منحة «رودس» البريطانية تستقبل طلابًا من الصين الخريف المقبل

المتحدثة باسم المنحة: نبحث توسيع وجودها الدولي

شعار إدارة منحة «رودس» البريطانية
شعار إدارة منحة «رودس» البريطانية
TT

منحة «رودس» البريطانية تستقبل طلابًا من الصين الخريف المقبل

شعار إدارة منحة «رودس» البريطانية
شعار إدارة منحة «رودس» البريطانية

في أكبر خطوة من نوعها منذ السبعينات من القرن الماضي، أعلنت منحة «رودس» الدراسية البريطانية عن أنها تستعد لتوسيع منحتها العالمية لتشمل طلابا من الصين تتيح لهم التقدم إلى الدراسات العليا في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة.
ومنحة «رودس» هي منحة دراسية دولية تتيح للطلبة التقدم للدراسات العليا بجامعة أكسفورد البريطانية، حيث إن رسوم الطلاب الدراسية تدفع من خلال هذه المنحة مباشرة إلى الجامعة. وتعتبر منحة «رودس» على نطاق واسع من أرقى المنح الدراسية في العالم.
ومنحة «رودس» هي أول برنامج موسع للمنح الدراسية الدولية في العالم، وما زال ينظر لها باعتبارها واحدا من أرفع برامج المنح الدراسية على وجه العموم. وسميت «رودس» بهذا الاسم نسبة إلى السياسي البريطاني سيسل رودس. وأعلنت المنحة الأسبوع الماضي أنها ستستعد لتوسيع منحتها العالية لطلاب من الصين، وهذه الخطوة تعد أكبر توسع لها منذ أن منحت حقا للنساء في المشاركة فيها في عام 1970.
ومن بين الشخصيات الدولية المرموقة التي سبق أن أفادت من منحة «رودس» قادة دول ورؤساء، على غرار الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ورئيس وزراء أستراليا توني أبوت.
وقالت بابيت تيغدال، المتحدثة باسم منحة «رودس»، لـ«الشرق الأوسط»: «تبحث (رودس) توسيع وجودها الدولي لتعكس تطوير برنامجها.. وتشكل الصين جزءا مهما من هذا التوسع». وأضافت «ستسمح المنحة للأجيال الصينية بدور مساهم داخل مجتمع (رودس) في جامعة أكسفورد، وسيصل الفوج الأول من طلاب الصين في الخريف المقبل».
وتقوم أمانة المنحة بتسديد الرسوم الدراسية عن الطلاب، إلى جانب منح الطلاب راتبا شهريا لتغطية نفقات الإقامة والمعيشة. وأكدت تيغدال، خلال المكالمة الهاتفية، أن «هناك تركيزا قويا على زيادة التعاون والتفاهم الدولي، ومن المهم بالنسبة لنا أن نجذب المزيد من الدول العالمية.. وهذا سيستمر خلال السنوات المقبلة».
يذكر أن طالبتين من جامعة «نيويورك أبوظبي» فازتا بمنحة «فالكون» الدراسية لعام 2014، وكانتا من بين أوائل الطلاب في الإمارات الذين يحظون بهذه المنحة الدراسية.
وحظيت الطالبة الإماراتية شمة سهيل فارس المزروعي، والنمساوية شارلوت وانغ، بشرف الانضمام إلى 83 طالبا وطالبة من مختلف أنحاء العالم، يتم اختيارهم سنويا من ضمن الخريجين المتفوقين من عدة جامعات في دول مثل كندا وأستراليا.
وتتولى «رودس تراست» إدارة منح «فالكون» الدراسية. وفي كل عام تقوم باختيار واحد أو اثنين من الطلاب المتفوقين والحائزين لشهادة البكالوريوس من إحدى الجامعات لمتابعة دراساتهم العليا في جامعة أكسفورد.
وأكدت المتحدثة باسم «رودس» أنه «ستجري زيادة توسيع منح (رودس) في الساحة الدولية، وسيزيد عدد الفرصة للدراسة في جامعة أكسفورد.. ونحن نتطلع إلى وجود ممثلين دارسين من كل أنحاء العالم في الجامعة عبر منحنا الدراسية».

* نبذة عن منحة «رودس»

* تأسست منحة «رودس» في عام 1903 تحت إرادة سيسيل رودس لجلب أفضل العقول لجامعة «أوكسفورد» البريطانية العريقة.
* يتم اختيار 83 عالما سنويا من أستراليا، وبرمودا، وكندا، وألمانيا، وهونغ كونغ، والهند، وجامايكا، وكينيا، ونيوزيلندا، وباكستان، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة، وزامبيا، وزيمبابوي.
* وحددت منحة «رودس» معايير لاختيار مستحقي المنحة، وهي: التحصل الأدبي والعلمي، واستعداد الطالب لاستغلال مواهبه إلى أقصى درجة، ومن بين ذلك حب الرياضة والتألق فيها.
* مستشارة الأمن القومي الأميركية الحالية سوزان رايس من أبرز الذين حصلوا على المنحة، بينما نوح فيلدمان من المشاهير الذي حصل على منحة «رودس» وهو مؤلف أميركي وأستاذ قانون في جامعة هارفارد الأميركية.
* ومنذ تأسيسها، قدم برنامج «رودس» على ما يقرب من 8 آلاف منحة إلى العلماء من كل أنحاء العالم، والذين خدموا في طليعة المهن، من التجارة، وشؤون الحكومية والفنون، والتعليم، والبحوث وغيرها من المجالات، العمال.



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.