد على العملات الوطنية، وغيرها من المسائل التي تضع أسساً قانونية للتبادل التجاري والاقتصادي، وتكافح العقوبات الأحادية من جانب الغرب وترسم ملامح أوسع لأطر التعاون الممكنة.
عموماً، شملت الاتفاقية كل مناحي التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والثقافي، لكن كان لافتاً أن الوثيقة التي تحدَّثت عن الاعتماد الكامل على موارد البلدين، والانتقال الكامل إلى استخدام العملات الوطنية فقط في التبادلات، وتطوير تعليم اللغتين الروسية والفارسية في البلدين، وضعت في بندها الأخير إشارةً إلى أن الطرفين «إذا برزت بينهما خلافات أو تباينات في تفسير أي من بنود الاتفاقية، فسوف يعتمدان على التفسير الوارد في النسخة الإنجليزية للوثيقة».