زعيم الحوثيين يهاجم «عاصفة الحزم» ويرفض قرارات مجلس الأمن

قال إن جماعته على استعداد لإعطاء الحكم الذاتي للجنوبيين

زعيم الحوثيين يهاجم «عاصفة الحزم» ويرفض قرارات مجلس الأمن
TT

زعيم الحوثيين يهاجم «عاصفة الحزم» ويرفض قرارات مجلس الأمن

زعيم الحوثيين يهاجم «عاصفة الحزم» ويرفض قرارات مجلس الأمن

أكد زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أمس «عدم الاستسلام»، في إشارة إلى الضربات الجوية التي يشنها تحالف عربي على المتمردين ضد أنصاره وعناصر الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. وقال الحوثي في خطاب متلفز في اليوم الخامس والعشرين من العملية العسكرية لوقف تقدم الحوثيين نحو جنوب اليمن، ويعد ثاني ظهور له منذ بدء «عاصفة الحزم»: «لن نستسلم».
وفي السياق نفسه، رفض الحوثي القرار الأخير الذي أصدره مجلس الأمن الدولي وحض فيه الحوثيين على الانسحاب من المناطق التي احتلوها في اليمن، إضافة إلى فرضه حظر سلاح عليهم، ووصفه بأنه «لم يكن مفاجئا». وزعم الحوثي في كلمة متلفزة بثتها أمس قناة «المسيرة» التي تملكها جماعة الحوثي وكذلك «الميادين» القريبة من «حزب الله» وإيران أن «الضربات الجوية تهدف إلى تمكين (القاعدة) من الاستيلاء على اليمن وجعل اليمنيين تحت رحمة (القاعدة) تسيرهم كيفما تشاء». وانتقد مطالبات مجلس الأمن ودول التحالف بإيقاف تحركات جماعته في المحافظات اليمنية، لا سيما في المحافظات الجنوبية.
وادعى الحوثي أن مجلس الأمن هو مجلس «للدول المتغطرسة» لتقاسم النفوذ، وموقف المجلس غير عادل وليس له أي شرعية.
وفي ما يتعلق بالجنوب قال الحوثي إن جماعته على استعداد لإعطاء الحكم الذاتي للجنوبيين لإدارة شؤون مناطقهم ومحافظاتهم، مضيفا: «سنتيح المجال للجنوبيين ليكونوا هم المعنيين بإدارة كل شؤونهم، ونحن سنكون موجودين هناك بالقدر الضروري فقط».
وفي ما يتعلق بالأزمة السياسية في اليمن، قال الحوثي إن «هذا شأن داخلي ولا يملك أحد الحق في التدخل».
وتأتي كلمة الحوثي في الوقت الذي كثرت فيه الإشاعات حول مقتله بعد غيابه عن الظهور الإعلامي لما يقارب الشهر منذ بدء الضربات الجوية التي تنفذها طائرات تحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية في 26 مارس (آذار) الماضي. وكرر الحوثي هجومه على «عاصفة الحزم»، زاعما أن الولايات المتحدة «أرادت هذه الحرب».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.