«أوميكرون» يصيب 10 ملايين شخص في أسبوع

«الصحة العالمية»: 3 أسباب تفسر الانتشار السريع للمتحور

طوابير طويلة لفحص «كورونا» في الصين (إ.ب.أ)
طوابير طويلة لفحص «كورونا» في الصين (إ.ب.أ)
TT

«أوميكرون» يصيب 10 ملايين شخص في أسبوع

طوابير طويلة لفحص «كورونا» في الصين (إ.ب.أ)
طوابير طويلة لفحص «كورونا» في الصين (إ.ب.أ)

أعلنت خبيرة علم الأوبئة والمسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة «كورونا»، دكتورة ماريا كيركوف، أنه وفقا لآخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 10 ملايين حالة في الأيام السبعة الماضية. وأضافت كيركوف، في تصريح متلفز تم بثه عبر حسابات منظمة الصحة العالمية على منصات التواصل، أن متحور «أوميكرون»، ينتشر على نطاق واسع في كل بلدان العالم، وأن هناك زيادة حادة للغاية في عدد الحالات، مشيرة إلى موجة تفشي الوباء حالياً لا تترافق مع ارتفاع في عدد الوفيات.
وأوضحت كيركوف أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء الزيادة الحادة في انتشار «أوميكرون»: أولاً أن الطفرات التي يحتوي عليها متحور «أوميكرون»، أكثر قدرة على الالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر. ثانياً، بحسب ما ذكرته المسؤولة التقنية عن مكافحة «كورونا» في المنظمة الأممية، ما يسمى بـ«الهروب المناعي» الذي يعني أنه يمكن تعرض الأشخاص للعدوى مجدداً، والسبب الثالث هو أن عدوى متحور «أوميكرون» تصيب وتستنسخ في الجهاز التنفسي العلوي، وهو سلوك مختلف عن متحور «دلتا» والمتغيرات الأخرى، بما في ذلك الفيروس الأصلي، التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي بالرئتين وتتكاثر داخله، وبالتالي فإن هذا المزيج من العوامل سمح لأحدث متغيرات فيروس «سارس - كوف - 2» بالانتشار بسهولة أكبر.
وأفادت كيركوف بأن المعلومات حتى الآن توضح أن خطر الإصابة بحالة مرضية شديدة بسبب عدوى المتحور «أوميكرون»، أقل حدة من المتحور «دلتا»، لكن العدد الهائل من حالات الإصابة بالعدوى التي تحدث حول العالم تصيب بالذهول حقا، موضحة أنه حتى مع انخفاض مخاطر الحاجة إلى دخول المستشفيات لتلقي العلاج، فإنه لا تزال هناك أعداد كبيرة تحتاج إلى رعاية إكلينيكية، والذين تم نقلهم إلى المستشفيات، وأن هذا من شأنه أن يثقل كاهل نظام الرعاية الصحية.
وقالت كيركوف إنه تم اكتشاف انتشار المتحور الجديد في كافة المناطق التي يتوافر فيها نظم رصد جيدة لتسلسل طفرات فيروس «سارس - كوف - 2»، وإن البيانات تؤكد أن «أوميكرون» هو المتغير الأحدث الذي تتبعه منظمة الصحة العالمية بدقة.
وشددت دكتورة كيركوف على أن هناك خطوتين يجب الالتزام بهما بشكل حاسم، الأولى الحصول على جرعة اللقاح عندما يحين الدور أو يكون متاحا، شارحة أن «اللقاحات تقدم حماية بشكل لا يصدق من خطر الإصابة بحالة مرضية شديدة أو الوفاة، بما يشمل متغيرات الفيروس سواء أوميكرون أو دلتا، وهما المتغيران الشائع انتشارهما حاليا. كما يجب التأكد حقا من حصول الفئات الأكثر ضعفا على اللقاح في جميع البلدان».
وأضافت دكتورة كيركوف أن الخطوة الثانية، هي أنه يجب التأكد من أن هناك أنظمة جيدة مطبقة للكشف والتشخيص، لذا فإن أنظمة إجراء الاختبارات والتحاليل الجيدة، تساعد أي مصاب على الوصول إلى مسارات الرعاية السريرية المناسبة حتى يتمكن من تلقي الرعاية التي يحتاج إليها. وقالت دكتورة كيركوف إن كل شخص لديه مسؤولية أيضا للحفاظ على سلامته الشخصية وسلامة الآخرين، ومن ثم يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحفاظ على السلامة، وعلى رأسها ارتداء كمامات واقية مناسبة والحافظ على التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات الكبيرة، مشيرة إلى أنه إذا كان بالإمكان تأجيل بعض تلك التجمعات، فيجب المبادرة بفعل ذلك.
واختتمت دكتورة ماريا تصريحاتها قائلة: «من المهم حقا في الوقت الحالي تقليل التعرض حتى نتمكن من تقليل عدد الحالات بالعدوى إلى الحد الأدنى، بحيث لا يصل الأمر (بسبب زيادة معدلات الإصابة) إلى إحداث تأثير ضار على نظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى».
في غضون ذلك، أظهر إحصاء لوكلة «رويترز» أن أكثر من 301.8 مليون شخص أُصيبوا بفيروس «كورونا» على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 5.8 مليون. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الوباء يمكن أن تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث من تلك المسجلة رسمياً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».