تركيا تتعهد إعادة هيكلة الطيران المدني في ليبيا

وسط أنباء عن سحب دفعة من «مرتزقتها»

رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (أ.ب)
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (أ.ب)
TT

تركيا تتعهد إعادة هيكلة الطيران المدني في ليبيا

رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (أ.ب)
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (أ.ب)

أعلنت تركيا أنها ستبدأ قريباً في إعادة هيكلة مصلحة الطيران المدني الليبية، بالتزامن مع مباحثات أجراها وفد تركي حول القضايا الأمنية.
وقالت المديرية العامة للطيران المدني في تركيا إنها ستشرع قريباً في إعادة هيكلة مصلحة الطيران المدني الليبي، وتدريب موظفيها، بما يسهم في تعزيز العلاقات بين تركيا وليبيا.
وأضافت المديرية في بيان أمس أنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم في إسطنبول في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشمل التعاون في مجال البنية التحتية التقنية، وتعزيز التدريب من أجل تحديث، وتنفيذ خطط تطوير الطيران المدني الليبي. مبرزاً أن المديرية ستوسع التدريبات على المطارات، وأمن الطيران ومراقبة المنحدرات، التي سبق تقديمها لموظفي مصلحة الطيران المدني الليبي، وأنها ستركز هذا العام الدعم على التقنيات وخصوصاً الأمن.
في الوقت ذاته، كشفت تقارير إعلامية ليبية عن قيام وفد أمني تركي بزيارة لمدينتي طرابلس ومصراتة قبل يومين، تم خلالها بحث القضايا الأمنية في ليبيا، حيث التقى الوفد رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، محمد الحداد، وآمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، صلاح الدين النمروش، لإبلاغهما بأن دفعة جديدة من المسلحين (مرتزقة سوريون تابعون لتركيا) سينقلون إلى خارج ليبيا خلال الأسبوع الحالي، بموجب التوافق مع الأمم المتحدة وبمبدأ المعاملة بالمثل.
ولفتت التقارير إلى أن اللقاء شهد اطلاع الوفد الأمني التركي على الأسباب، التي دفعت إلى إرسال وحدات عسكرية إلى طرابلس، ومنها وجود مؤشرات على تحركات لخلايا نائمة لتنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة، مضيفة أن الوفد الأمني التركي زار مقر القوات المشتركة بطرابلس، ثم مدينة مصراتة، حيث عقد لقاءً ثلاثياً ضم وفداً أمنياً إيطالياً من أجل تنسيق الجهود الأمنية واللوجيستية، لافتاً إلى أن الأتراك التقوا المرشح الرئاسي فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني السابقة والقريب من تركيا، في ميناء مصراتة.
وأشارت التقارير إلى أن هناك توجهاً لدى أنقرة لتعيين مبعوث بصلاحيات أوسع من صلاحيات السفير في ليبيا، في حين لم يتم الإفصاح عن أي اسم، رغم أن السفير الحالي كنعان يلماظ مرشح لتولي المنصب، كما يتوقع أن يزور نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، تركيا للقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن 300 من المرتزقة الأجانب غادروا شرق ليبيا، مشيدة ببدء انسحاب مرحلي للقوات الأجنبية، التي قاتلت على جبهتي الصراع في ليبيا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجندر، إن هذا الانسحاب الأول، الذي يشكل بادرة إيجابية أولى، حدث بعد مؤتمر باريس الذي عقد في 12 نوفمبر 2021»، مشيرة إلى مؤتمر باريس الذي كان يستهدف كسر الجمود في ليبيا.
وكان من ضمن بنود مؤتمر باريس حول ليبيا التشديد على ضرورة حل مسألة المرتزقة والقوات الأجنبية في البلاد.
ودفعت تركيا بآلاف المقاتلين المرتزقة السوريين، إلى جانب قوات من جيشها، عقب توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري في 27 نوفمبر 2019، لدعم قوات حكومة الوفاق السابقة بوجه الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ورغم الضغوط الدولية لإخراج المرتزقة من ليبيا، أكدت تركيا مراراً أن وجودها العسكري شرعي، وجاء بطلب من الحكومة السابقة برئاسة فائز السراج، رغم تعهدها الالتزام بمخرجات مؤتمري برلين الأول والثاني في يناير (كانون الثاني) 2020 ويونيو (حزيران) 2021 بشأن ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية.


مقالات ذات صلة

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

أوروبا إحدى مراقبات الحركة الجوية لدى شركة «أوسترو كونترول» (صفحة الشركة عبر «فيسبوك»)

المجال الجوي للنمسا من دون مراقبة عسكرية بسبب إجازات المراقبين

خلا المجال الجوي للنمسا من المراقبة العسكرية خلال العطلة الأسبوعية الحالية؛ نظراً لأن مراقبي الحركة الجوية التابعين للجيش النمساوي اضطروا إلى أخذ إجازة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.