الفحوصات السريعة تعجز عن اكتشاف «أوميكرون» في أيام الإصابة الأولى

مركز فحص يستعرض نتائج اختبار «كورونا» السريع في ليما عاصمة بيرو (أ.ف.ب)
مركز فحص يستعرض نتائج اختبار «كورونا» السريع في ليما عاصمة بيرو (أ.ف.ب)
TT

الفحوصات السريعة تعجز عن اكتشاف «أوميكرون» في أيام الإصابة الأولى

مركز فحص يستعرض نتائج اختبار «كورونا» السريع في ليما عاصمة بيرو (أ.ف.ب)
مركز فحص يستعرض نتائج اختبار «كورونا» السريع في ليما عاصمة بيرو (أ.ف.ب)

تثير دراسة جديدة شكوكاً كبيرة حول ما إذا كانت الاختبارات السريعة في المنزل (اختبارات المستضدات)، يمكنها اكتشاف متغير «أوميكرون»، قبل أن يتمكن الأشخاص المصابون من نقل الفيروس إلى الآخرين.
وفحصت الدراسة 30 شخصاً في أماكن، بينها مسارح برودواي في نيويورك وسان فرنسيسكو حيث يُجرى للعاملين «اختبارات المستضد» واختبار تفاعل «البلمرة» المتسلسل (بي سي آر)، والذي يُعتقد أنه أكثر موثوقية. وبعد اختبار «بي سي آر» إيجابي، أسفرت جميع اختبارات المستضد المستخدمة في اليوم نفسه ويوم بعده عن نتائج سلبية خاطئة، رغم أن مستويات الفيروس التي اكتشفها اختبار «بي سي آر» كانت عالية بما يكفي لإصابة أشخاص آخرين في 28 حالة من الحالات الثلاثين. وفي أربع حالات، تمكن الباحثون من التأكد من أن الأشخاص المصابين نقلوا الفيروس إلى آخرين خلال الفترة التي سبقت حصولهم على نتيجة إيجابية في اختبار «المستضد السريع»، وهذا يعني أن اختبارات المستضد السريعة لا تلتقط الأشخاص خلال أول يومين من الإصابة.
يقول بلايث أدامسون، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية في تصريحات لموقع «ذا ستيت» الأميركي: «أعتقد أنه مع كل متغير جديد يأتي، يتعين على العلماء أن يتساءلوا عمّا إذا كانت الأشياء التي كانت صحيحة في السابق لا تزال صحيحة، وأن هناك شكلاً مختلفاً للأعراض، ونوافذ مختلفة لانتقال الفيروس».
وتضمنت الدراسة كلاً من اختبارات المستضد السريع «BinaxNOW» و«QuickVue»، وكلاهما مصرَّح به من إدارة الغذاء والدواء، ونُشرت النتائج أول من أمس في نسخة أولية من موقع نشر الأبحاث (medrxiv)، مما يعني أنها لم تتم مراجعتها من باحثين خارجيين.
ورغم صغر حجم هذه الدراسة، فإن نتائجها متسقة بشكل ملحوظ، ولم يكشف اختبار مستضد سريع واحد عن الفيروس إلا بعد يومين تقريباً من نتيجة تفاعل البوليميراز المتسلسل الإيجابية الأولية، وبالإضافة إلى ذلك فإن حالات الإصابة من الأشخاص الذين تلقوا نتائج سلبية كاذبة يمكن أن تدق أجراس الإنذار.
يقول دانيال لاريمور، الأستاذ المساعد في علوم الكومبيوتر بجامعة «كولورادو بولدر»، والذي لم يشارك بالدراسة، إن النتائج تُظهر أن الاختبارات السريعة لا تكتشف الحالات خلال الأيام الأولى من الإصابة، وفي الوقت نفسه، يواجه الأشخاص طوابير مدتها ساعة لإجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر)، والانتظار لعدة أيام للحصول على النتائج. ويضيف: «تشير النتائج بقوة إلى أننا لن نكون قادرين على اختبار طريقنا بشكل فعال للخروج من الزيادة الحالية، حتى لو كانت لدينا إمدادات أسبوع من الاختبارات السريعة».
وتشير البيانات الأخرى من الدراسة إلى أن الأحمال الفيروسية بلغت ذروتها في اللعاب قبل يوم إلى يومين من وصولها إلى ذروتها في الاختبارات المأخوذة من مسحات الأنف، مما يضيف إلى الأدلة على أن المسحات المأخوذة من الفم أو الحلق قد تكشف عن فيروس «كورونا» المستجد الذي يسبب «كوفيد - 19» بشكل أفضل من مسحات الأنف المستخدمة في العديد من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) والمستضد.
ورغم ما أشارت إليه الدراسة بخصوص مشكلة الاختبارات السريعة، فإن الباحثين يؤكدون أن هذا لا يعني أن اختبارات المستضد السريعة ليست مفيدة، حيث كشفت الاختبارات السريعة في كل حالة عن وجود الفيروس، لكن استغرق الأمر وقتاً أطول من تفاعل البوليميراز المتسلسل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.