أفادت مصادر رسمية في العاصمتين الباكستانية إسلام آباد والأفغانية كابل لـ«الشرق الأوسط» بأن الجيش الباكستانى ألقى قذائف مدفعية على مخابئ «طالبان الباكستانية» داخل أفغانستان، مما تسبب في توتر العلاقات بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، ردّت إسلام آباد بشدة على تحرك «طالبان الأفغانية» لإزالة السياج من الحدود الدولية التي شيدها جنود الجيش الباكستانى في السنوات الخمس الماضية، لتقييد حركة المسلحين والإرهابيين.
وفي قلب هذه الأوضاع، هناك الحدود الدولية التي تفصل بين الأراضي الباكستانية والأراضي الأفغانية التي يبلغ طولها 2600 كيلومتر. وخط «دوراند» الحدودي الذي يفصل بين القبائل والعشائر والأسر من الأصل العرقي نفسه؛ فمن جهة، يرى الجيش الباكستاني خطراً كبيراً على إحياء نشاط «طالبان الباكستانية» في الأراضي الأفغانية بعد انتصار «طالبان الأفغانية» في أفغانستان. وقد دفع هذا الجيش الباكستاني إلى شن ضربات عسكرية ضد «طالبان الباكستانية» عبر الحدود الدولية.
وتفيد التقارير بأن حركة «طالبان الباكستانية» قد استأنفت أنشطتها، وهي بصدد إعادة تجميع صفوفها في الأراضي الأفغانية، مما دق نواقيس الخطر في إسلام آباد.
من جهة أخرى، تتعرض «طالبان» لضغوط من مؤيديها في أفغانستان وباكستان لعدم الاعتراف بأي قيود دولية على تحركها عبر الحدود الدولية.
ونقلت وكالات الأنباء الدولية عن مسؤول أفغاني قوله إن خط «دوراند» يقسم عائلات وعشائر وقبائل باشتون إلى قسمين، ولذلك ينبغي ألا يسمح لأحد بتقييد حركة هذه الأسر والقبائل والعشائر عبر الحدود الدولية.
وقد رد الجيش الباكستاني بحدة على هذا التطور بعد أن حاول بعض عناصر «طالبان الأفغانية» المحليين في أجزاء مختلفة من الحدود الدولية إزالة السياج على الحدود الدولية، حيث قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني في رد على حادثة محاولة «طالبان» إزالة السياج: «لقد وصلت دماء الشهداء إلى أساس هذا السياج، وسوف يتم إتمامها». واتفقت باكستان وأفغانستان على تغيير مشكلة الحدود بمساعدة المفاوضات والتبادل الدبلوماسي. بيد أنه لم يحدث حتى الآن أي تبادل دبلوماسي رسمي بين إسلام آباد وكابل. وقال مسؤولون باكستانيون إنه بعد شكوى باكستان لسلطات كابل لم يقع أي حادث آخر لمحاولة إزالة السياج على الحدود الدولية.
من الناحية التاريخية، لم تقبل أي حكومة أفغانية بشرعية «خط دوراند» منذ حكومة المجاهدين في التسعينات. وكان الأفغانيون يشككون دوماً في شرعية الحدود الدولية التي رسمتها الحكومة الاستعمارية البريطانية في القرن التاسع عشر. وكانت الحكومة الباكستانية دائماً ما تعتبره خطأ حدودياً مقدساً.
ويرى الخبراء الدبلوماسيون والعسكريون أن إسلام آباد وكابل على شفا أزمة عسكرية ودبلوماسية.
وينبع التهديد الرئيسي لباكستان من أفغانستان - وهي دولة يحكم فيها نظام «طالبان» غير المستقر للغاية. غير أن نظام «طالبان» أبدى تردداً في تنفيذ إجراءات حاسمة تشكل مصدر تهديد أمني لباكستان، وهي حركة «طالبان الباكستانية». لكن الكثير من الخبراء الباكستانيين يقولون إن لدى «طالبان» فهماً عادلاً لمدى أهمية المساعدة الباكستانية من أجل بقاء «طالبان الأفغانية».
أزمة دبلوماسية بين إسلام آباد و«طالبان الأفغانية»
بسبب إزالة السياج الحدودي بين البلدين
أزمة دبلوماسية بين إسلام آباد و«طالبان الأفغانية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة