موسكو «لن تقبل أي تنازل» خلال المحادثات مع واشنطن

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماعهما في جنيف العام الماضي (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماعهما في جنيف العام الماضي (أ.ب)
TT

موسكو «لن تقبل أي تنازل» خلال المحادثات مع واشنطن

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماعهما في جنيف العام الماضي (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماعهما في جنيف العام الماضي (أ.ب)

استبعدت روسيا اليوم (الأحد)، القيام «بأي تنازل» خلال المحادثات البالغة الأهمية مع الولايات المتحدة في جنيف حول أوكرانيا والأمن في أوروبا، معربةً عن «خيبة أمل» من «الإشارات» الصادرة من واشنطن.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يشارك في المفاوضات، في تصريحات لوكالات الأنباء الروسية: «لن نقبل بأي تنازل. هذا أمر مستبعد تماماً»، مؤكداً: «خاب ظننا بالإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضاً».
وتلتقي الولايات المتحدة وروسيا اعتباراً من مساء اليوم (الأحد) في جنيف في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا فضلاً عن السعي إلى تقريب وجهات نظر حول الأمن في أوروبا يستحيل التوفيق بينها ظاهرياً.
وقال ريابكوف (الأحد): «من المحتمل جداً أن نواجه تردّد زملائنا الأميركيين وحلف شمال الأطلسي في رؤية ما نحتاج إليه فعلاً».
وتابع: «رغم التهديدات التي تُوجَّه إلينا بشكل دائم (...) لن نقوم بأي تنازل»، مشيراً إلى أن ذلك يعود «إلى العمل ضدّ مصالحنا، ضدّ مصالح أمننا».
وتتهم الدول الغربية وكييف كذلك، روسيا بحشد نحو مائة ألف جندي عند حدود أوكرانيا تحضيراً لغزو محتمل. وهددت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات «هائلة» وغير مسبوقة في حال هاجم جارته.

ويؤكد الكرملين أن الغرب هو الذي يستفز روسيا من خلال نشر قوات عسكرية عند حدودها أو من خلال تسليح الجيش الأوكراني الذي يحارب انفصاليين مؤيدين لروسيا في دونباس، شرق أوكرانيا. وهو يطالب باتفاق واسع يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب كل القوات الأميركية من الدول التي تقع في أقصى شرق حدود حلف شمال الأطلسي.
وهدّد الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الشهر السابق، بعقوبات «ليس لها مثيل» في حال اجتاحت موسكو كييف.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «بالتأكيد يندرج تقديم (الروس) لائحة مطالب غير مقبولة، ضمن استراتيجيتهم للادعاء بعد ذلك بأن الطرف الثاني لا يدخل في اللعبة ولاستخدام ذلك كمبرر لشن عدوان».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».