السلطات التونسية تمنع أكثر من 12 ألف شاب من الانضمام إلى المنظمات المتشددة

تركيز أنظمة مراقبة في 7 مدن مهددة بخطر الإرهاب

السلطات التونسية تمنع أكثر من 12 ألف شاب من الانضمام إلى المنظمات المتشددة
TT

السلطات التونسية تمنع أكثر من 12 ألف شاب من الانضمام إلى المنظمات المتشددة

السلطات التونسية تمنع أكثر من 12 ألف شاب من الانضمام إلى المنظمات المتشددة

قال محمد ناجم الغرسلي، وزير الداخلية التونسي، إن تونس منعت نحو 12490 شابا من التوجه إلى الخارج قصد الانضمام إلى المجموعات المتطرفة الناشطة في الخارج، وذلك منذ شهر مارس (آذار) 2013.
وأشار الغرسلي، أمام أعضاء البرلمان التونسي أمس، إلى أن هذا المنع يندرج ضمن الجهود التي تبذلها تونس للحد من انضمام الشباب التونسي إلى المنظمات المتطرفة في مختلف بؤر التوتر في العراق وسوريا، وليبيا على وجه الخصوص.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت بداية هذه السنة عن عودة نحو 500 متشدد من جبهات القتال، وأشارت إلى أنهم باتوا يمثلون عبئا أمنيا على تونس. وقال الغرسلي إن الوزارة خصصت مبلغ 25 مليون دينار تونسي (نحو 12.5 مليون دولار) لاقتناء معدات، من بينها مروحيات لمقاومة المجموعات الإرهابية، بالإضافة إلى تركيز أنظمة مراقبة في ولايات (محافظات) العاصمة التونسية الأربع، وفي المدن المهددة بالإرهاب في الشمال والوسط الغربي.
وبخصوص حرب المؤسسة الأمنية ضد الإرهاب، أوضح الغرسلي أن قوات الأمن فقدت نحو 26 من أبنائها، وتكبدت 92 جريحا، واعتبر المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية أصبحت من أبرز المخاطر التي تتهدد الأمن والاستقرار في بلاده، مضيفا أن الإرهابيين باتوا متمرسين في حرب الشوارع، هذا بالإضافة إلى تهديد الخلايا الإرهابية النائمة، التي من الممكن أن تتحرك في سياق ما يسمى بـ«الذئاب المنفردة».
وعلى صعيد متصل، يتواصل في تونس جدل كبير داخل البرلمان بخصوص مشروع قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال، قبل عرضه على أعضاء البرلمان لمناقشته والتصديق عليه، وتشهد جلسات الاستماع التي دعت لها أربع لجان برلمانية نقاشات معمقة بحضور وزراء الداخلية والدفاع والعدل.
وقد تعرض مشروع قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال لانتقادات كثيرة من قبل منظمات حقوقية تونسية ودولية، تركز أبرزها على إصدار حكم الإعدام ضد الإرهابيين ضمن مشروع القانون، بالإضافة إلى إجازة التنصت على الأفراد المشتبه بهم. وفي هذا الإطار قال سفيان السليطي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة، وهي المحكمة المختصة في البت في القضايا الإرهابية، إن القضاء نظر بصفة أولية في 205 قضايا ذات صلة بالعمليات الإرهابية خلال شهر مارس (آذار) وحده من السنة الحالية. وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى إصدار أحكام قضائية في 83 قضية لها صلة بالإرهاب، فيما لا تزال مجموعة من القضايا الإرهابية المتشعبة دون أحكام، من بينها قضية ذبح ثمانية عسكريين في جبال الشعانبي (وسط غربي) وذلك خلال صيف 2013 ومجموعة الأحداث الإرهابية التي حدثت تباعا في منطقة الشعانبي، أبرزها استهداف 15 عسكريا وقتلهم خلال سنة 2014، وقتل خمسة عسكريين خلال الشهر الحالي.
وفي ما يتعلق بالقضايا الإرهابية التي أصدرت المحكمة بشأنها أحكاما، قال السليطي إن اللائحة تشمل، على وجه الخصوص، أحداث السفارة الأميركية بتونس في 14 سبتمبر (أيلول) 2012، وأحداث قصر العبدلية (2012)، بالإضافة إلى مهاجمة منزل مدير قناة «نسمة» الفضائية الخاصة.
كما أكد السليطي أن 31 قضية إرهابية أخرى لم تصدر بشأنها إلى حد الآن أحكام قضائية، ومن المنتظر البت في ملفاتها في القريب العاجل.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.