الفائدة و«كوفيد» يطاردان الأسواق العالمية

انخفاضات في مستهل أسبوع التداول

الفائدة و«كوفيد» يطاردان الأسواق العالمية
TT

الفائدة و«كوفيد» يطاردان الأسواق العالمية

الفائدة و«كوفيد» يطاردان الأسواق العالمية

فتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض يوم الاثنين جراء هبوط أسهم شركات التكنولوجيا ذات الثقل على خلفية توقعات بارتفاع أسعار الفائدة، في حين عززت البنوك الكبرى مكاسبها بعد أن ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوياتها في عامين.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 56.45 نقطة أو 0.16 في المائة إلى 36175.21 نقطة. كما فتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضا 21.69 نقطة أو 0.46 في المائة عند 4655.34 نقطة، في حين هبط المؤشر ناسداك المجمع 184.12 نقطة أو 1.23 في المائة إلى 14751.78 نقطة عند قرع جرس الفتح.
وتراجعت الأسهم الأوروبية في أوائل التعاملات يوم الاثنين بعد أن سجلت الأسبوع الماضي أول هبوط أسبوعي منذ ثلاثة أسابيع، وسط تزايد الإصابات بـ(كوفيد - 19) والغموض المتزايد الذي يكتنف مسار أسعار الفائدة.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المائة الساعة 08:30 بتوقيت غرينيتش تحت وطأة هبوط أسهم قطاعات العقارات والتكنولوجيا والصناعة في الوقت الذي سجلت فيه أسواق الأسهم العالمية الكبرى ارتفاعات بصعوبة. وركزت الأنظار في السوق على بيانات البطالة في منطقة اليورو لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، ومؤشر سنتكس الذي يقيس معنويات المستثمرين لشهر يناير (كانون الثاني).
وقفز سهم بنك كاريغ 4.3 في المائة بعد تقرير ذكر أن مصرف «بي بي إي آر بانكا»، خامس أكبر بنوك إيطاليا قدم عرضا محسنا لشرائه للتفوق على العرض المنافس من كريدي أغريكول إيطاليا. وزاد سهم بي إم دبليو 1.4 في المائة بعد أن رفع بنك غولدمان ساكس توصيته لسهم الشركة إلى الشراء، ورفع السعر المستهدف للسهم إلى 123 يورو من 110 يوروات.
وهبط سهم شركة أتوس الفرنسية للاستشارات التكنولوجية 16.7 في المائة بعد أن أصدرت تحذيرا بشأن الأرباح يعكس تأخير صفقات للعملاء، ويفرض ضغوطا على هوامش وحدة إعادة بيع المعدات والبرمجيات التابعة لها.
وفي آسيا، سجلت أغلب أسواق الأسهم الآسيوية تباينا ملحوظا خلال تعاملات الاثنين في مستهل أسبوع التداول الجديد، مع تراجع الأسهم الأميركية يوم الجمعة في ختام أسبوع التداول الماضي، وإقبال المستثمرين على شراء الأسهم التي تراجعت أسعارها بشدة خلال الأيام الماضية.
وفي أستراليا تخلت الأسهم الأسترالية عن جزء من مكاسبها الكبيرة يوم الجمعة الماضي، وسجلت تراجعا طفيفا ليظل مؤشر «إس آند بي / إيه إس إكس200» الرئيسي لبورصة سيدني فوق مستوى 7400 نقطة، بعد الأداء السلبي للأسهم الأميركية يوم الجمعة الماضي.
وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة سيدني بمقدار 16.40 نقطة، أي بنسبة 0.22 في المائة، إلى 7436.90 نقطة، بعد أن كان قد تراجع في وقت سابق من التعاملات إلى 7409.90 نقطة. وتراجع مؤشر أول أودينريز الأوسع نطاقا بمقدار 19.40 نقطة، أي بنسبة 0.25 في المائة، إلى 7755 نقطة. وكانت الأسهم الأسترالية قد ارتفعت بشدة يوم الجمعة الماضي.
وفي اليابان كانت بورصة طوكيو للأوراق المالية مغلقة بسبب عطلة رسمية. وفي المقابل ارتفعت المؤشرات الرئيسية لبورصات هونغ كونغ والصين وسنغافورة وتايوان وإندونيسيا بما بين 0.1 و0.9 في المائة، في حين تراجعت بورصتا كوريا الجنوبية بنسبة 1.2 في المائة، ونيوزيلندا بنسبة 0.9 في المائة، واستقر مؤشر بورصة ماليزيا دون تغيير. وفي غضون ذلك، ارتفعت أسعار الذهب الاثنين رغم وصول عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها في عامين، في حين حوط المتعاملون أنفسهم ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية القائمة.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1800.76 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 11:48 بتوقيت غرينيتش، ليتعافى قليلا بعد تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ 16 ديسمبر (كانون الأول) يوم الجمعة. وارتفع سعر الذهب في المعاملات الآجلة بالسوق الأميركية 2.0 في المائة إلى 1800.30 دولار.
وأثرت الزيادة في العوائد على سوق الأسهم الاثنين، حيث خشي المستثمرون من احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية. وكان من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة 5.4 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، ارتفاعا من 4.9 في المائة في الشهر السابق، مما قد يؤكد الحاجة إلى رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.
ويعتبر بعض المستثمرين الذهب تحوطا في مواجهة التضخم المرتفع، ولكنه سريع التأثر بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية التي تزيد تكلفة الفرصة البديلة لحائزي المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.06 في المائة إلى 22.44 دولار للأوقية، وارتفع سعر البلاتين 0.4 في المائة إلى 958.51 دولار للأوقية وارتفع البلاديوم إلى ألفي دولار للأوقية.



وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».